خبث الكابرانات يطال حتى الرياضة!

مرة أخرى ولا نخالها ستكون الأخيرة، يأبى الكابرانات الماسكون على الحكم بقبضة حديدية والجاثمون على صدور الجزائريين منذ أزيد من ستة عقود، إلا أن يكشفوا عن مدى خبثهم وعدائهم للمغرب، إذ لا يكتفون بمعاكسته في وحدته الترابية واستفزازه عبر إعلامهم بترويج المغالطات والشائعات. والتمادي في دعم ميليشيات البوليساريو الانفصالية، رافضين مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، باعتباره السبيل الوحيد الممكن للوصول إلى حل النزاع الإقليمي المفتعل، حيث أنه يمزج بين الحكمة الوطنية والواقعية الدولية، ولم ينفك يحظى بدعم دولي متزايد منذ سنة 2007، لاسيما بعد أن أيدته كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية، العضوان الدائمان في مجلس الأمن.
بل إن خبث حكام قصر المرادية ما فتئ يتعاظم بشكل لافت حتى أنه طال المجال الرياضي، كما يتضح ذلك من خلال عديد المناسبات والتظاهرات الرياضية داخل وخارج الجزائر، وجاءت لتأكيده التصرفات اللارياضية الأخيرة، التي صدرت عن الوفد الجزائري المشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي يستضيفها المغرب في الفترة الممتدة من 5 إلى 26 يوليوز 2025 بمشاركة 12 منتخبا إفريقيا من بينها المنتخب الجزائري، الذي يكاد لا يتوقف عن إثارة الجدل أينما حل وارتحل…
ففي الوقت الذي جاءت فيه هذه الاستضافة لتعزيز مكانة المغرب كقبلة رياضية متميزة في القارة السمراء، خاصة بعد أن حقق نجاحا مبهرا في تنظيم كأس أمم إفريقيا للسيدات برسم سنة 2022، كأس العالم للأندية لسنة 2023، وعصبة أبطال إفريقيا للسيدات سنة 2024 وكأس أمم إفريقيا للناشئين، ويراهن اليوم على هذه البطولة للنهوض بمستوى كرة القدم النسوية وتطويرها، فضلا عن السعي الدؤوب إلى تعزيز إشعاعه الرياضي قاريا ودوليا. لم يجد الكابرانات من وسيلة للتشويش على هذه التظاهرة الرياضية عدا التمادي في الاستفزازات الرعناء، ويتجلى ذلك من خلال مجموعة من السلوكات غير المسؤولة…
إذ بصرف النظر عن غياب تمثيلية المنتخب الجزائري للسيدات عن الاجتماعي التنظيمي الأول، وكذا تغيب عميدة الفريق غير المبرر عن الوصلة التسويقية للدورة، فإن ما أثار حفيظة المغاربة واستغراب الكثير من الملاحظين الدوليين، هو إقدام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بغير قليل من الانضباط والاحترام على حذف اسم المغرب من منشوراته المتعلقة ببطولة كأس إفريقيا للسيدات، وتفادي ذكره أو الإشارة إلى شعاره والمدن التي ستحتضن المباريات المقررة. والأكثر من ذلك تلقي لاعبات المنتخب الجزائري تعليمات من الكابرانات تدعوهن إلى إخفاء اسم المغرب من شعار البطولة، وقيام مدرب المنتخب بتمزيق شارة اعتماده الرسمي أمام الصحافة خلال ندوة صحافية، ناهيكم عن وضع ملصقات لحجب شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المثبت في كرسي البدلاء، وغير ذلك كثير ومثير…
ثم إن الأمر لدى كابرانات العسكر الجزائري لم يقف عند هذا الحد من الهبل والخبث، بل تعداه إلى فرض رقابة صارمة على وسائل الإعلام الجزائرية رغم عدم حضورها للمغرب، حيث عمدت القنوات التلفزيونية وعديد المواقع الإلكترونية الجزائرية إلى اختلاق شعارات إعلانية خلال تغطية أطوار بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات، بغرض إخفاء « لوغو » الخطوط الملكية المغربية، باعتبارها أحد أبرز الرعاة الرسميين للاتحاد الإفريقي لكرة القدم « الكاف ». وهي الأحداث المصورة في عدة فيديوهات تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخلفت امتعاضا شديدا في أوساط الجماهير الرياضية حتى من داخل الجزائر، ووجهت على إثرها انتقادات حادة للكونفدرالية الإفريقية التي تغاضت عن هكذا ممارسات دنيئة، دون أن يصدر عنها أي رد فعل يذكر تجاه ما اعتبره الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي عبر العالم « انتهاكا خطيرا لأعراف وتقاليد المنافسات القارية »، و »إهانة مباشرة » للمنظمين.
وليست هذه المرة الأولى التي يكشف فيها شنقريحة وجميع أعضاء « العصابة الحاكمة » عن خبثهم وعدائهم للمغرب، فطالما أرقتهم انتصارات الكرة المغربية وقضت مضاجعهم، مما جعلهم يحاولون جاهدين وبشتى السبل القذرة النيل من سمعته والتقليل من شأن الإنجازات المغربية ذات المستوى الرفيع.
فهناك عدة أمثلة عن خبث الكابرانات، نستحضر منها: انسحاب منتخب كرة اليد من البطولة العربية التي أقيمت في المغرب، إلغاء مشاركة منتخب الجمباز في المنافسة الإفريقية، وانسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مباراة إياب نصف نهائي بطولة الكونفدرالية الإفريقية بالمغرب. ثم ألم يسبق لهم التقليل من شأن الإنجاز التاريخي غير المسبوق عربيا وإفريقيا، الذي حققه « أسود الأطلس » في مونديال قطر 2022 عند بلوغ دور نصف النهائي، وتسخير كل الإمكانات والأجهزة الدبلوماسية والإعلامية لإفشال ترشيح المغرب لاستضافة كأس إفريقيا برسم سنة 2025؟ وهل ننسى الادعاءات الباطلة بعدم جاهزية ملاعب المغرب لاحتضان كأس إفريقيا 2025 واستعداد « الكاف » لسحب التنظيم منه، بالإضافة إلى نشر شائعات حول إقالة مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي؟
إن الهدف الأسمى من الرياضة عامة وممارسة كرة القدم خاصة ليس فقط إثبات التفوق والحصول على البطولات، وإنما تعمل على تكريس قيم التسامح والتقارب بين الشعوب ونشر ثقافة السلام والوئام، فضلا عن كونها تساعد في رفع الحواجز وتعزيز الهوية المشتركة والتفاهم والاحترام، غير أن لكابرانات الجزائر رأيا آخر، ولا يدعون فرصة تمر دون محاولة تسميم الأجواء وتحويل التظاهرات الرياضية إلى فضاءات لتصريف عدائهم الأزلي للمغرب، الذي سيظل متمسكا بسياسة اليد الممدودة لقائده المفدى الملك محمد السادس.
اسماعيل الحلوتي





Aucun commentaire