Home»International»إيقاف الداعية عبد الله النهاري جناية على الدعوة في الجهة الشرقية

إيقاف الداعية عبد الله النهاري جناية على الدعوة في الجهة الشرقية

15
Shares
PinterestGoogle+
 

من المؤشرات الدالة على تأخر قاطرة حرية الرأي والتعبير مصادرة صوت داعية مشهور يشهد له الجميع بالفضل والخير والدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن . فالذين لا يعرفون الداعية الكبير السيد عبد الله النهاري عن قرب لا يرون فيه سوى مجرد خطيب يلوح بعصا المنبر ويضربها بعنف ، ويرفع عقيرته ، ويثير حماس جمهوره الذي قد لا يتمالك نفسه فيضحك أو يصرخ أو يكبر ويهلل . والذين يقفون عند هذا الحد لا يعرفون الرجل حق المعرفة ، فهو غير ذلك في باطنه ، وهو من الذين قد يخدع الجاهلين ظاهره. فالرجل على تربية دينية عالية ، وصاحب ورع وتقوى ، وصاحب علم ودراية ، وانكباب على العلم ، وتواضع منقطع النظير ، وهو لا يغيب عن حلقات العلم والدروس ، يشاهد في حلقة علم أسبوعية للعلامة الدكتور مصطفى بن حمزة ينهل من علمه بكل تواضع وبكل صدق في التواضع خلاف كثير من المتفيهقين الذين بلغ الغرور بأحدهم يوما أن دعوته لحضور درس من دروس العلامة فقال لي هازئا :  » أنا أتعلم من ابن حمزة ؟  » والمغرور مجرد معلم ركب الامتحانات كمترشح حر في غفلة من الزمان فصار دكتورا لما ساد البوار سوق الدكتوراه في المغرب ، ورحل إلى الخارج لممارسة الكدية باسم الدين وعليه يصدق المثل العامي :  » الدجاجة غسلت رجلها ونسيت ما فات عليها  » والداعية النهاري لم أر رجلا متواضعا كتواضعه ، ومؤخرا قرأت له ردا في موقع هسبريس على من اتهمه بقلة العلم ، عدم أخذ العلم عن الشيوخ فأجابه: أنا لم أزعم يوما أنني عالم أو درست على شيوخ علماء، وإنما حالي في الدعوة كحال مار بشاطىء بحر هائج يغرق فيه شاب ، وأنا لا أجيد السباحة وكل ما أجيده هو الصراخ من أجل لفت أنظار أهل السباحة لإنقاذ الشاب الغريق . وكان جوابه حكيما ومتواضعا.

فالرجل لا يهذي كما يردد بعض السفهاء ، ولا كلامه بالهذر، ولا هو مهرج كما يزعم بعض الجهال جهلا مكعبا ، وإنما هو رجل تنال منه الحرقة على الدين فينفعل بسبب ذلك ، وهو انفعال مبرر شرعا وعقلا وعرفا إذ يجوز في الخطابة رفع العقيرة وقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إذا خطب كمنذر بحرب ، وكانت عيناه تحمر، فأين عقيرة الداعية عبد الله النهاري من عقيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وما أظن من ينتقده في طريقته وأسلوبه وعقيرته من بعض المحسوبين على الخطابة ـ يا حسرتاه ـ والمغتابين له في كل مناسبة وفي كل فرصة تعن لهم حتى أخذ عنهم الرعاع اغتيابهم له إلا حسادا لنعمة أنعم بها الله عليه، وقد حضرت بعض خطب هؤلاء المغتابين من أهل النميمة الذميمة ، فرأيت أن المزمار والطبل وهما من أصول منابتهم أولى بهم من المنابر ، وتكاد أصوات بعضهم لا تميز من أصوات الغواني ومع ذلك ينصبون أنفسهم حكاما لتقويم خطب الداعية عبد الله النهاري بلا خجل لأن وجههم تحاكي وجوه قردة خاسئة لا ماء فيها . ولقد حضرت مرارا دروس هذا الداعية فلم أر فيها ما يراه المنشغلون بعصاه وصوته وحركاته ، إنه يصيب الحقيقة في العمق والكبد والمحز، وينطق بالحكمة ، ولا يخشى في الله لومة لائم ولا لؤم لئيم . ولقد ظل لسنوات يدعو إلى الله عز وجل على بصيرة في حي شعبي يستنكف الدعوة فيها المغتابون ، وكان شبابه عبارة عن قطعان يسوقها الشيطان إلى أوكار الفساد والخمر والمخدرات فصاروا بفضل من الله تعالى ومجهودات هذا الداعية الفذ أهل صلاح وخير كثير ، وتحول الحي الشعبي إلى حي خير كثير. إن الذين أوقفوا هذا الداعية بخسوه حقه ، ولم ينظروا إلى صالح أعماله ، وشق عليهم نقده لبعض منتقدي الدين من خلفيات إيديولوجية متهافتة بغير علم ، وبعضهم لا يميز كوعا من بوع كما دل على ذلك ما نشروه في الصحف سابقا تطاولا على أمور الدين التي ليست من اختصاصهم ، وقد سبق للعلامة الدكتور مصطفى بن حمزة أن أجلس بعضهم حيث يجب بردود مفحمة على تفاهاتهم ، ولم يجرؤ أحد من بعد على الرد عليها. وتوقيف الداعية النهاري كان بدافع حقد إيديولوجي مكشوف لفئة تعتقد أن المغرب ضيعتها ومن فيه مجرد بهائم وقطعان تسوق فيهم الإيديولوجيات الدخيلة واللقيطة على وطن له هويته الدينية وله ثوابته. ولقد دافع الداعية عبد الله النهاري عن ثوابت الأمة واستمات من أجل ذلك ، حتى اتهم بسبب ذلك عند أصحاب ملل التعصب الأعمى ومن التكفيريين ، ولكن الذين أوقفوه لم يرعوا له قدرا ولم ينظروا إلى دفاعه عن الثوابت ، ولا إلى طريقته المسالمة في الدعوة ، وهو الذي إذا خطب في الناس في الشوارع بالمناسبات الوطنية والقومية والإسلامية أمرهم بالانصراف بطمأنينة وسلام وأمن بعد الدعاء لأمير المؤمنين ، وكذا الدعاء حتى لقوات الأمن الواقفة بهراوتها مستعدة للبطش بالناس.

إن توقيف عبد الله النهاري ظلم صارخ في حقه وفي حق بيت الله عز وجل وفي حق الدعوة إلى الله تعالى ، وفي حق ساكنة الجهة الشرقية ، وفي الشعب المغربي قاطبة . ولا بد من اعتذار أصحاب هذا القرار للداعية ولساكنة المدينة والتوبة إلى الله عز وجل ، ولا بد من رد الاعتبار للسيد عبد الله النهاري فورا. أما الذين لا يريدون سماع وعظه فلا أحد يلزمهم بذلك ، وقد قلت يوما لأحدهم حين عاب عليه تعريضه بإشهار فوطة الحيض ، وربطها بالتفوق الدراسي ، وكان المنتقد جالسا بجانب ابنه فأحرج كلام الداعية الابن فانصرف ، وغضب الأب من انصرافه على الداعية الذي لم يراع المقام ، وأسف في الكلام على حد تعبير هذا المنتقد فقلت له يومها عجبا لك ترى إشهار فوطة الحيض يوميا على الشاشة الأولى والثانية ولا ينصرف ابنك وأنتما على مائدة الطعام ، في حين يغضبك نقد الداعية للمشهد الإشهاري المقزز للنفوس ، والواصف للنجاسة ، والرابط لها بالعلم الذي يشترط الطهارة . أجل لقد ظلم السفه والجهل المركب الداعية عبد الله النهاري وأنا فداء له بالنفس ، وأحتسب الأجر عند الله عز وجل ، وأسأله أن ينتصر لعبده الداعية المظلوم . وأهيب بكل مؤمن مخلص أن يشجب ظلم هذا الداعية ولو بأضعف إيمان .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

14 Comments

  1. كفايتي
    07/05/2011 at 15:50

    الداعية عبد الله النهاري غني التعريف وله فضل كبير وانا اعتبره خليفة عبد الحميد كشك اما من ساهم في ايقافه فليتبوء مقده كون ساهم في خراب المساجد بشكل او باخر ونصيحتي لسكان المدينة نومو ولا تستيقظو كما احيطكم علما انه محبوب لدى الدولة بما فيها الاوربية وربما نتيجة العطاء تكون احسن

  2. شاهد حق
    07/05/2011 at 16:42

    لقد جهرت بكلمة الحق يا أخي محمد شركي فنصفت ونصحت وأتمنى أن يصل نصحك لمن يعنيهم الأمر وخصوصا الغيورين على دينهم وعلى هذا الوطن الغالي الذي نتمنى له كل خير وعز راجيا من العلي القدير أن ينصر ويعين كل من يريد بهذا البلد خيرا ومتمنيا العودة السريعة لشيخنا الجليل السيد عبد الله النهاري لخدمة شباب هذا البلد بالنصح الرشيد والسديد والمسالم وتقبلوا السيد محمد شركي جزيل الشكر والإمتنان ولو أن هذا يدخل في اطار واجب كل مسلم

  3. إبراهيم
    07/05/2011 at 23:35

    إنني أتفق معك في جل ما تفضلت به في حق الداعية عبد الله النهاري ، إلا أن ما يحز في نفسي هو أنك كلما ذكرت المعلم إلا ذكرته بامتهان واستصغار واحتقار باستعمال لازمة :(إنه مجرد معلم ) إنني لا أدري سبب حنقك على من علمك الرماية وأنت طري العود، فوجهت له سهامك عندما صرت راميا لا يشق له غبار ،ولعلمك يا أستاذي الفاضل فإن الداعية الذي سخرت قلمك لنصرته – وهذا حسب رأيي يسجل في ميزان حسناتك -هو معلم

  4. أحمد الوجدي
    08/05/2011 at 00:50

    جازاك الله خيرا يا أستاذ على هذا المقال.. فالداعية عبد الله النهاري لا يعرف قيمته إلا من جالسه عن قرب أو واظب على حضور دروسه و خصوصا في مقر حركة التوحيد و الإصلاح. أنا درست على يد أساتذة جامعيين و حضرت دروس آخرين، لكن شتان بين بعضهم، و بين خطب الأستاذ عبد الله النهاري.
    لعلم البعض فالأستاذ عبد الله النهاري حاصل على الإجازة في العلوزم الإقتصادية مطلع االثمانينات و كان من القلائل من حصل على منحة متابعة دراسته بفرنسا لكنه أبى. و لولا ظروفه الإجتماعية الصعبة حينه، لكان الآن من كبار دكاترة المغرب.
    أشهد القراء أجمعين لو كان لعبد الله النهاري مذهب كالأئمة الأربعة المعروفين لاتبعت مذهبه بدون تردد.
    و في الأخير أقول لمن أصدر أمر توقيف أستاذي الكريم عبد الله النهاري لقد لعبت الورقة الخاسرة.

  5. محمد شركي
    08/05/2011 at 07:04

    إلى السيد إبراهيم المحترم لقد اقتطعت حديثي عن المعلم من سياقه واستعملته لتقولني ما لم أقل وما لم أقصد . فحديثي كان عن معلم بعينه ولم يكن مطلق المعلمين . لفد كان قصدي هو أحد المعلمين بالضبط الذي أرشده الأستاذ مصطقى بن حمزة إلى الدارسة حرا فلما صار دكتورا تكبر عن حضور دروسه فهذا سياق أما ما فهمته أنت من أنني أحقد على المعلم فهذا لم يدر أبدا بذهني فاستغفر ربك لقد أسأت الظن الذي أمرت شرعا أن تتجنب بعضه .

  6. ابو ايوب
    08/05/2011 at 09:25

    ان منع الداعية عبد الله النهاري من اداء مهمة الخطابة؛ هو اعتداء صريح على حرية التعبير والتي هي حق تضمنه كل الشرائع والقوانين. وهو ايضا ظلم في حق الخطباء النزهاء؛ الذين لا يذخرون جهدا في توعية ونصيحة الامة؛ في وقت تكالبت عليها الامم من الداخل والخارج
    فكفى الاستاذ الفاضل فخرا؛ ان توفيفه جاء بسبب جهره بالحق؛ وهذا اعظم الجهاد في سبيل الله ورسوله وليعلم اصحاب هذا القرار الجائر؛ اننا كلنا عبد الله النهاري وان الله لينصرن من نصره ويحبط عمل المفسدين

  7. دودوح الامازيغي
    08/05/2011 at 13:00

    ادا اردت ان تكون ستقبلا خطيبافعليك ان تكون من مدهب وزير الاوقاف ومدهبه هو اهل ارديح وازديح هي ….هي

  8. naima
    08/05/2011 at 15:18

    جازاك الله خيرا يا أستاذ على هذا المقال.. فالداعية عبد الله النهاري لا يعرف قيمته إلا من جالسه عن قرب أو واظب على حضور دروسه

  9. شاهد حق
    08/05/2011 at 15:18

    جازاك الله خيرا يا أستاذ على هذا المقال.. فالداعية عبد الله النهاري لا يعرف قيمته إلا من جالسه عن قرب أو واظب على حضور دروسه

  10. عبد الله
    08/05/2011 at 18:53

    السلام عليكم
    عبد الله نهاري حضرت خطبه ودروسه فهو داعية الى الله متمكن ويقول كلمة الحق،فهو رجل طيب ذو أخلاق عالية فالرجل ليس معصوما،فالعصمة دفنت مع النبي صلى الله عليه وسلم.
    فنصيحتي للشيخ عبد الله نهاري أن لا يترك الدعوة،فالأساليب متعددة لتبليغ الناس أمور دينهم.
    فالله أسأل أن يسدد خطاه وأن يعيده الى مسجده قريبا.
    والسلام عليكم

  11. رضى من وجدة
    08/05/2011 at 23:29

    يقول الله عز وجل في الحديث القدسي يا من تريدون علوا في الارض (من عادالي وليا فقد عاداني ومن ادالي وليا ادنته بحرب)تريدون ان تفتح عليكم حرب من الله . والله لانكم لواردوها في الدنيا والاخره.عبد الله النهاري يحبه الناس من بعيد وتؤدوه من قريب.ارجعوا الى صوابكم..اخسؤا…اخسؤا

  12. Salah eddine Attaf
    11/05/2011 at 09:29

    Je T’Adoooooore Troooooooooo SSi AbdelLah Nhariiiiiiiii

  13. amine med
    16/05/2011 at 19:49

    أسأل أن يسدد خطاه وأن يعيده الى مسجده قريبا. والسلام عليكم

  14. mohamed fes
    30/06/2012 at 19:50

    wa llahi man ya9ol alha9 torido an tosskitoh biay tari9a

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.