من كأس إفريقيا إلى كأس العالم

من كأس إفريقيا إلى كأس العالم
إلى الذين يتساءلون أين تذهب الأمطار الغزيرة التي تتهاطل على ملاعب كرة القدم المغربية التي تحتضن منافسات الكأس الإفريقية؛ حيث إن العشب لا يبدو عليه أنه قد استقبل قطرة مطر واحدة، أقول لهم، بكل فخر واعتزاز: إنها تذهب إلى قلوب المغاربة المتعطشة لحب الوطن، وإلى عقولهم الدافئة التي تبدع فتفاجئ العالم، وتعد فتفي بوعودها، حتى يصيب الإحباطُ واليأس كلَّ من في قلبه مرض، مثل الحيرة التي بدت في عيون « وليد صادي » وهو يتلصَّص على ملعب « مولاي الحسن »، ليجده أجمل حتى من صور « الفوطو شوب ».
على مدي عشرين عاما، كتبتُ مئات المقالات وليس من بينها واحد يتحدث عن كرة القدم؛ ولأن اليوم ليس الأمس كسرتُ القاعدة، حيث لم تعد كرة القدم مجرد رياضة فيها خاسر ورابح؛ بل عادت اقتصادا وصناعة وسياحة وسياسة واستثمارا وثقافة وفنا، الأمر الذي جعل نظام العسكر يكيد بالليل والنهار، ويُسَخر ملايين الدولارات، وربما المليارات من أجل إفشال هذا العرس القاري والعالمي.
من الواضح أننا ربحنا الرهان مثلما ربحنا كل الرهانات السابقة، وكسبنا المعركة مثلما كسبنا كل المعارك السابقة، والأجمل من ذلك أن فتوحات هذه الغزوة المباركة التي أذهلت العالم تنظيما وحفاوة وسياحة وبنية تحتية عالمية، لا شك أنها ستلقي بظلالها على سباق احتضان أهم مباريات كأس العالم 2030م، وعلى رأسها نهائي هذه المسابقة العالمية؛ فبعد هذا النجاح الباهر في التنظيم؛ لم يعد هناك من مبرر مقبول يجعل المغرب يفقد شرف تنظيم المباراة النهائية، خصوصا بعد بداية أشغال بناء مركب « الحسن الثاني » أكبر ملعب في العالم.
لابد من الإشارة إلى أن نجاح هذه الدورة ليس مشروطا بفوز المغرب بكأس إفريقيا؛ لكنه مشروط بفوز المغرب بقلوب شعوب إفريقيا والعالم، وهو ما تحقق بالفعل في هذه السنوات الأخيرة، حتى عاد الفريق المغربي « ماركة مسجلة » كالفرق العالمية، وعاد له معجبون ومشجعون في شتى بقاع العالم، شأنه في ذلك شأن فرق البارصا والريال وليفربول والسيتي وغيرها.
ولأني لا أنوي أن أكتب مرة أخرى في موضوع كأس إفريقيا، أود أن أهنئ المغاربة قاطبة على الفوز بالكأس القارية إن هم فازوا بها، أو أن أعزيهم العزاء الصادق في فقدانها، لا قدر الله، إن هم فقدوها، كما أتمنى لهم الأفضل في كأس العالم المقبلة بإذن الله.
نورالدين زاوش
رئيس جمعية المعرفة أولا





Aucun commentaire