Home»International»نازلة أكبر من المهداوي

نازلة أكبر من المهداوي

1
Shares
PinterestGoogle+

                                              رمضان مصباح  

كأي كلام سوقي:

ما يخفف من وطء الاهانة التي لحقت بالصحافة والصحافيين ،المغاربة؛كونها صدرت عن لجنة أخلاقيات منتهية الصلاحية ؛بمجلس للصحافة استوفى بدوره عمره.

وحتى لو حصل منها  ما حصل ،داخل الزمن المحدد للمجلس ؛فما أخالها بتمثيلية صادقة مؤسَّسة على انتخابات ؛تقوي مصداقيتها ،وهي تقيِّم أخلاق المهنة ،في تعلقها بهذا أو ذاك من الصحافيين.

وهَبْ أنها لا تمت لمجلس الصحافة بصلة:مجرد جماعة من الاعلاميين ،يتعاورون  حديث الصحافة وأهلها ،بمقهى مثلا؛فهل يُقبل منها ما سمع منها في الأجزاء المسربة من الشريط؛وهو مما يمجه الذوق ويستبشعه السامع.

نعم نقبله كلاما سوقيا ،من عامة الناس ؛في سوق الكلب مثلا؛ثم ننصرف عنه معرضين ؛احتراما لآذاننا.

الدولة البكماء:

هي الدولة التي رغم تخريجها لمواطن على المقاس،لديها ما تخفيه عنه ،وعن العالم.

ومن هنا تعمد الى تسْمير كل النوافذ ،التي تشرئب منها أعناق الأخبار ،لتسرح بنتا للشمس ،لا تحب الظلام.

ان الدولة ،وهي تكمم أفواه الصحافيين  ، البنائين  الصادقين الأحرار ،تنحو نحو البَكم ؛يستوي مرضا ،قابلا للعلاج ،ثم يتطور،بدونه،  الى عاهة دائمة.

وقرينُ البكم الصَّمم ؛وما الحاجة الى آذان ،حينما لا يكون هناك ما يستحق السمع ،والتداول البناء ؛من أمور تدبير وطن للجميع ؛لا يحتكره إلا من ضاق فهمه للوطنية ؛كما تأسست عبر القرون ،وكما تطمح أن تكون في مستقبل ،يُصنع من الآن.

وحيثما يتكاتف البكم والصمم ؛انتظرْ حتى العمى والوهن، وما في طيهما من مهاوي التوحش واللاحضارة.

نحمد الله أن بلادنا أبعد ما تكون عن هذا التوصيف المرعب ؛وكل اشتغالاتها الداخلية والخارجية ،تتم تحت نور الشمس الساطع؛ليس لديها ما تخفيه عن مواطنيها ،مهما يكن مستواهم .

دولة فصيحة مُفصحة،سامعة ومسموعة؛اختارت الحداثة بكل تفاصيلها ؛وهي تعي أنها ثمرة عمل تنموي دؤوب ،وليست مائدة تنزل من السماء.

ومن أشراط الحداثة ترسيخ الديمقراطية ،والعدالة القانونية والمجالية ؛والإنصاف في توزيع الثروة.

ومنها ،والمناسبة شرط، تكوين المواطن ،و اقداره على كل مراقي الفكر ؛وترسيخ حقه في التعبير ،والاستماع الى رأيه ،لبِنَة ضمن بناء الصرح الكامل.

وهل يمكن الارتقاء بالمواطن ،والوطن، الى هذا ألمستوى دون وسائل اعلام – ومنها الصحافة – خادمة وغير خامِدة ؛تشتغل ضمن حيزها ،بين سلط الدولة.

هي سلطة رابعة ،نعم؛لكنها حاضرة في الأولى والثانية والثالثة ،حضور الشمس الطاردة للظلام ،حيث لا تنشط غير الخفافيش.

ان سلط الدولة مؤسسِية ،راسخة القوانين ؛لكن الحي فيها ،والممارس ،هو الانسان ،بكل قوته وضعفه ،بكل تجبره وتواضعه ،بكل شرهه وعفته..

فمن يكشف تفاصيل الممارسة الانسانية  المؤسسية ،في الدولة ؛ان اختارت البكم،مرضا وعاهة؟

لا أحد ،وستمضي الأيام فيها باردة ،مظلمة؛ كالليل القطبي الطويل .

وما انهارت دولٌ ،هي منا ونحن منها ، إلا لطول ليلها البهيم ؛الى أن ارتطمت السفينة بالجبل البحري.

هذه السلطة ألرابعة كرِهتْها الدول المشرقية المنهارة ؛ومن هنا صمَمُها وعَماها الى أن فار التنورُ ،وانهار النظام ،وتفرَّق المواطنون شذَر مذَر.

ان حروف الصحافة من حروف جميع السلط ؛يجب أن تَقبل بها وتُقويها – صادقةً غير منافقة – حتى تأ من مسارها ،من مِطبات الليل .

وكل من يُهينها ،غير مُقدِّر لدورها البناء – صماما للأمان و »ردارا » – مُغرضٌ ؛ناظرٌ الى يومه وليس غده ،والى جيبه وليس وطنه.

ان الصحافة ،الصادقة والصريحة ؛بقد رما تبني الوعي المُواطني ،تخدم الدولة .

وهل يمكن لأحد أن ينكر أن ما تحقق للمغرب ،منذ الاستقلال الى اليوم، تحضر فيه الصحافة ،مزكيةَ السَّواءَ، ومُنتقدةً الانْحراف؟

صحافة تجوع ولا تأكل من ثديها .

وهل غابت الصحافة عن قضية وحدتنا الترابية ؛ما تحقق منها ،وما سيتحقق؟

وهل يُنكر أحد أن سنوات الرصاص اقرنت بتضييق على الصحافة الحُرة؛ولهذا دلالته؟

أكبر من المهداوي:

أمارس الكتابة الأدبية والصحفية ،منذ عشرات السنين ؛وما سعيت لبطاقة ،لا من اتحاد الكتاب ،ولا من مجلس مجاهد.

في وضعهما القديم ؛أما الحديث فأربأ بنفسي عنه.

البطاقة الوحيدة التي أشتغل من أجلها – قارئا ،كاتبا ،متابعا – هي بطاقة القراء،حين ترقى الى اقناعهم .

بطاقة ضمنية ،تلمس ألوانها في متابعاتهم.

ان بطاقة المجلس الوطني للصحافة، لا تصنع الصحفي؛ حتى والمجلس بكامل المشروعية والتمثيلية ؛فكيف به واحدى لجانه كمن بال في زمزم ،من الأعراب ،ليشتهر.

شهد شاهدٌ من أهلها ؛جفت الأقلام وطويت الصحف.

أما نيلها من هيبة القضاء فقصة أخرى متروكة للقضاء ليحمي من يوشك أن يواقع حماه.

ان البطاقة التي يحملها المهداوي ،لا سلطة للجنة عليها ،ولا المجلس ؛بطاقة يختم عليها يوميا متابعوه الكُثَّر.

أجده صحافيا ،متمكنا من مادته ؛ينتمي الى ورش بناء الوطن ،وليس الهدم ؛يبدي احتراما كاملا لكل المؤسسات .

وان اختلف مع هذا المسؤول ،أو ذاك،وصولا الى التقاضي ؛فما هذا إلا من غبار الورش ،كأي ورش نشيط.

فهل في هذا مدعاة لشيطنته ،وإهانته ،وحرمانه من حقوقه القانونية المادية.؟

أما البطاقة فتسلمها من « اخوتو لمغاربة » ؛وفي هذا فخر وأي فخر.

الدولة ،والحمد لله ،أكبر من انفلات لجنة ..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *