Home»Enseignement»العوامل السلبية المؤثرة في تنشئة الناشئة المتعلمة في بلادنا

العوامل السلبية المؤثرة في تنشئة الناشئة المتعلمة في بلادنا

0
Shares
PinterestGoogle+

العوامل السلبية المؤثرة في تنشئة الناشئة المتعلمة  في بلادنا

محمد شركي

يغفل كثير من الناس عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه  الشيخان رحمة الله عليهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، والذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام :

  » ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ، كما تنتج البهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء « 

 ثم يتلو أبو هريرة بعد ذلك الآية الكريمة الثلاثون من سورة الروم : (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) .

 يمثل هذا الحديث الشريف أعلاه أصلا في غاية الأهمية من أصول تنشئة الناشئة المسلمة التنشئة السوية كما أرادها الله عز وجل . وبيان ذلك أن كل المواليد البشرية تولد سوية في فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها ، وهي فطرة  الإيمان بربوبيته وأولوهيته وعلى أساس ذلك تتخلق في حياتها بما شرع  لها في دين الإسلام . ويتضمن الحديث الشريف بعد ذكر إشارة إلى ما يطرأ من فساد على  على المواليد بسبب التنشئة المنحرفة  بهم عن الفطرة التي فطروا عليها ،ويمثل لتلك التنشئة المنحرفة بالتهويد، والتنصير، والتمجيس . أما تنشئة التهويد والتنصير فمرد فسادهما هو التحريف الذي لحق التوراة والإنجيل ، وأما  مرد فساد  تنشئة التمجيس فهو عبادة النار شركا بالله تعالى .

ومن أجل توضيح الحديث كيفية حصول الانحراف عن الفطرة السوية مثّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بما عهده الناس في حياتهم وهم يعاينون ولادة البهائم سوية في أبدانها لكن تمتد إليها أيدي البشر بالبتر، ومن شأن هذا التمثيل أن ينبه المنشّئون إلى ما قد يعتري تنشئتهم مواليدهم  من انحرافات تنحرف بهم عن الفطرة  السوية.

إن التعامل مع هذا الحديث بذهنية  تحشر الدين في زاوية بعيدا عن واقع الحياة تحت :  » ما لله لله ، وما لقيصر لقيصر  » لا يمكن لأصحابها إدراك مغزاه كما ينبغي .

وقد يقول قائل ما علاقة تنشئة الناشئة عندنا كمسلمين بتنشئة التهويد والتنصير والتمجيس التي هي شأن أمم أخرى ، وهذه نظرة قاصرة لأن تلك التنشئات  لم يذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد إخبارنا بما كان عليه الأمم قبلنا ، وإنما ذكرها لتحذير المسلمين أولا من أن يعبثوا بدينهم كما فعل أهل الكتاب من قبل ، وثانيا لتحذيرهم من السقوط وهم غافلون عما قد يسقطون فيه من إفساد  مواليدهم  بسبب سوء التنشئة .

ومن ذا الذي يمكنه أن ينكر اليوم  شيوع التنشئات اليهودية والنصرانية بين أسرالمسلمين وفي مؤسساتهم التربوية .وغيرها بسبب التقليد الأعمى في زمن صار العالم فيه عبارة عن قرية صغيرة  بسبب تطور تكنولوجيا التواصل حيث صار استهلاك المعلومات  بنهم شائعا بين كل ساكنة المعمور، وفيها ما  يفسد الفطرة البشرية بشكل غير مسبوق .

وبعد هذا التمهيد ننتقل الآن إلى موضوع العوامل المؤثرة في تنشئة ناشئتنا المتعلمة وهي كالتالي :

1 ـ  التنشئة الأسرية :

  وهي أهم وأخطر تنشئة على الإطلاق ،لأن الأسر تتسلم الناشئة عبارة عن مواليد ولدوا على فطرة سوية ، وهي مسؤولة عن صيانة  هذه الأمانة الموكولة إليها كي يكون هدف التنشئة التي تضطلع بها هو الحفاظ على فطرة مواليدها التي ولدوا عليها  والتي تجعل منهم أفرادا صالحين مصلحين في مجتمعهم.

وإذا ما شئنا الحديث عن التنشئة الأسرية في مجتمعنا المغربي لا بد من تحديد الجغرافيا الطبيعية ومكونها البشري  وهي عبارة عن حواضر كبرى، ومتوسطة، وصغرى  فضلا عن بواد ، وقرى وأرياف  تتنوع فيها التنشئة الأسرية بتنوع  هذا المحيط  المتباين من حيث طبيعة مستويات عيش الأسر .وهنا لا بد من الإشارة أيضا إلى  أنماط الأسر وهي النمط الموسر وأفرادها قلة  سواء  كانوا من سكان الحواضر يقطنون في أحياء راقية  أو كانون من سكان البوادي  يقطنون قصورا وسط مزارع ذات أشجار وثمار وأنعام ، ونمط السواد الأعظم ويتكون من أسر متوسطة الحال  تسكن إما في أحياء دون الراقية شيدت  أو فيما يسمى سكنا اقتصاديا، ونمط الأسر هشة التي تعاني من الفاقة والتي تسكن أحياء الصفيح أو الأحياء العشوائية تغيب فيها الهندسة المعمارية ، أو تسكن البوادي والأرياف النائية  في مساكن  متواضعة من حجارة وطوب أو في خيام تكون  قارة  أحيانا ومتنقلة أخرى . ولا يمكن أن يزعم أحد أن التنشئة الأسرية بين هذه الأنماط من الأسر تكون واحدة مع هذا التنوع الذي يتحكم فيه من ناحية مستوى العيش ، ومن ناحية أخرى نوع المحيط  الجغرافي.

أما الأسر الموسرة  فأغلبها  يساير في تنشئة أبنائها تنشئة تحاكي التنشئة في بلاد الغرب التي تعتبر بالنسبة إليها تنشئة نموذجية يجب أن تحتذى ، ولا تستثنى من هذه الأسر سوى القلة القليلة منها التي تتبرأ من هذه المحاكاة . وبمحاكاة التنشئة الغربية تسقط  الأسر المحاكية فيما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تغيير فطرة الناشئة تهويدا أو تنصيرا أو تمجيسا ، وقد وردت في بعض روايات هذا الحديث ذكر التكفيرأيضا . ولا بد من الإشارة إلى أن السقوط في هذه المحاكاة مرده  الحذو  حذو الأسر الغربية في مساكنها، ومشاربها، ومراكبها ،وملابسها باعبار ذلك من مظاهر الترف والرفاهية ، ومع هذا الحذو ذي الطابع المادي المحض ، يقع حذو آخر له طابع لا مادي يتمثل في تنشئة الناشئة بلغات الغرب ، وبعاداته وتقاليده وأعرافه  وبثقافته حتى أن بعض ناشئة تلك الأسر تربي على جهل تام بلغتها الأم  لأنها تفرنس أو تنجلز … ومن ثم  هي على جهل فظيع بدينها ، وبهويتها وثقافتها الإسلامية . إن الأطفال في بعض تلك الأسر يفتحون عيونهم وهم في سن البراءة على ثقافة ترويضهم على الاستئناس بالدمى المحاكية لأشكال بعض الحيوانات الحقيقة والوهمية ،لا يخلدون إلى النوم إلا وهي بين أحضانهم ، والأمهات أو الخادمات يسردن عليهم قصصا باللغات الغربية على الطريقة السائدة في العالم الغربي  ويعبر ذلك عند من يحاكونهن مظهر من مظاهر الترف والرفاهية التي لا مندوحة عنها حفاظا على المستوى الاجتماعي الذي يحرص تلك الأسرعلى التميز به عن باقي الطبقات الاجتماعية الأخرى  . وقد يردد أطفال تلك الأسر ما شاء الله من الأناشيد والأغاني الغربية التي يتعلمونها في رياض ومدارس   » خصوصية  » ـ  وهذا النعت قد توخى واضعه أن يكون  معبرا  بالدقة اللازمة عن التميز الطبقي، وفي المقابل لا تلوك ألسنتهم آية قرآنية واحدة أو حديثا نبويا أو حتى نشيدا أو أغنية باللسان العربي ، والآباء والأمهات يشعرون بالزهو ، وإن قيل لهم إنكم قد سقطتم في تغريب أبنائكم  عن قصد أو عن سبق إصرار منكم  ثارت ثائرتهم وأزبدوا وأرغوا، لأنهم يعتبرون أنفسهم مسايرين للركب الحضاري الغربي وقد خلفوا وراء ظهورهم الحضارة المتخلفة ، و انهم ليسوا مقلدين أو محاكين بل مواكبين وهم بذلك يشاركون الغرب حتى  في أعياده الدينية  فيقتنون شجرة الميلاد وأضوائها وما يصاحبها  من مأكولاتها ومشروباتها ، وهدايا يحملها  الرجل القزم إلى صغارهم ، يفعلون كل ذلك  بزهو وهم راضون عن أنفسهم كامل الرضى ، وإن قيل لهم إن هذا من مظاهر تنصير أبنائكم غضبوا .

وأما الأسر متوسط الحال ففيها  ـ دون  تعميم بطبيعة الحال ـ من ترنو إلى اللحاق بمستوى عيش الأسر الموسرة، وتحذو حذوها في اعتماد  نفس التنشئة التي تعتمدها محاكاة للتنشئة الغربية، ولا حاجة إلى تكرار ما سبق  ذكره منها.

وقد  تلتحق بعض  الأسر المتوسطة بمستوى الأسر الموسرة عندما يتحسن وضعها المادي بفضل بعض أفرادها الذين يبتسم لهم الحظ ، فتغادر بذلك وضعها الاجتماعي السابق  إلى وضع طالما حلمت به ، وبذلك تسقط هي الآخرى في فخ تغريب ناشئتها  إما دون وعي منها  أو عن قصد وبإصرار غير مبالية بالعواقب الوخيمة المترتبة عن ذلك.

وأما الأسر الهشة  ـ ودون تعميم أيضا ـ سواء كانت من  تلك القاطنة في الأحياء الصفيحية أو تلك القاطنة في الأحياء  المسماة شعبية بحكم طبيعة هندستها المعمارية  فلها نمط  خاص بها من تنشئة ناشئتها التي تتربي  وهي تستبطن في وجدانها الشعور بعقدة الفاقة الذي تكتشفها من خلال مقارنة مساكنها وأحيائها ونمط عيشها بمساكن وأحياء ونمط عيش غيرها من الأسر المتوسطة وحتى  الأسر الموسرة الشيء الذي يؤثر سلبا في تنشئتها  بسبب هذه العقد المزمنة التي  تربي في هذه الناشئة إضمار الحقد والعداء لناشئة الأسر الموسرة والمتوسطة التي قد يجمعها بها ارتياد نفس المؤسسات التربوية التي لا تذوب فيها الفوارق  الاجتماعية .

 والأسر الهشة  يشغلها عن تنشئة أبنائها  طلب الحصول على لقمة العيش وهو  شغلها الشاغل الذي يضطرها إلى إهمال يجعلهم عرضة لتنشئة الحي أو الحارة  في الحواضرأو الدوار بالنسبة للبوادي والأرياف . وغالبا ما تتطلع هذه الأسرهي إلى بلوغ مستوى عيش الأسر المتوسطة ، ومنها من يسعفه الحظ على تخطى عتبة الهشاشة، فتلحق بها بفضل عناصر منها ابتسم لهم الحظ  أيضا .

 وهكذا نجد تباينا كبيرا بين أنماط التنشئة لدى فئات الأسر الثلاث في وطننا بحكم وضعها الاقتصادي والاجتماعي .

 2 ـ تنشئة الأحياء والشوارع والحارات في الحواضر الكبرى والمتوسطة:

من نافلة القول أن هذه الأماكن تحتضن الناشئة المتعلمة  من مختلف الأسرة ، وهي بمثابة بوتقة تنصهر فيها مختلف أنماط التنشئات الأسرية الصالحة منها والطالحة  حتى أن بعض الأسر تتبرأ من انحراف ناشئتها  وتعزوه إلى عدوى الشارع وتلقي باللائمة على من فيه . ومعلوم  أن الشاعر ليس فيه   فواصل تفصل الناشئة عن الراشدين الذين يؤثر فيها  خصوصا  والذين تنظر إليهم تلك الناشئة بعين الإعجاب ، وتحاول تقليدهم في سلوكاتها ومظاهرهم على أساس أنها تدل على ما يسميه إخواننا المشارقة  » فتوة  » دالة على القوة ،وفرض الذات والاعتداد بها ،والاعتداء والتطاول على الغير . ومعلوم أن تنشئة الأحياء والشوارع والحارات  ـ إن جاز أن نسميها تنشئة ـ  تعتبر أكبر مشوش على التنشئة الأسرية ، وحتى على تنشئة المؤسسات التربوية كما سيأتي بيانه لاحقا وذلك بسبب  طغيان سلبياتها حتى أن الناس  صاروا يعيرون من تسوء أخلاقهم  بأن تربيتهم تربية الشارع  أو الزنقة .

3 ـ تنشئة المؤسسات التربوية :

ولا بد في البداية من الإشارة إلى أن المؤسسات التربوية عندنا سواء العمومية أو الخصوصية يطبق فيها منهاج دراسي موحد مع بعض الاستثناء التي تحصل في بعض المؤسسات  الخصوصية منها في إطار التنافس فيما بينها  من أجل إقناع أولياء الأمور بإلحاق أبنائهم بها  رغبة في أفضل النتائج .

وإذا كان المنهاج الدراسي المعتمد موحدا، فإن الحديث عن تنشئة المؤسسات التربوية هو نفسه فيها جميعا . ومعلوم أن  هذا المنهاج  بمكوناته إنما يقدم  تنشئة نظرية لا يكفي لصياغة سلوك الناشئة  لأنها تتلقى مضامين دروس في مختلف المكونات الدراسية  تحث على التشبث بالقيم والأخلاق لكنها لا تتجاوز ذلك إلى تنشئة عملية إجرائية  . ولقد سبق لي  في إحدى المقالات منذ زمن بعيد أن مثلت لفشل التنظير للأخلاق في المنهاج الدراسي  بمتعلم حصل على أعلى نقطة في مادة التعبيرالكتابي  كان موضوعه  بر الوالدين ،وأثناء  تنويه المدرس  بعمله عليه ،جاءت أمه إلى الفصل تشكو  تعنيفها بها.

ولا تختلف المؤسسات التربوية عن الأحياء والشوارع والحارات في كونها بوتقة لصهر الناشئة المختلفة التنشئة سواء التنشئة الأسرية  أو تنشئة الشارع ـ  إذا جاز أن نسميها كذلك ـ والتي منها تنتشر عدوى انحراف التنشئة إلى  داخل المؤسسات التربوية . وغالبا ما تهيمن النماذج المنحرفة من  الناشئة المتعلمة على عموم  المتمدرسين بسبب كارزميتها التي تعزى  إلى  » الفتوة  »  وليس إلى التفوق الدراسي وهي  » فتوة  » غالبا ما تكون مقتبسة من  » فتوات الشوارع ، ويصير انحرافها نموذجا سائدا في المؤسسات التربوية ، وهو ما تعاني منه الأطر التربوية على اختلاف مهامها وأدوارها ، وقد بلغ  الأمر بهذا الانحراف حد التسيب داخل المؤسسات التربوية التي صارت عاجزة  كل العجزعن محاصرته وذلك  في غياب تفعيل الضوابط  التي تحمي  السلوك داخلها. ولعل الفيديوهات المتداولة على نطاق والتي تصورعمليات اعتداء الناشئة المتعلمة على الأطر التربوية  بما في ذلك القتل خير دليل على هذا التسيب.

4 ـ الدور السلبي في انحراف التنشئة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي :

وهنا يجب التذكير مرة أخرى  بما حذر منه الحديث الشريف من انحراف  تنشئة الناشئة   ذلك لأن وسائل التواصل المنتشرة على نطاق واسع  بحيث يكاد عدد الهواتف الخلوية بأيدي الناشئة المتعلمة  يعادل عددها الذي يفوق ثمانية ملايين ، بل حتى الناشئة في حضانة  الرياض تمكنهم أسرهم من تلك الهواتف التي تؤثر بشكل خطير على تنشئتهم . ولا ندري كيف سنسمي ما يقابل تنشئة التهويد والتنصير والتمجيس الذي ورد ذكرها في الحديث الشريف أهي التنشئة  » الفَسْبَكِيَّة  » أو التنشئة  » اليُوتُوبِيَّة  » بحيث  » يُفَسْبِكُ  » أو  » يُوَيْتِبُ  » الوالدان أبناءهم.

وعلى غرار التأثير السلبي  للشارع في التنشئة الأسرية، وفي تنشئة المؤسسات التربوية ، يؤثر الاستعمال  السيء لوسائل التواصل الاجتماعي فيهما  أيضا في غياب الترشيد الفعال للناشئة المتعلمة  من طرف أولياء أمورها وطرف المربين.

وقد يقول قائل ما دور مؤسسات أخرى  في تنشئة الناشئة  المتعلمة كالمساجد على سبيل المثال ؟ فنقول إن دورها في حكم المغيب  لسبب بسيط هو عدم تمكين هذه الناشئة من حضور خطب الجمعة ، علما بأنها وحدها التي يمكنها القيام بهذا الدور وذلك بسبب الدراسة يوم الجمعة حيث يكون المتعلمون بين عائدين من الدراسة أو متوجهين إلى مؤسساتهم ساعة الجمعة . ولا زالت عطلة يوم الجمعة  تمكينا للناشئة من أداء الصلاة فيها والاستماع إلى ذكرها مطلبا ملحا عوض عطلة يوم الأحد التي خلفها لنا المحتلان الفرنسي والإسباني بعد رحيلهما عن بلادنا .

وعلى افتراض أن هذا المطلب سيتحقق، فإن اعتماد الوزارة الوصية على الشأن الديني ما سمي بخطة تسديد التبليغ قد سدد في الحقيقة ضربة قاتلة للخطابة المنبرية  في بلادنا خلاف ما صرح به الوزيرمؤخرا الذي زعم أن الذكاء الاصطناعي قد شهد  له بنجاح خطته متجاهلا الواقع الذي يعكس تذمرالرأي العام منها و الذي شهادته أصدق من  شهادة الذكاء الاصطناعي التي تذرع بها الوزير، علما بأن أكثر من ثلتي الناشئة المتعلمة التي تجب عليها الصلاة شرعا في بلادنا لا يتأتى لها حضور صلاة  الجمعة مع التذكير بأن العدد الإجمالي للمتعلمين يفوق ثمانية ملايين، فهل نُبِّهَ الذكاء الاصطناعي إلى هذا المعطى ؟

وخلاصة القول في موضوع اختلال  تنشئة ناشئتنا  هو وجوب صدق النوايا  أولا من طرف كل الفاعلين أولياء أمور ، ومربين، وكل المسؤولين ، والعمل بجد ثانيا من أجل إنقاذ هذه الناشئة مما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآنف الذكر الذي يكرره الجميع لكنهم مع الأسف الشديد لا يفعلونه  في الواقع . وإذا كان مهودو ،ومنصرو، وممجسو مواليدهم سيحاسبون على ذلك بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ، فإن مصير من ينحرفون بمواليدهم عن الفطرة السوية التي فطرهم الله تعالى عليها مهما كان نوع الانحراف لن يكونوا أيضا بمنجاة من الحساب يومئذ .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *