Home»National»المغرب …الترام وأنفكو

المغرب …الترام وأنفكو

0
Shares
PinterestGoogle+

يبدو   أن  علاقة  المغاربة  بالترامواي
ليست  على  ما  يرام .فمنذ  استقدام   هذا
الضيف  الغريب   إلى  المغرب  وهو  يكشر
عن  أنيابه   موقعا  بضحاياه   قتلى  وجرحى
.قصة  ترام  البيضاء  غريبة  بعض  الشيء
لأنه   دشن  ميلاده  ببتر  رجلي  رجل
خمسيني،وهو بذلك   يهدد    الجميع   بأن
وجوده  سيكلف  فاتورة  بشرية  باهضة،ولن
تكون  أقل  مأساوية  عن  التي  يخلفها
شقيقه  الأقدم  في  الرباط…
علاقه  الكره  هاته  بين  البلد  الأجمل
في  العالم  والترام  لها  يبررها.فمدن
تنخرها  الهشاشة   وتعاني  من  معضلات   لا
حصر  لها  في  حاجة  إلى  أشياء  كثيرة
،والترام   قد  يكون  اخر   ما
تحتاجه.سيكون  مشهد  الترام  مستفزا   حقا
وهو  يعبر  أحياء   يعشعش  فيها  الفقر
،وشوارع   تغلي   باحتجاجات  الشباب
الغارق  في  جحيم  البطالة  .
هوس   المغرب  ب »حداثة  القشور »  جعلته
ينسى   كونه  بلد ا فقيرا   ومتخلفا  ،
ويركن  في  الدرك  الأسفل   في  جل
التقارير   الدولية  التي  ترصد   حال
المجتمعات   ومدى   التقدم  الذي
تحققه.هدا  الهوس   سيؤدي  به   إلى  تقديم
هدية  نادرة    إلى  العمة  فرنسا  وهي
التي  تمر  منذ  شهور   بأزمة  إقتصادية
خانقة  بتخويلها  حق  إنجاز  مشروع
القطار  السريع   TGV الذي  سيربط  مدينة
طنجة  بالبيضاء  مقابل  ضخ   مبلغ  مالي
يقارب  2.5  مليار  يورو  في   خزينة  الدولة
الفرنسية.
المغرب  بلد  المفارقات  بلا  منازع .ففي
الوقت  الذي   تنجز  فيه  هذه  المشاريع
بأغلفة  مالية  ضخمة   ،وفي  منطقة
إستأثرت  بالكثير  من  خيرات  وموارد
البلاد   منذ ا ستقلالها  ،تنقل  وسائل
الإعلام    أخبارا  صادمة   عن   سقوط
وفيات  وسط  أطفال  بمنطقة  أنفكو  في  عمق
جبال  الأطلس.
فاجعة  أنفكو  ليست  الأولى  ولن  تكون
الأخيرة  ما  دام  المغرب  مغربين   :مغرب
لا  يصلح  إلا  للحلب  ودر  الأموال
ومغرب  اخر   يسمن    ويعلف.
طبيعي  جدا  أنه  في  المغرب
لا  أحد  سيتحمل  مسؤولية  المأساة
المخجلة  في  أنفكو   لأن  الجناية ببساطة
ستسجل  ضد  عامل  طبيعي   لا  يسنطيع  أحد
محاسبته  وهو  البرد.لكن  الحقيقة  أن
البرد  بريء ، لأن  الذي  قتل هناك   هو
الفقر  والتهميش  .أنفكو  الإسم  المألوف
لدى وسائل   الإعلام  بحكم  تكرار
الوفيات  بها  ليست  في  الواقع  سوى
الشجرة  التي  تخفي  الغابة   لأن
الزائر  لجبال  الأطلس   سيكتشف  أنه من
النادر   أن  يجد  منطقة  يستثنيها
الفقر  والحرمان    .
المغرب  الذي  كان   قبل  سنوات   يبذل
جهودا   في  سبيل  القطع   مع  سياسة
الإنتهاكات  الجسيمة  لحقوق  الإنتسان
،و  يسعى  إلى  الظهور  بمظعر  الدولة
الحريصة   على  حماية  الحقوق  والحريات
أصبح  المشهد  الحقوقي  فيه   مخيفا
،فالتضييق  على  الحريات  العامة  يزداد
،والخدمات  الإجتماعية  تسوء  يوما  بعد
يوم.فماذا تبقى  من  كرامة  هذا  المواطن
حين  يدفع  إلى  الموت  دفعا   ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *