Home»Enseignement»إطلالة على الميتامعرفة من خلال مقال الأستاذ الباحث عبد العزيز قريش

إطلالة على الميتامعرفة من خلال مقال الأستاذ الباحث عبد العزيز قريش

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الحمد لله وحده

إطلالة على الميتامعرفة من خلال مقال الأستاذ الباحث عبد العزيز قريش

                        كعادته، طلع علينا هذه المرة الأستاذ الباحث عبد العزيز قريش بموضوع جد شيق ومهم من خلال مجلة علوم التربية في عددها الرابع والخمسين ليناير 2013، تحت عنوان:  » من المعرفة إلى الميتامعرفة: أية فرصة للتصحيح؟  » يمتد عبر مساحة ورقية تنطلق من الصفحة 33 لتنتهي بالصفحة 45. وهو مقال دبجه بمقولة للمفكر العربي الكبير الدكتور نبيل علي حول أهمية التفكير في الوجود الإنساني من حيث هو رئة العقل ومعنى الوجود ودلالة العيش الأفضل مقابل ختمه بقولة جد مهمة تحيلنا على مساءلة ممارستنا التعليمية المغربية حين قال فيها الدكتور نبيل علي: ( تعليم بلا تفكير جهد ضائع، وتفكير بلا تعليم أمر محفوف بأشد المخاطر )، وما أكثر الجهود ضياعا في منظومتنا التعليمية! وما أشد المخاطر التي حذقت وتحذق بهذه المنظومة!. قول؛ لن يبرح عنه المهتم والباحث في الشأن التعليمي المغربي حتى يخلق لديه زوبعة فكرية تولد لديه كثيرا من الأسئلة. ولا أجد الأستاذ الباحث عبد العزيز قريش إلى قاصدا ذلك. فهو المعروف في الوسط التعليمي خاصة لدى مثقفي وباحثي المنظومة التربوية بالنقد التربوي، الذي يشكل العمود الفقري في كتاباته. كما يشكل الأرضية العلمية التي تتأسس عليها أسئلة التجديد في منظومة التربية والتكوين.

                        من هذا المنطلق دخل الأستاذ الباحث إلى تأصيل السؤال، سؤال العنوان طبعا. والذي ارتكز على إمكانية الخطأ في الممارسة الصفية، بل ضرورة وجوده لكي تجدد الأسئلة ويتجدد معها التعليم بما هو مدخل للمعرفة أولا ثم لتأهيل العقل البشري للفعل الوجودي المتأثر بالواقع الكائني والمؤثر فيه حد الإثبات أو النفي بأن الحياة تفكير ثم وجود ثم فعل ثم ناتج. والناتج وعي وتبصر معرفي وشهادة في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية، تفيد أن المتعلم متفرد في ذاته، وفي سيرورة تعلمه ما طلب اعتماد البراديغم التعددي بابا إلى اعتبار الفروق الفردية في التعليم، وهو ما يشكل وعيا لدى المدرس بأن كل متعلم له ذات سيكولوجية، لها خصوصيات وتفردات في التعلم بناء ونقلا وتوظيفا وتقاسما. ما يجعله ينتبه إلى ضرورة سؤال كل تعلم عن أسباب فشله في مقاربة القضايا المعرفية المحمولة على المتن التعليمي. وهو ما يؤدي من باب واسع إلى الميتامعرفة، حيث نكون أمام معرفة، وفي حالة الفشل ندخل إلى الميتامعرفة، وهي الحاضن الأساس لاستراتيجيات التعلم.

                        وفي تأصيل العنوان توطين للميتامعرفة في التعليم والتعلم مع أوائل الباحثين في هذا المجال من قبيل فلافل وبراون وكلارك وولمان والمغاربة والعرب، حيث من الطبيعي أن العقل يتخذ لنفسه منهجا وخططا واستراتيجيات لمقاربة موضوعاته التي يشتغل عليها. وتكون مضمرة ومستترة يعلن عنها سؤال: كيف فعلت هذا؟ ما يجعل ذلك المنهج على السطح في حالة صحة مسلكياته المنهجية وخطواته الإجرائية وتكرار نتائجه وتطابقها طرقا للتعلم يمكن أن يتخذ منهجا عاما. ومن تأصيل العنوان ينتقل الأستاذ الباحث إلى شرعنة السؤال من خلال رسوخه في دراسات علم النفس المعرفي التي اشتغلت على موضوع الميتامعرفة، وأجرت العديد من البحوث الميدانية التي بينت أهمية هذا المجال في العملية التعليمية التعلمي، التي في بعدها المغربي يريد الأستاذ الباحث أن يفتحها عمليا وإمبريقيا على الميتامعرفة من أجل الوقوف على أسباب الفشل الدراسي من خلال استقراء ما يدور في العلبة السوداء للمتعلمين مؤكدا ذلك من خلال ما استنتجه من واقع الفعل الصفي في الأقسام، وما تجمع لديه من ملاحظات الزملاء في الميدان. وهو ما يؤدي بي إلى طرح سؤال جوهري على هيئة التفتيش التربوي مفاده:  » إلى أي حد يمكن لهيئة التفتيش التربوي المغربي المساهمة في طرح القضايا المعرفية والديداكتيكية على السؤال؟ والمشاركة في إيجاد الحلول لها؟ وهل تقارير الزيارات والتفتيش تشكل مرجعية للأستاذ في حل بعض الإشكالات التي تعترضه في القسم؟ أسئلة أجدها تموقع تجربة الأستاذ الباحث العلمية في أوائل تجارب هيئة التفتيش العالمة والواعية بدورها في التأطير التربوي، الذي لماما ما يعكس قضايانا المهنية ومشاكلها المتنوعة.

                        وفي إطار شرعنة السؤال ينبثق مطلب الأخذ بالميتامعرفة في التعليم والتعلم لعائدها ومردودها عليهما كما ونوعا، حيث تجود حسب الأستاذ الباحث الفعل التعليمي تخطيطا وأداء وناتجا كما تجود فعل التعلم بوعي المتعلم لخطوات تفكيره. وما يفعله يكون عن تبصر ووعي متمكن في ذات المتعلم. وهنا عدد الأستاذ الباحث جملة من فوائد الميتامعرفة على عمليتي التعليم والتعلم، فكأنه يمهد القارئ للدخول به إلى صلب الموضوع، ويشوقه حين يمده ببعض الفوائد التي لا يمكن للقارئ أو القارئ الأستاذ إلا أن يقاربها قراءة أو بحثا، فيشارك كاتب المقال في سبر غور الموضوع والوقوف على تجلياته في منظومة التربية والتكوين. ما يضفي شرعية على السؤال العنوان!

                        وفي سبر غور الموضوع يقف بنا الأستاذ الباحث في التمهيد على قضايا متعددة من قضية نقل المعرفة من بدائيتها وسذاجتها إلى معقوليتها وعلميتها ونهائيتها. حيث يختلط في سيرورة نقلها من حالتها الأولى إلى حالتها النهائية الفعل النمائي والاجتماعي والثقافي والتعليمي المدرسي، سواء كان فعلا فرديا أو فعلا جماعيا على حد سواء. وهو فعل مؤسساتي يجب أن يكون منزها عن العبث، ما أدى بالأستاذ الباحث أن يأمل خير مع جيل جديد في سدة القرار، لكنه خائف من الحرس القديم. وهو الأمر الذي أجده قد وقع حين خرج علينا هذا الحرس فخنق بعض الشتلات التي لو رعاها لما عادت المؤسسة التعليمية الآن إلى السكون والركون وإلى التقليد. فطمر الحرس القديم طموحات المنظومة التربوية والتكوينية في التجدد والتطور في تربة جافة ممانعة في ذاتها، تبحث عن مشاجب لتعليق هذه الممانعة عليها تحت سمع وبصر ألفية المعرفة التي تندب حظها فينا!. وما جدة المنظومة التربوية والتكوينية إلا من جدة أهلها المؤمنين بها، والعاملين من أجلها. لذلك وجدهم الباحث متسائلين عما فعل السابقون؟ وما يفعل الحاليون؟ فكانت بذلك معرفة انتقلت إلى ميتامعرفة، وهو ما مهد للحديث عن مناطق معرفية متنوعة من قبيل الخطأ واستثماره في الدخول إلى الميتامعرفة التي تمنحنا فرصا لتصحيح ومعالجة الأخطاء فضلا عن حضورها في تطوير البرامج والمناهج والتعليم والتعلم، ودورها في حل المشاكل والإشكاليات التي تعترض المتعلم والمدرس على حد سواء. وفي سبر غور الموضوع تركت في إطلالتي على الموضوع فراغات كبرى لعل قارئ هذه السطور يرجع إلى المقال للاطلاع عليها والوقوف على تفاصيلها. وقبل التفصيل وجدت الأستاذ الباحث يحدد المصطلح ضمن إطار لغوي وآخر اصطلاحي كتحديد مصطلح المعرفة، لنكتشف بعض الملاحظات على المقال كالتالي:

ـ المقال يكمل بعض المقالات المنشورة في بعض المجلات المختصة الأخرى.

ـ المقال المنشور يفيد أنه جزء من مقال أطول، ولعل نهايته بفتح القوس وعدم إتمامه يدل على ذلك.

ـ المقال يورد عدة مصطلحات للميتامعرفة تراوحت ما بين اللفظ الأصلي الأجنبي وما تداولته بعض الكتابات العربية والمغربية، وهي النقطة التي يجب أن يفيدنا فيها الأستاذ الباحث ضمن إطار تحديد المصطلحات. وهو الفراغ الموجود في المقال! ما يعني أن هناك خللا مطبعيا اعتراه.

ـ تهميش المقال أخذ منحى تصاعديا في متن المقال بينما في هوامشه أخذ منحى تصاعديا في بدايته، لكنه في نهايته اتخذ منحى خطيا لم نعد نقف على التهميش فيه، وإنما نسعى إلى ترقيمه بالقلم حتى نضبطه. ولا أخال هذه عادة كاتبنا، وهو المتمرس في الكتابة. لذا أجد نفسي أسوقها إلى القول بالخلل المطبعي.

ـ في المقال إثارة للسؤال، أتمنى أن تجد الباحث الذي يجري بحوثا ميدانيا على كيفية عمل الميتامعرفة في خلق المعرفة والعكس صحيح حتى تكتمل صورة المقال بمعطى من واقع المدرسة المغربية.

                        وتحت سقف هذه الملاحظات يقع رجاء لي من مجلتنا  » علوم التربية  » الدؤوبة على إفادتنا بالجديد أن تعيد نشر المقال دون خلل مطبعي في الهوامش. أما إذا صدق حدسي بأن المقال غير مكتمل، فألتمس وبإلحاح أن تنشره كاملا لتعميم الفائدة، ولعدم بخسنا حق المعرفة، خاصة أننا من عشاق ومحبي ومشتري هذه المجلة التي نجد فيها ما نطمح إليه من معرفة وعلم.

                        وإن كان من كلمة أخيرة، فالشكر موصول إلى طاقم المجلة وإلى كتابها الذين أتحفونا في عددها 54 بالجديد والمواضيع التي لنا عودة إليها في إطلالات متعددة. والله أدعو أن يوفق الجميع لما فيه خير أبنائنا.

والسلام

أم الزهراء شيماء

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    05/10/2013 at 01:13

    شكرا للأستا\ة رشيدة أوعقا أم الزهراء على ه\ا الاقتباس الجيد.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.