الإدمان : هل تعلم أن الشخص يتفحص هاتفه أكثر من 350 مرة يومياً؟

هذه العادة توضح كيف يمكن أن يتحول سلوك يومي عادي إلى إدمان معرفي. وهذا ليس حالة منفردة؛ فاليوم، لم يعد الإدمان مقتصراً على المواد مثل الكحول أو التبغ فقط، بل يشمل السكر، القهوة، الرياضة، والشاشات. الإفراط المستمر يمكن أن يتحول إلى اضطراب في توازن الدماغ والحياة اليومية.
الإدمان لم يعد مجرد مسألة مادة
تاريخياً، كان الإدمان يشير إلى الاعتماد على المواد النفسية الفعالة. لكن منذ نشر DSM‑5 عام 2013 وتوصيات ASAM عام 2019، توسع المفهوم ليشمل السلوكيات القهرية: ألعاب الفيديو، القمار، استخدام الهاتف، الإفراط في الرياضة، التسوق القهري. المفتاح الآن هو فقدان السيطرة و الاستمرار رغم العواقب السلبية و ليس المادة نفسها.
الدماغ بين المتعة والعادة والقهر
جميع أنواع الإدمان — سواء كانت مادة أو سلوكاً — تنشط دائرة المكافأة في الدماغ و الدوبامين. التكرار يخلق اعتياداً و يقلل من السيطرة في الفص الجبهي الأمامي. هكذا، يصبح تصفح الهاتف أو ممارسة الرياضة بشكل دائم أو استهلاك السكر سلوكاً قهرياً يتغذى ذاتياً في الدماغ.
أرقام أساسية: ظاهرة عالمية ومغربية
الهواتف الذكية: متوسط 352 تفحص يومياً في الولايات المتحدة، أي استشارة كل 3 دقائق تقريباً.
المغرب: طلاب مكناس (2023) – إدمان الهاتف مرتبط بتدهور النوم؛ طلاب الدار البيضاء (2021) – 38 ٪ في خطر مرتفع للإدمان مع زيادة التوتر.
الرياضة: 3 إلى 9 ٪ من الرياضيين المنتظمين يظهرون علامات الإدمان على ممارسة الرياضة.
الكافيين: استهلاك يصل إلى 400 ملغ يومياً آمن للغالبية، لكن الانسحاب يسبب التعب، التهيج، والصداع.
الإفراط يتحول إلى اضطراب
ما يميز الإدمان عن العادة العادية هو التأثير السلبي على الحياة اليومية. عندما تتداخل كثرة استخدام الهاتف أو استهلاك القهوة أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط مع النوم أو العمل أو العلاقات الاجتماعية، يصبح الإفراط اضطراباً يؤثر على الصحة البدنية النفسية.
لماذا يجب التحرك الآن
الإدمان المعرفي دقيق لكنه قوي؛ قد يمر دون أن يُلاحظ لكنه يغير الدماغ بشكل دائم. البيانات المغربية توضح أن الشباب معرضون بشدة، سواء فيما يتعلق بالهواتف أو السلوكيات الغذائية والرياضية. الوعي المبكر واستراتيجيات بسيطة يمكن أن تمنع تطوره إلى إدمان مزمن.
استراتيجيات فعالة للحماية
القياس والوعي: تسجيل أوقات استخدام الهاتف، النفقات أو حصص الرياضة.
تحديد الوصول: تعطيل الإشعارات، تحديد أوقات استخدام الهاتف، إنشاء مناطق “خالية من الهاتف”.
استبدال العادات: القراءة، التأمل، الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت.
الانسحاب التدريجي: للحد من استهلاك الهاتف، القهوة أو السكر لتجنب الارتداد النفسي.
خلاصة القول، الإدمان الحديث أوسع من مجرد المواد. إنه يتعلق بـالسلوكيات اليومية القهرية التي تؤثر على الدماغ والصحة. الهاتف، الرياضة، القهوة، السكر: جميعها يمكن أن تتحول من إفراط إلى اضطراب. التعرف على هذه العلامات واتخاذ خطوات بسيطة وفعالة هو أول طريق لاستعادة الحرية و التوازن ثم لا ننسى أبدا « من زاد عن حده، انقلب ضده ».
منقول عن Malek el hebil





Aucun commentaire