المدرسة القروية الممكن والمستحيل

التلميذ لايحب مدرسته والمعلم الذي يعمل بالعالم القروي يرفض مدرسته ويحتقر عمله كما يحتقره هو مجتمعه مما يجعله متمردا على واقعه هذه المعادلة الصعبة جعلت من مهنة التدريس بالعالم القروي تتارجح بين الاقبال والرفض والاهمال لان صعوبة العملية تكمن في عدم ملائمة الفاعلين مما يجعل النتيجة محسومة مسبقا اذ انه لايمكن تحقيق نتائج مرضية في اي عمل كان دون الاقبال على ممارسته برغبة و قناعة وممارسته بحيوية ونشاط وتفان , التلميذ البئيس كلما افتتحت سنة دراسية جديدة وانطلق اول يوم دراسي فيها لايسال المدرس لا على ادوات او استعمال الزمن بل يا استاذ متى يحل موعد العطلة ’’فيجيبه اول يوم وانت تسال عن العطلة لكن في دواخله يتمنى لو طالت العطلة ابد الدهر حتى لايعانق من جديد واقع صعب مترد وعمل متعثر في ظروف مزرية ان لكل عمل جزاء ونتائج تختلف درجة تحقيقها حسب الزمان والمكان لكن واقع التعليم بالعالم القروي شىء اخر المجتهد فيه والمقصر سيان الثواب فيه والجزاء يعادل العقاب اما الحوافز المعنوية والمادية تدخل في ايسات ليس بمنطق الفلاسفة اي الممنوع مما يجعل المدرس بذل مجهودا او تقاعس في كفة واحدة , اما العمل وهو المهم لاتتحكم فيه لا ضوابط تربوية ولابيداغوجية نظرا لجملة من التغييرات المسترسلة ادماج كفايات بيداغوجيات وضعيات واللائحة تطول لدرجة يصعب معها ان يقتنع المعلم بعمله او ما يقدمه من مجهودات مضنية لان مجهداته تذهب سدى ولانه يعرف مسبقا ان جل تلاميذه او اغلبهم ستتوقف مسيرته الدراسية عند نهاية الفصل الدراسي السادس
تتمة هذا المقال في حلقة قادمة كتابي محمد تاوريرت




1 Comment
شكرا على الموضوع القيم يا أستاذ…و على رصدك لهموم المدرسين بالعالم القروي…من خلال مقالك مصطلح معلم استعمل في سياقه الضيق و المحدود في أستاذ التعليم الإبتدائي في حين أن هذا المصطلح يحمل مفاهيم عامة و ذات المعنى الواضح : كل من يعلم ، فهو معلم ..أما في مجتمعنا المغربي فلهاته الكلمة مدلول واحد كما أشرت إلى ذلك ، المدرس بالسلك الإبتدائي..في حين كان حريا بنا كرجال تعليم تحديد المفاهيم و المصطلحات: فالأفضل استعمال أستاذ التعليم الإبتدائي كتحديد .كما أن هذا المصطلح غدا يحمل نبرات احتقارية عند عامة الناس و بعض المثقفين حتى من داخل قطاعنا التعليمي- و هذا نقاش آخر سيأتي موضوع يتناوله قريبا.