Home»Enseignement»هل صفقة بيداغوجيا الإدماج قيمة مضافة للمنظومة التربوية أم مجرد ذريعة لصرف مال البرنامج الاستعجالي ؟؟؟

هل صفقة بيداغوجيا الإدماج قيمة مضافة للمنظومة التربوية أم مجرد ذريعة لصرف مال البرنامج الاستعجالي ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لا شك أن هاجس إصلاح المنظومة التربوية بعد فشل عشرية الإصلاح هو الذي حذا بأصحاب القرار التربوي بأمر من أصحاب القرار السياسي إلى التفكير في الصفقات مع المقاول الأجنبي بخصوص بيداغوجيا الإدماج. والسؤال الذي يفرض نفسه هو كالآتي : هل تعتبر هذه الصفقة قيمة مضافة بالنسبة لمنظومتنا التربوية أم أنها مجرد ذريعة تذرع بها أصحاب القرار التربوي لصرف مال البرنامج الاستعجالي الذي أقنعوا بصرفه أصحاب القرار السياسي والذين بدورهم طالبوهم بإصلاح المنظومة التي لم تصلح بعد مرور عشرية إصلاح ؟ فالمقاول الأجنبي تعاقد مع الوزارة الوصية ، وباعها بضاعته انطلاقا من حال وضعية منظومتها التربوية كما هي. ولم يخطر ببال الذين تعاقدوا مع المقاول الأجنبي سؤال منطقي هل حال وضعيتنا التربوية قابل لتسويق منتوجه ؟

قد يكون هذا السؤال قد دار بخلد بعض المسؤولين ولكن الطبيعة الاستعجالية لرباعية الإصلاح حالت دون انتظار الجواب المقنع قبل التعاقد مع المقاول الأجنبي . فحالة الاستعجال أشبه ما تكون بحالة الطوارىء حيث تعدل الإجراءات بشكل فوري لتناسب الحالة الاستعجالية أو حالة الطوارىء.

لقد بدأ تطبيق بيداغوجيا الإدماج على مناهجنا الدراسية التي بنيت على أساس دفاتر تحملات مختلفة عن دفتر تحملات بيداغوجيا الإدماج . صحيح أن بيداغوجيا الإدماج هي الأجرأة العملية للمقاربة بالكفايات التي هي رهان المنظومة التربوية المغربية من أجل الإصلاح ، ولكن لا يجب أن يغيب عن الأذهان أن مكونات المنهاج الدراسي المغربي الحالي إنما أسست على خلفية المقاربة بالكفايات إلى حد ما ومع بعض التساهل في هذا الحكم ،وليس على خلفية بيداغوجيا الإدماج ، لهذا عندما تسوق بيداغوجيا الإدماج في إطار مكونات منهاج بني على خلفية غير خلفيتها تكون النتيجة عبارة عن منتوج مشوه كما أكدت ذلك حلقات التكوين الخاصة بهذه البيداغوجيا. لقد تبرأ المقاول الأجنبي من مكونات منهاجنا لأنه إنما باعنا منتوجه البيداغوجي دون أن يتحمل مسؤولية أجرأته وتنزيله . وكان وضعنا كوضع من يقتني جهازا صمم بشكل ، وشغل بشكل مخالف ، لهذا فالنتائج غير مضمونة بسبب هذا الوضع . لقد تم تنزيل بيداغوجيا الإدماج في مرحلة تجريبية وإسقاطها على مكونات المنهاج الدراسي الحالي فكانت النتيجة مجموع إكراهات اضطرت المختصين في ميدان التجريب إلى التعامل مع مكونات المنهاج من مقررات وكتب مدرسية بنوع من التصرف لتطويعها وجعلها مسايرة لبيداغوجيا الإدماج ، وهو تطويع لاشك أنه يؤثر في المتعلم المغربي بشكل من الأشكال .

لقد كان من المفروض أن يبنى المنهاج على أساس خلفية بيداغوجيا الإدماج لتكون كل مكوناته من مقررات وكتب مدرسية ووسائل تقويم….متناغمة مع هذه البيداغوجيا. وليس من المعقول أن تكون مرحلة إرساء الموارد غير متناغمة مع مرحلة دمج الموارد ، كما أن طريقة الإرساء تتحكم فيها بالضرورة طريقة الدمج ، أو لنقل العلاقة جدلية بين الإرساء والدمج. فالملاحظ أثناء حلقات التكوين المستمر أن الكرسات التي أعدت لتسويق بيداغوجيا الإدماج فيها تعسف كبير على هذه البيداغوجيا عندما ركبت مع مكونات منهاج له خلفية غير خلفية هذه البيداغوجيا ذلك أن المنهاج الحالي يعتمد توزيع مكونات المواد الدراسية وفق مجالات ، ومعلوم أن التوزيع الذي يعتمد المجالات ليس هو التوزيع الذي يعتمد الكفايات ، ومن ثم ليس هو التوزيع المساوق للوضعيات البانية للكفايات . وأساليب التقويم وفق توزيع المجالات ليست هي أساليب التقويم وفق توزيع الكفايات. وما يحصل الآن في مؤسسات تجريب بيداغوجيا الإدماج هو اضطراب كبير بسبب تنزيل هذه البيداغوجيا التنزيل غير المناسب .

ولا شك أن مرحلة التعميم ستكون أكثر اضطرابا ما لم تتوفر مكونات منهاج مناسب لهذه البيداغوجيا. لقد شاهدنا حصصا مصورة من مؤسسات التجريب الإعدادية فكانت عبارة عن مشاهد مفتوقة رتقت رتقا ، ولم تعطنا التصور الصحيح والدقيق عن استئناس المتعلمين ببيداغوجيا الإدماج إذ لم يعد الأمر مجرد جعل المتعلمين أمام مصطلحات هذه البيداغوجيا دون وضعهم أمام روحها. ولقد اختزلت المشاهد المصورة بيداغوجيا الإدماج في ما سمى أسبوعي الإدماج دون استحضار أسابيع إرساء الموارد الستة بشكل يؤدي إلى الإدماج خلال أسبوعي الإدماج . وحتى الدليل المخصص للمدرسين وخصوصا في بعض المواد وأذكر على وجه الدقة دليل مادة اللغة العربية في السلك الإعدادي تضمن اختلالات نذكر كمثال عنها تكرار إدماج موارد المراحل الثلاث في المرحلة الرابعة بالنسبة لكفاية التعبير الشفوي. وفي اعتقادي أنه لا مندوحة عن لقاءات وطنية ذات قواعد استشارية واسعة من أجل تثمين مرحلة تجريب بيداغوجيا الإدماج قبل المغامرة بمرحلة التعميم .فإذا ما كان الغرض من هذه البيداغوجيا تمكين منظومتنا التربوية من قيمة مضافة فلا بد من التأكد من نتائج التجربة ، أما إذا كان الأمر يتعلق بذريعة تبرير صرف اعتمادات البرنامج الاستعجالي فنقول لراكب العود مبروك الحصان حتى تحين ساعة المحاسبة بين أصحاب القرار التربوي وأصحاب القرار السياسي حيث الندم ولات حين مندم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. karim
    25/01/2011 at 23:32

    تحليل منطقي و سليم…اشكر الأخ محمد شركي على تناوله لأحدى مكامن الخلل بمنظومتنا التربوية

  2. تربوي فقط
    25/01/2011 at 23:32

    عندما تجد مشروعا تربويا طح بالمغرب يجب اخذه على انه غلاف ملف دون عدة لذا لا يحقق لدى المطبق الا متاهات لا زالت تسير بالمنظومة التربوية الى الهاوية وان لم تصدق فاسال المتعلم اذ يقلول لك بسرعة: « ما قروهناشّ ّ

  3. INSPECTEUR
    25/01/2011 at 23:33

    المكونون الذين جاؤوا لوجدة بالنسبة لكل مادةسيتقاضون 2000 درهم لكل يوم
    عملية حسابية بسيطة كل مكون سياخذمايفوق 16 مليون في السنة
    8جهات كل جهة2 مليون 14يوم تكوين في نصف جهات المغرب اذن 16مليون اما مفتش المنطقة ياخذ الفتات ويبيت دون ماء

  4. M.LOUHI
    27/01/2011 at 13:47

    Tout d’abord qu’est-ce qu’on entend par la formation continue ?Quels sont les objectifs que se sont fixés les responsable? Comment ont-ils été délimités ,fixés ? Voici quelques questions ,interrogations auxquelles il faut répondre objectivement et honnêtement loin de toute complaisance ou démagogie.La formation continue n’est pas la tenue de réunions où certains formateurs, encadreurs( je ne généralise pas) prononcent des discours fabriqués à partir de théories pédagogiques que l’on veut expérimenter,donnent des conférences ou lisent des passages de la littérature relative à la nouvelle technique pédagogique d’intégration qu’on peut trouver dans des livres ou sur des sites puis ils demandent aux enseignants de se répartir en groupes,de former des ateliers pour élaborer des cours en se basant sur ce qu’ils ont intégré, acquis des conférences données ou des lectures faites par les formateurs. Certes la théorie est utile mais la pratique est plus utile ,la théorie est une chose et la pratique en est tout à fait une autre à laquelle il importe de donner plus d’importance bien sûr. Il est utile de dire ,de lire ,d’expliquer mais ce qui est plus bénéfique c’est l’application ,la pratique .On confie aux enseignants l’application de la pédagogie d’intégration sans les avoir suffisamment préparé à cette lourde responsabilité ,à cette grande mission, bien que ces derniers ne l’aient pas assimilée,intégrée, acquise.Les deux ou trois jours de formation s’écoulèrent. les enseignants regagnèrent leur lieu de travail,où ils sont livrés à eux mêmes et où ils doivent affronter les difficultés,les contraintes seuls.On leur demande de passer à la pratique,à l’application alors qu’ils n’ont pas été suffisamment formés pour accomplir cette mission honorablement,sans avoir assisté à une quelconque démonstration, leçon expérimentale censée être faite par un formateur afin de guider,de donner un exemple concret de l’application de la pédagogie d’intégration . Beaucoup d’enseignants m’ont déclaré qu’ils n’avaient pas bien assimilé,intégré la pédagogie d’ intégration et qu’ils trouveraient des difficultés à la pratiquer,à l’appliquer à cause de nombreuses contraintes : la surcharge des classes,des manuels conçus pour répondre aux exigences de l’approche par compétences et non pas à la pédagogie d’intégration,qu’ils auraient besoin d’assistance,d’accompagnement. Il ne suffit pas de parler de la théorie qu’on peut facilement trouver dans des documents ,des livres ,sur des sites électroniques mais de l’appliquer, de s’en servir pour développer l’intégration chez les apprenants ce qui ne peut être réalisé, atteint qu’avec le concours de tous les intervenants surtout les formateurs,les conseillers pédagogiques ou inspecteurs qui sont appelés à faire un effort afin d’accompagner, d’assister les enseignants et nom pas se contenter de les contrôler de les inspecter . Beaucoup d’enseignants « formés »reconnaissent avoir trouvé des difficultés à appliquer,à pratiquer à faire usage de la pédagogie d’intégration. Excusez-moi cette franchise qui ne va pas plaire à beaucoup… La formation continue est une opération utile,bénéfique,qui contribuera certainement au développement du savoir faire,des compétences des enseignants si elle est bien préparée,menée sérieusement,dans de bonnes circonstances,conditions,sans précipitation.
    Il faut lui accorder une importance particulière, lui assurer les conditions de réussite.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *