رجل التعليم بين المطرقة والسندان لا تغتفر اخطاؤه

الإنسان بطبعه خطاء,وخير الخطائين التوابون,وكل خطأ يرتكبه الإنسان وهو يزاول مهنته يبقى خطا إنسانيا ,لان الكائن الحي معرض للخطأ والصواب,
إلا أن الخطأ المهني صنفان:صنف يدخل في خانة التعمد فيصبح خطا متعمدا, وقلما يحدث من إنسان متوازن عقليا وبالتالي فان العقاب مهما كان رادعا في هذه الحالة يكون مقبولا ,ولا مجال للمخطئ لتبرير خطئه ,حتى لا تكرس هذه الحالات الشاذة في المجتمع,وحتى لا يستخف مثل هؤلاء بالمواطنين ومصالحهم وحقوقهم.
وصنف ثان خطا غير متعمد ويدخل في خانة القضاء والقدر , وهنا يستوجب العقاب البحث عن المسببات ,حتى يكون العقاب هينا لأنني اعتقد جازما أن المخطئ لن يكرره ابد الدهر وما كان ليفعله .
لكن الملاحظ أن بعض مراكز الإعلام تتناول الأخطاء المهنية فتمر على بعضها مر الكرام ,باعتبار المخطئ في اعتقادي ينتمي إلى قطاع له وزن في المجتمع,بينما تعطي حصة الأسد لأخطاء مهنية أخرى وعلى رأسها قطاع التعليم.وكثيرا ما نرى على الشاشات حكاية أستاذة أو أستاذ عاقب تلميذا ما,أو أستاذة أو أستاذا اخل بواجبه المهني ,بينما لا نرى هذه الحكايات على قطاعات أخرى وكأن الخطأ مقتصر على ميدان التعليم ورجالاته.
ألا يمكن لقاض مثلا أن يحكم على إنسان بريء بمدة حبسية خطا؟ألا يمكن لطبيب أن يكون سببا في موت مريضه بعملية جراحية خاطئة؟فأين الإعلام من هذه الأخطاء يا ترى؟أو أخطاء رجل التعليم هي الأخطاء الفادحة في قواميس الإعلام؟
وليس الإعلام وحده بل حتى الفن السينمائي والمسرحي لقي ضالته في رجل التعليم ليحوك حوله القصص المضحكة,والأفلام المهولة لأخطائه.
وهنا استخلص مسالتين مهمتين:المسالة الأولى هي أن ميدان التعليم والتربية ميدان حيوي وما الاهتمام بأخطاء أصحابه إلا دليل قاطع على هذه الحيوية والمكانة التي يفرضها في المجتمع.
والمسالة الثانية اعتبرها سلبية لان ذلك يشوه مكانة رجال التعليم في المجتمع ويصبح الانفتاح على الآخرين في مجال التربية صعبا للغاية وتصبح الشراكات التي ترومها الوزارة باعتبارها وسيلة للنهوض بهذا القطاع عسيرة.لذلك أرى أن التشهير بهذه الأخطاء مهما كانت أنواعها لا تصلح ولا تنفع بقدر ما تضر ,وهذا لا يعني أن المحاسبة والمساءلة والعقاب متجاوز بل لكل مخطئ عقاب.




1 Comment
BIEN FAIRE ET LAISSER BRAIRE