Home»Enseignement»الوضعية الحالية لجودة التعليم ‎(3)‎

الوضعية الحالية لجودة التعليم ‎(3)‎

0
Shares
PinterestGoogle+

إن عملية إصلاح التعليم إشكالية معقدة، يتداخل فيها ما هو سياسي، بما هو اقتصادي، واجتماعي، وديني، ومعرفي ثقافي.وأي إقصاء، لأي عنصر من هذه العناصر، يعرض عملية الإصلاح برمتها للفشل.وتاريخ إصلاح التعليم بالمغرب يحدثنا عن أزيد من عشر(10) تجارب إصلاح، تمت خلال ثلاث وخمسين سنة، (53) (بمعد إصلاح في كل خمس سنوات تقريبا). والنتيجة جيل غريب عن مجتمعه، فاقد لهويته، غير مخلص لمقدسات بلده، مجرد من أي حس ديني، أو أخلاقي، لا يتقن مهنة ، ولا يحسن تصرفا ،ولا يحمل علما أو معرفة نافعة ، مستعد أن يتخلى عن أي مقدس،ولو كان العقيدة والوطن ،من أجل المنفعة المادية .الرشوة عنده مباحة ،والنصب والاحتيال ، والكذب ،والخداع ، في عرفه يقظة ، وفطنة، وذكاء ، والعنف ضد أساتذته ، ووالديه ، ومجتمعه، شجاعة وشهامة . تستهويه المخدرات، والسكر، وقلة الحياء، والسرقة…يشعل الحرب بالسلاح الأبيض، والهراوات، والسلاسل… داخل الحرم الجامعي، من أجل اختلاف فكري أو حزبي، وأحيانا حتى عشائري أو قبلي. يركض وراء الموضة ،فيلبس أدجينز المرقع ، ويرخي سرواله إلى ما تحت الورك ، حتى تخاله ساقطا،فتفكر في المساعدة ،على رفع السروال ،بدلا من الفضيحة ، ولو فعل هذا أحد من جيل الستينات ،أو السبعينات ، لاتهم في عرضه وشرفه … يحتفل- مقلدا – بأعياد الميلاد، والحب، والأم…وهي مناسبات يشبع فيها غرائزه ومكبوتا ته البهيمية . لم يعد الأمن يخيفه ،ولا السجن يردعه ،ولا دور إعادة التربية قادرة على تعديل ،أو تحسين سلوكه ، يفجر نفسه ،ويعدم الأبرياء ، من أجل فكرة من تبليس إبليس ، وجدت خواء بفؤاده فاستقرت ،ولم يقو على طردها، أو مقاومتها ،لافتقاده للفكر النقدي، ولملكة الفهم وآليات التحليل والتركيب ،والاستدلال المنطقي …

لو قضينا الدهر كله في الإصلاح، تلو الإصلاح لما حصدن غير الذي نعاني منه إن لم يكن لديننا الحنيف، حضور مكثف في مؤسساتنا التعليمية، والتربوية والمراكز الاجتماعية، والمقرات الحزبية، وأجهزة الإعلام…وإن لم نركز على غرس القيم والمبادئ الإسلامية وتعميقها، في نفوس من نريدهم نموذجا للمواطن الصالح مستقبلا ، مع ضرورة تمكينهم من تفعيلها ، وتطبيقها ، في حياتهم اليومية ، حتى لا يتناقض الخطاب الديني ، وما يحمله من تصورات سامية عن القيم ، والأخلاق ، مع السلوك الواقعي ،والممارسة اليومية ، التي عادة ما ترتبط بالفساد بجميع صوره .إن تخليق الحياة العامة ، ضرورة ملحة لإرجاع الثقة المفقودة في الإدارة ، والدولة بصفة عامة بسبب شيوع الفساد الإداري (الرشوة – سرقة المال العام – التهرب من الضرائب ….) ، والسياسي ( صفقات بيع وشراء الأصوات بين الناخب ، والمنتخب – غياب المحاسبة والمراقبة … )، والاقتصادي (سوء التسيير والتدبير المتمثل في البذخ والتبذير – تهريب رؤوس الأموال إلى الخرج – تفويت الملك العام بأثمان رمزية للشركات الكبرى وأصحاب النفوذ … والثقافي والأخلاقي ( تشجيع العري – التساهل مع الدعارة – والمخدرات -والشيشة -ومقاهي السوء – عباد الشياطين – إغماض العيون عن الشواذ والمثليين، والذين أصبحت لهم جمعية تعرف ب « كيف كيف » تدعو علانية لمبادئهم ،وتنظم الأعراس للمثليين …) والاجتماعي ( الانتشار الواسع للمحسوبية والعلاقات الزبونية والقرابية ، في توزيع الرخص، والناصب ، والوظائف ، وولوج كلية الطب والصيدلة والهندسة ….إ

ن من أهداف الميثاق الوطني للتربية والتعليم الأساسية، هو القضاء على كل هذه الانحرافات ، التي أفقدت الثقة في مؤسسات الدولة ،ودفعت بالتعليم إلى تدني مستواه. فكان لابد له من الاستناد إلى المبادئ، والقيم المرتبطة بالعقيدة الإسلامية، إلى جانب التشبث بحب الوطن ، والملكية الدستورية ، والاهتمام بأصناف العلم والمعرفة الحديثة،مع ربطها بكل ما يمكن، أن يدفع إلى التقدم ،ويحقق الرخاء .إلا أن هذا الجانب الإيجابي من الميثاق الوطني ، لم ينل حظه من الاهتمام عند المسؤولين ،والقائمين على إصلاح التعليم . إذ انصب كل جهدهم ، لتحقيق الإصلاح ،على الجانب التقني من الميثاق الوطني، كالتنظيم البيداغوجي ،والمراقبة المستمرة ،وتغيير البرامج والمناهج (الكل أصيب بهستيريا منهجية الكفايات )، وتعدد الكتب المدرسية مع مراجعتها ، والتركيز على التكوين المستمر للموارد البشرية ، الذي (غالبا ما يغيب فيه التكوين وتحظره موائد الطعام ) ، والدعوة إلى اللامركزية واللاتمركز وإلى إقامة الشراكة مع المحيط ،وحفز وتشجيع التعليم الخاص …كل هذا أملا في الرفع من الجودة فكانت النتيجة كارثية كما بينا سابقا ، لأن الميثاق الوطني للتربية والتكوين في تصوري نسق يؤخذ كله أو يترك كله .إن إصلاح التعليم يفرض علينا طرح السؤال التالي : ما هو النموذج المجتمعي الذي نريد تحقيقه ؟ ( يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. PROF
    16/04/2009 at 13:16

    لقد أصبت ياأخي وأحييك على صراحتك وتسميتك للأمور بأسمائها، إلا أنني سوف أضيف بعض الملاحظات تشكل نداء إلى المجتمع المدني وسؤوليات الآباء وأولياء التلاميذ، وقبله أتقدم بالملاحظات التالية في شكل تساؤلات؛
    1- لقد تملصت السلطات التربوية والأمنية من مسؤولياتها، لأسباب مجهولة؛
    2- هل يخفى على المسؤولين كل أنواع الفساد المحدق بالمدرسة ؟
    3- هل يخفى عاى كل مسؤول في إطار مسؤليته، الاتجار في المخدرات عند باب المدرسة؟
    4- هل يخفى على كل مسؤول في إطار مسؤوليته دور الملاهي التي تعج بالمفاسد من شرب شيشة وتبادل القبلات الجنسية ووسائط الذعارة والعهارة والبغي والشذوذ الجنسي ضحاياهم التلميذات والتلاميذ؟
    5- هل يخفى على المسؤولين كل في إطار تخصصه غياب وسائل النقل في أغلب المدن الكبرى والصغرى على حد سواء مما يسهم في تعثر العملية التعليمية؟
    5-هل يخفى على المسؤولين كل في إطار تخصصه عدم استفادة التلاميذ من منح الدراسة وضعف خدمات الداخليات والمطاعم المدرسية؟
    -6 هل يخفى على المسؤولين كل في إطار تخصصه اعتراض عصابات المتصكعين التلميذات وقنصهم واستدراجهم إلى الفساد والانحراف؟
    -7 في ظل انشار هذه الموبقات وغض السلطات الطرف عنها لا يمكن أن تؤتي العملية التربوية أي أكل؛
    -8 إن التلميذ والمدرس والمدرسة والمقررات والبرامج والمناهج والأدوات لا تزال بخير، ما يؤثر في هذه العناصر مجتمعة تسيب وتملص الساهرين على النظام وسيادة القوانين وضبط الفاحشة والزج بكل المفسدين في السجون والضرب على أيديهم دون هوادة؛
    -9 إن يتم القيام بهذا في أقرب الآجال وبأسرع ما يمكن، وإن لم يتدخل المجتمع المدني برمته في كل ما يضر الأطفال لن تكون مدرسة ولن يكون إصلاح، والهاوية تنتظر الجميع؛

  2. محمد السباعي
    16/04/2009 at 13:16

    أتفق تماما مع الأستاذ ، لقد آن الأوان لوقف النزيف. إن المشكل سياسي بالدرجة الأولى .لقد عششت بعض الاتجاهات المعروفة في التعليم منذ عقود وعليها أن ترحل الآن وتقدم اعتذارها للشعب المغربي.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *