Home»Correspondants»إلى الأستاذ رمضان مصباح: هلا سمحت لي كغير بالتعبير عن الاختلاف؟

إلى الأستاذ رمضان مصباح: هلا سمحت لي كغير بالتعبير عن الاختلاف؟

0
Shares
PinterestGoogle+

قد لا أكون بالضرورة على صواب، لكن ما رسا في ذهني أكثر من غيره إثر قراء ة مقالك  » العدالة والتنمية: من الدعوة إلى تعطيل الدولة » المنشور بوجدة سيتي ، بتاريخ26 يوليو 2012 ، هو أن كل من تجرأ على انتقاد مقالك هذا واختلف معه في ما ذهب إليه، هو بالضرورة مخطئ، وسبب خطإه هو كونه من أتباع العدالة والتنمية المجندين لمقارعة أي انتقاد يوجه لحزبهم.

أولا، لنفرض أن كل من علق على مقالك بشكل قد لا يروقك هو حتما، وكما زعمت، من « الكتيبة الإليكترونية « للبجيدي، فهل هذا يعني أن ما يمكن أن يعبروا عنه هؤلاء من آراء كله خطأ ومنحاز، وبالمقابل، وعلى أساس منطقي محض، كل ما طرحته أنت هو عين الصواب وموضوعي بلا جدال؟. وما دام الكلام عن الموضوعية، أين هي يا ترى هذه الموضوعية في قولك » إنه الريع الأم الذي لا يتصورمنه إلا أن يحابي، هو أيضا، كل أشكال الريع الأخرى، وقد تأكدنا جميعا من هذا في الأسابيع الأولى للحكومة الحالية ». الإشكال بالنسبة لي ليس حكمك على البجيدي بالريع الديني من خلال الممارسة الحكومية، فتلك وجهة نظرك، وقد تكون وجهة نظر غيرك، التي احترمها وأقبل تعبيرك وتعبير غيرك عنها، دون أن أتفق معها. إنما الإشكال في التعميم التعسفي والمصادر لحق الغير في تبني وجهة نظر مختلفة من التجربة الحكومية الحالية برئاسة البجيدي، وذلك بقولك « تأكدنا جميعا ». فشخصيا، والواقع يؤكد أني لست الوحيد في هذا، أرى ان التجربة الحكومية الحالية صارت تتمتع بمصداقية تتعاظم بشكل مطرد ولم يسبق لأي حكومة عايشتها أن تمتعت بها، وذلك رغم كل الإكراهات الدستورية(المشاركة في الحكم وليس الحكم) والواقعية( جبروت الفساد وتواجده في دواليب السياسة والاقتصاد، وكذا الإعلام).فهل موقفي هذا سيجعلك تصنفني ضمن « الكتيبة الإليكترونية » إياها؟ أليس في تعامل كهذا، موضوعيا، إقصاء مسبق للرأي الآخر؟. أنا لا أنكر أنه قد يكون هناك أناس جاهزون على الدوام للدفاع عن البجيدي بمنطق انصر أخاك ظالما أو مظلوما، لكن الإشكال أنك أوردت المسألة بصيغة توحي للقارئ، أو على الأصح يراد بها الإيحاء للقارئ، أن كل من لم « يوفر نقده » فهو مسخر بشكل من الأشكال للرد عليك بشكل منحاز ويبتعد عن معطيات الواقع. وهنا بالضبط التعسف والإقصاء، حسب ما أرى.إذ ضيقت حتى على من يريد نصرة من يراه مظلوما.

ثانيا، على أي أساس توقعت أن كل من لم » يوفر نقده » هو من الأتباع المتشددين،حسب ما فهمت، والمعتدلين حتى، لحزب العدالة والتنمية؟ أفعلا لا تدرك أن غالبية من يدعمون التجربة الحكومية الحالية ليسوا أعضاء في البجيدي، بل كثير منهم لم يسبق لهم حتى أن تعاطفوا معه؟. أفعلا لا تعلم أن الكثير من الداعمين لحكومة بنكيران لهم خلفيات فكرية وإيديلوجية تختلف عن تلك التي لدى العدالة والتنمية، ما عدا أناس ما يعرف باليسار الجذري وجماعة العدل والإحسان، لكونهما لا يؤمنان بمنطق الإصلاح المتدرج؟.والسر في ذلك هو ببساطة ما ناله حزب البجيدي من مصداقية لدى العديد من المغاربة الذين يرون، وأنا منهم، أنه ولأول مرة، و باستثناء حكومة المرحوم الأستاذ عبد الله إبراهيم، نحن أمام حكومة همها هو خدمة هذا البلد، وليس خدمة مصالح من أنواع أخرى لا داعي لذكرها. ولعل ملفات الفساد المسكوت عنها دهرا والتي تطفو إلى السطح اتباعا اليوم قمينة بتبيان ما كان يشغل بال ويستهلك جهد جل المسئولين في الحكومات السابقة، إلا من رحم ربك.بطبيعة الحال هناك من المغاربة من يرى شيئا آخر يختلف، من قبيل ما عبرت عنه أنت، مثلا.فلكل طرق استيعاب وتمثل للأشياء، حسب ما يستطيعه من تحليل وقدرة على الاستنتاج.لذلك تراني لم أخض في تفاصيل مقالك للتدقيق في الحجج التي تدعم من خلالها مواقفك.إذ أن القصد ليس الاختلاف معك في حد ذاته، إنما القصد هو الدعوة، إن قبلت، إلى أن نبذل جميعا جهدا أكبر لتقبل الاختلاف والتسليم الطوعي بحق الآخر في التعبير مهما اختلف معنا. وأنا هنا لا أعطي دروسا لأي كان،بل الدافع في كلامي هو أن تنشأتنا الاجتماعية أعطتنا، ومع الأسف، ثقافة أحادية، إقصائية تؤمن بالتطابق دون الاختلاف. وبالتالي يبقى دورنا كنخبة أو شبه نخبة، أو سميها ما شئت، أن نشتغل على أنفسنا، في اتجاه دمقرطتها وجعلها تسلم بحق الغير في تبني ما يشاء من مواقف وآراء، دون أن يتفق معنا بالضرورة.وأما لماذا أقول هذا الكلام، فذلك لأني مقتنع تماما بأنه لا يمكننا كمغاربة بناء مجتمع ديمقراطي دون أن نكون ديمقراطيينن، فكرا وممارسة.

أخيرا، ومادام تمت الإشارة إلى الخلفية الدينية في المقال- الدراسة في القرويين-، أليس من قال « رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب » هو رمز من رموز ديننا الحنيف وأحد الأئمة الأربعة الكبار الذين عمت شهرتهم الآفاق؟

مع التحية وبدون ضغينة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. محمد المقدم
    28/07/2012 at 14:19

    مقال رائع وتحليل منطقي,جازك الله خيرا.

  2. علال بنصالح
    28/07/2012 at 15:35

    قرأت الموضوعين وكل واحد ينظر اليه حسب فهمه وقناعته بحكومة البيجيدي فليسمح لي الأخوان بالإدلاء بوجهة رايي
    الشعارات التي دخل البيجيدي بها الانتخابات وكذا تقليعة الحكومة الأولى كانت قوية ووهاجة ومغرية للانسان المغربي ، لكنها يوما بعد آخر أخذت تبهت وتضعف والأدهى تتغير بمعنى كل ماحمله البيجيدي ووعد به المواطنين يتحول الى النقيض بطريقة فنية
    ما وقع من زيادة في المحروقات والوعيد باجراءات جريئة تتجه نحو قتل القوة الشرائية للمواطن في حين ان البيجيدي لم يستطع ملامسة مصادر الثروة للخزينة المغربية والموجودة في ثروات الممتنعين عن اداء الضرائب للدولة والمستفيدين بالريع … وكل هذا قادر على ان يملأصندوق المقاصة ويجنب المواطن المسكين من أداء فاتورة أغنياء فوق القانون
    لست حزبيا ولا ادعي زعامة دينية ولا اتمنى ان اكون كذلك حتى لاادعي اشياء وآتي بضدها احاسب عليها غدا يوم القيامة فانا مسلم من عامة الناس احاول الا اقع في الخطا واذا وقعت فانني بشر واطلب من الله ان يغفر لي قلت ان حزب البيجيدي افرغ الماء البارد على آمال المواطنين وترقباتهم ، واعد كل من يشك في هذا بظهور البراهين تباعا ومع نهاية عهدتهم ستحكمون عليهم

  3. farid
    28/07/2012 at 20:35

    ما يعاب على العدالة والتنمية ليس هو تحقيق كل ما وعدت به لأن هذا يحتاج الى وقت والى جهود كبيرة لكون الفساد قد مد جذوره في أعماق الوطن، ولا بد من التماس كل الوسائل الممكنة لاقتلاعه -أقول ان ما يعاب على بعض المسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة هو ميله في تصريحاته الى تجاوز ما فات وكأني به يريد طي مافات من الاختلاسات والفسادوهلم جرا والمواطن المغربي حائر بين ان يتأكد من تحول البيجيدي عن مسار برامجه وتصوراته في الحكم وبين ان يعتبر هذا تعليلا لمسكوت عنه لا يراد التصريح به حاليا خوفا من تداعياته وعواقيه،وان صح هذا الأخير فهو يشكل مخالفة لثوابت هذا الحزب ومنها مبدأ الشفافية والوضوح في التسيير والحكامة ، وعلى سبيل المثال موضوع الضريبة على الثروة ، فهو مبدأ سليم وايجابي ولكن تبعاته الاقتصادية والمالية قد تكون وخيمة وعليه فان حزب العدالة والتنمية لايريد الضريبة على الثروة لذلك ولكنه لم يصرح بذلك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *