Home»International»التصوف والتشيع وجهان لعملة فساد عقدي واحد

التصوف والتشيع وجهان لعملة فساد عقدي واحد

0
Shares
PinterestGoogle+
 

التصوف والتشيع وجهان لعملة فساد عقدي واحد

 

محمد شركي

 

من المعلوم أن الله عز وجل وعبر تاريخ البشرية الطويل تكفل بهداية خلقه إلى سواء السبيل ، وذلك بإخراجهم من عبادة المخلوقات إلى عبادته جل جلاله . وتوالت الرسالات السماوية عبر التاريخ  يحملها الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ، ويبلغونها للناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم . وكان فحوى هذه الرسالات عبر التاريخ هو كلمة أو مفهوم التوحيد :  » لا إله إلا الله  » الذي يعني  انفراد الله عز وجل بالألوهية والربوبية ، والحاكمية . وكان حال البشر عبر التاريخ الانقسام إلى فئتين : فئة  تقر لله تعالى  وحده بالألوهية والربوبية والحاكمية ،  وفئة  تكفر به أو تجعل له شركاء من الخلق .  ومع مرور الزمن ظل الصراع قائما بين الفئتين خصوصا كلما أرسل الله تعالى رسلا لتصحيح معتقدات البشر. ومع آخر رسالة نزلت على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم  كان من المفروض أن  تنقرض الفئة الكافرة أو المشرك بالله تعالى ، ولكن إرادة الله تعالى نافذة في البشر حيث ستعود آخر رسالة غريبة كما بدأت ، وهو ما تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتحق بالرفيق الأعلى  حتى ظهرت بوادر  تأليه  البشر في صور من الشرك  المبطن حيث دس اليهودي عبد الله بن سبأ  مؤامرته الخبيثة  في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تماما كما فعل السامري صاحب العجل في غياب نبي الله موسى عليه السلام . وابن سبأ ابتدع عجلا من نوع خاص ليناسب طبيعة  الوضع مع آخر رسالة . وخوفا من سقوط العجل كما حصل مع نبي الله موسى عليه السلام ، ركب ابن سبأ مقولة آل البيت  ، وزعم كاذبا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد  ورثهم ، مع أن الرسل  صلوات الله عليهم وسلامه لا يورثون ،لا في ميراث مادي ولا في حكم  إلا ما استثناه الله تعالى في كتابه الكريم . وظل عدو الله ينفخ في فكرة توريث النبي صلى الله عليه وسلم لآل  البيت بدءا بعلي رضي الله عنه وبنيه حتى صارت عجولا ، وراجت الأساطير الملفقة حول آل البيت  ـ وهم منها براء ـ  وصاروا آلهة يعبدون من دون الله عز وجل ، ورفع  منهم إلى السماء من رفع ، ولا زال الكثير من الغاويين ينتظرون   نزول المرفوع منهم ، وعمائم السوء المسوقون لهذه الخزعبلات يستغلون الرعاع والسوقة المصدقين  بها ، ويأكلون أموالهم بالباطل ، ويركبونهم  كما تركب الدواب ، وقد اختاروا لهم طقوس  النياحة والندب  واللطم ، وعلموهم سوء الخلق في القول  من قبيل لعن وشتم الناس الذين لا يصدقون باطلهم  ، وفي الفعل مثل المتعة والتفخيذ . وحال عمائم السوء  من الرافضة  لا يختلف عن حال السامري  ،وكذلك سولت لهم أنفسهم كما سولت له نفسه  اتخاذ العجل . وموازاة مع العقيدة الرافضية السامرية الجديدة ظهرت الطرق الصوفية ، وهي نوع آخر من السامرية التي اتخذت من الشيوخ آلهة  يعبدون من دون الله عز وجل .

والصوفية والتشيع وجهان لعملة واحدة حيث يجتمعان في  عقيدة العجل . أما عجول الشيعة فهم الأئمة  أو الفقهاء الأولياء في غيبة الأئمة ، وأما عجول الصوفية فهم الشيوخ  الأولياء الأقطاب . والعقيدتان الفاسدتان معا تقومان على أساس  تنصيب  الوسطاء بين الله عز وجل ، وبين خلقه ، ففيهما معا لا يمكن التواصل مع الله عز وجل دون عجولهما  من أئمة وفقهاء أولياء أ وشيوخ أقطاب أولياء . ومن لا يعرف هؤلاء لا يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومن ثم لا يعرف الله عز وجل على حد زعمهم . وللعقيدتين معا طقوس معلومة تقام بين يدي العجول السامرية . فالرافضة نصبوا أضرحة  ومزارات لعجولهم ، وجعلوها أماكن للندب ، واللطم  ، والنياحة . والمتصوفة أيضا نصبوا أضرحة لعجولهم وجعلوها للشطحات . والأضرحة عند هؤلاء ، وهؤلاء  تفوق قداسة المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي . والرافضة يذكرون عجولهم أكثر من ذكرهم الله عز وجل ، وكذلك المتصوفة  يذكرون عجولهم ويتوسلون إليها أكثر من ذكرهم خالقهم والتوسل إليه . وكلهم يتوسل إلى العجول الآدمية أكثر من التوسل إلى الخالق سبحانه . والعقيدتان معا تقومان على أساس إرهاب الناس وتخويفهم من العجول ، ومن إساءة الأدب معهم . فأتباع  العقيدتين لا يجرؤون على  مخالفة عمائم السوء من الرافضة ، والمشعوذين من أهل الطرق . والعقيدتان معا تفرضان على الأتباع والمريدين  الطاعة العمياء ، وويل لمن شق عصا الطاعة من خلال الكفر بالعجول التي  تصيبه في نفسه وأهله وماله . وتحيك عمائم السوء من الرافضة والمشعوذون الخرافات من أجل تخويف  أتباعهم ، ومن أجل  ترغيبهم في العقائد  السامرية .

فهذا رجل آمن بالعجول الرافضية فصار صاحب ثروة كبيرة  بعدما كان معدما ، وذاك آمن بالعجول الطرقية ، فصار ذا ولد بعد عقم … وهكذا تصير العجول آلهة  يعطي وتمنع ، وترزق من تشاء بغير حساب . وهذا شكك في العجول الرافضية فأفلس بعد غنى ، وهذا شكك في العجول الطرقية فأصيب بداء ليس له دواء ، وهكذا  تمارس العقيدتان معا  تخويف الناس  وإرهابهم من أجل ابتزازهم ، وإخضاعهم للعجول . وموازاة مع أساليب  التخويف والترهيب والترغيب تغضي العقيدتان على فساد أخلاقي كبير . فالرافضة يبيحون الزنا تحت  يافطة المتعة ، ويجيزون تفخيذ الصبايا  ، ويقعون في الغلمان في أوكارهم التي تسمى الحوزات العلمية . والطرقية يمارسون الرذيلة في زواياهم حيث يسطو الشيوخ ومن يليهم على أعراض المريدين فيعبثون بها  عبث الشياطين . والعقيدتان معا تسوقان للحقد والتكفير . فعقيدة الرافضة تقوم أساسا على تكفير من لا يؤمن بعجولها  ، وتبيح لعنه وشتمه وقذفه ، وكذلك عقيدة الطرقية  تصف بالضلال من لا يؤمن بعجولها ، ولا  يدين لهم بالولاء . وتتصارع العقيدتان معا  على الأتباع والمريدين من العوام والرعاع والسوقة  ،الذين يؤخذون  من طرق الترهيب أو الطمع ، فيقبلون على الخرافات المنسوبة للعجول الرافضية أو الطرقية ، كما أقبل رعاع قوم موسى عليه السلام على عجل السامري  بعدما استخف بعقولهم ، واستهوى خوار العجل عقولهم التافهة . وأعدى أعداء العقيدتين الفاسدتين من يدعو الناس إلى عبادة الله تعالى وحده دون شريك ، ومن ينهى  الناس عن مزارات وأضرحة العجول الرافضية والطرقية ، ومن يحرم  الفواحش مثل المتعة  والتفخيذ ، واستغلال أعراض المريدين ، واستباحتها ، واستباحة أموالهم ، ومن يحيل الناس على كتاب الله  عز وجل ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وكما أن الله تعالى أسقط عجل السامري  ، فإنه قيض  لعجول الرافضة والطرقية من يسقطها إلى قيام الساعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.