Home»International»المغرب لا ينتصر صدفة ، هوية لا تُهزَم ونجاحات بمنهجية

المغرب لا ينتصر صدفة ، هوية لا تُهزَم ونجاحات بمنهجية

0
Shares
PinterestGoogle+

ذة.سليمة فراجي


مخطئ من يحاول التقليل من شأن ما يحققه المغرب في المجال الرياضي، ويختزل إنجازاته في مجرد صدفة أو مفاجأة عابرة.
فالواقع أبلغ من كل ادعاء؛ إذ يكفي أن نرى ذلك الارتباط الصادق الذي يُظهره اللاعبون بالعلم المغربي، والنشيد الوطني، والسجود شكرًا، وتلاوة القرآن، والبرّ بالوالدين، والاستماتة في الدفاع عن القميص الوطني، لندرك أن الانتماء ليس شعارًا، بل سلوك وتضحية ووفاء.
ولا يخلو الأمر، مع كل إنجاز مغربي، من أصوات تختار السخرية بدل التحليل، والتقزيم بدل الاعتراف، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى التهكّم من ألفاظ مغربية في جهل واضح بتاريخ المغرب العريق، وتنوّعه الثقافي، وغناه اللغوي، وإسهاماته العلمية والفقهية والحضارية عبر القرون.
غير أن المغاربة، وهم يترفعون عن الأساليب المنحطة، يدركون أن الرد الحقيقي لا يكون بالانفعال، بل بالعمل والإنجاز. فالمغرب كبير بثوابته، وتاريخه، وعلمائه، وصنّاعه، ورياضييه، ومؤسساته، ومجده المتراكم عبر الأجيال. وغالبًا ما يكون التقليل من شأن نجاح الآخرين انعكاسًا لخيبة أمل أكثر منه قراءة موضوعية للواقع.
ولم تكن النجاحات الرياضية التي يحققها المغرب اليوم وليدة الصدفة، ولا نتيجة لحظة عابرة. فمنذ عقود، اختار المغرب الاستثمار في البنية التحتية، وتكوين الإنسان، ووضع أسس واضحة لتطوير الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا. ومنذ هقود والمغرب يراكم التجربة، ويصقل المواهب، ويؤمن بأن الرياضة مشروع وطني طويل النفس.
وتُعدّ أكاديمية محمد السادس لكرة القدم نموذجًا بارزًا لهذه الرؤية، حيث ساهمت في تكوين لاعبين أصبحوا اليوم من ركائز المنتخب الوطني، يجمعون بين الاحتراف العالي والاعتزاز بالانتماء.
لذلك، فإن المغرب لا ينتصر اعتباطًا، ولا ينجح بالمصادفة، بل ينجح بمنهجية واضحة، وخارطة طريق مدروسة، وإرادة لا تلين.
وكما أن النهر لا ينسى منبعه وهو في طريقه إلى البحر، فإن المغرب، وهو يشق طريقه بثبات نحو العالمية، يظل وفيًّا لأصله، معتزًا بهويته، واثقًا في مستقبله

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *