التضليل الإعلامي الجزائري الفاشل والمتواصل!

التضليل الإعلامي الجزائري الفاشل والمتواصل!
بينما يواصل المغرب قطف ثمار عمله الجاد والدؤوب في مختلف المجالات، لاسيما على المستويين الدبلوماسي والرياضي، حيث أنه استطاع بفضل الرؤية الملكية المتبصرة إحراز تقدم واسع في ملف الصحراء، إثر صدور القرار الأممي 2797 في 31 أكتوبر 2025، القاضي بمنح « الصحراء الغربية » حكما ذاتيا حقيقيا، تحت السيادة المغربية، باعتباره الحل الأمثل والموضوعي للنزاع الإقليمي المفتعل الذي دام أكثر خمسة عقود، واستمرار المنتخبات الوطنية الكروية بمختلف الفئات العمرية في تحقيق عدة إنجازات كروية منها: بلوغ منتخب الكبار المربع الذهبي في كأس العالم قطر 2022، التتويج بلقب كأس العرب قطر 2025 للمرة الثانية، كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، كأس أمم إفريقيا للشباب أقل من 17 سنة، كأس إفريقيا للمحليين للمرة الثالثة، ثم دوري أبطال إفريقيا للسيدات للمرة الثانية…
يأبى النظام العسكري الجزائري الحاقد الذي ما انفك يحصد الهزائم والانكسارات المتتالية على عدة مستويات، ولم يستطع مجاراة المغرب في نجاحاته وانتصاراته، إلا التمادي في غطرسته ومناوراته الخسيسة ضده، مستعملا في ذلك جميع الأساليب الدنيئة وعلى رأسها التضليل الإعلامي، من خلال الترويج للأكاذيب والمغالطات والشائعات، سعيا إلى محاولة عرقلة جهوده وتعطيل مساره التنموي والدبلوماسي الناجح، غير أن ذلك كله لا يصمد كثيرا أمام الحقائق التي تكاد تفقأ عيون « الكابرانات » الأجلاف…
فالعصابة الحاكمة في قصر المرادية تعاني منذ حصول الجزائر على استقلالها في عام 1962 من عقدة التفوق المغربي، ليس فقط بسبب مجموعة من العوامل السياسية والتاريخية، بل أصبحت الأمور مسألة شخصية لدى « كابرانات » العسكر الجزائري، الذين لم تعد تكفيهم معاكسة المغرب في وحدته الترابية، من خلال دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية. إذ تحولت كراهيتهم له إلى عنصر مركزي في سياستهم، كما لو أن ما يحققه من نجاحات وانتصارات يشكل اعتداء على بلادهم. كيف لا وهم يرون أنه تمكن من تطوير اقتصاده، وتنمية بنيته التحتية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، حتى أضحى مضرب المثل في النجاح بالمنطقة، بينما تعاني الجزائر من الركود الاقتصادي والاعتماد المفرط على عائدات النفط والغاز، دون أن تكون قادرة على النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية؟
والأكثر من ذلك أن كراهية كابرانات العسكر الجزائري للمغرب تفاقمت بشكل صارخ إثر فوز ملفه القوي بتنظيم النسخة الخامسة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا 2025، ثم كأس العالم 2030 في ملف ثلاثي مشترك مع كل من إسبانيا والبرتغال، مما جعلهم ينتقلون إلى تكريس التضليل الإعلامي عبر تنظيم حملات تشويه ضد المغرب، ومحاولة إظهاره بغير القادر على الوفاء بوعوده، وهو الذي أثبت لكل من الاتحاد الإفريقي « كاف » والاتحاد الدولي « فيفا » لكرة القدم، قدراته الهائلة على تنظيم التظاهرات الرياضية القارية والدولية في عدة مناسبات.
فجميع الاتحادات الكروية الإفريقية باستثناء الاتحاد الجزائري تشهد بكل موضوعية أن المغرب أصبح في السنوات الأخيرة « قوة ضاربة » في كرة القدم ليس فقط بسبب حصوله على مجموعة من الألقاب، بل كذلك بما بات يتوفر عليه من بنية تحتية رياضية حديثة، تستجيب لأرقى المعايير الدولية، حيث أنه وبفضل الرؤية المتبصرة لقائده الملهم الملك محمد السادس وكفاءة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، تمكنت بلادنا من الارتقاء بمستوى البنية التحتية الكروية، وتوفير بنية استقبال رفيعة المستوى وعالية الجودة، كما راكمت خبرة كبيرة في استضافة وتنظيم التظاهرات الرياضية على الصعيدين القاري والعالمي…
ولعل من بين الأشياء التي تؤكد الخبث الجزائري وكراهية حكام قصر المرادية للمغرب، هو أنه بمجرد ظهور حركة « جيل Z » الشبابية، التي نقلت احتجاجاتها السلمية والحضارية من الفضاء الرقمي إلى الشارع، للمطالبة بتحسين جودة الخدمات في الصحة والتعليم وغيرها، حتى سارع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم « وليد صادي » إلى مراسلة « الكاف »، للمطالبة بسحب تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 من المغرب، مبررا ذلك بعدم « الاستقرار » في المغرب، غير أن هذه المحاولة البئيسة ووجهت برد حاسم، حيث أعلن رئيس « الكاف » باتريس موتسيبي أمام وسائل الإعلام أن « المغرب هو الخيار رقم واحد، والثاني، والثالث والأخير لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 » ليستمر بعد ذلك ترويج الكثير من الأكاذيب والشائعات عبر مقاطع فيديو مفبركة، وخاصة حول عدم قدرة الملاعب الرياضية على الصمود أمام غزارة الأمطار والفيضانات…
فهل من الأخلاق في شيء أن يقدم أحد أفراد بعثة المنتخب الجزائري على المس برموز الدولة المستضيفة « المملكة المغربية » وعدم احترام قيم البطولات الرياضية، على حجب صورة ملك المغرب محمد السادس وإخفاء العلم المغربي؟
إن المغاربة مطالبون بضرورة التحلي باليقظة وعدم الانسياق خلف الدعايات المغرضة والاستفزازات، لاسيما أن بلادهم عازمة بكل ما أوتيت من قوة على إنجاح هذا الحفل الإفريقي الكبير والبهيج، كما يتضح من خلال التحضيرات المكثفة والتعبئة الوطنية الشاملة، حرصا منها على تعزيز مكانتها كمركز رياضي قاري رائد، وستواصل شق طريقها بإصرار وثبات غير عابئة بما يروج له الكابرانات من أضاليل ومغالطات، إيمانا منها بالمثل القائل: « لا يضر السحاب نباح الكلاب »
اسماعيل الحلوتي





Aucun commentaire