رسائل كندا 3- الدلاح الأحمر فاكهة الصيف المحبوبة لدي

عزيز باكوش مونتريال
رسائل كندا 3- الدلاح الأحمر فاكهة الصيف المحبوبة لدي، وعشق كل المغاربة، طبقي المفضل ووجبتي الكاملة عند مقدم الصيف لما يكون أحمرا رمليا مرفوقا بالخبز البلدي بدأ يزاحم هذه الأيام نظيره المحلي أي غلة كندا القادمة من مزارع كيبيك وأونتاريو وحتى من بريتش كولومبيا. لقد أصبح مألوفا اليوم أن تجد في كبريات المتاجر والأسواق التجارية الكبرى الكندية، وحتى في الأسواق الشعبية، أكواما من الدلاح الأمريكي المعروض بأسعار مغرية وبأحجام ضخمة وألوان زاهية تغري الزبائن من أول نظرة.
هذه الوجبة الصيفية اللاتقاوم، سواء كمقبلات أو وجبة كاملة ،القادمة من أمريكا تغزو كندا اليوم. ورغم أن طعمها مختلف بعض الشيء عن الدلاح المغربي، دلاح زاكورة وبوحلو ،لكنها تعرض بسعر مناسب بل ومغر أحيانا أقل من نصف دولار للكيلو.
من حيث الشكل يبد الفرق واضحا بين نوعين من الدلاح المعروضين في الأسواق .الأول من الحجم الصغير القادم من الأرجنتين الذي يتميز طعمه بقليل من الحلاوة، وزميله القادم من أمريكا وهو بحجم كبير طعمه أكثر حمر وقشرته الخارجية تلمع .أما السعر فهو أقل من مناسب. وبشكل لافت حتى أنه يشكل إغراءا بصريا لا يقاوم. وقد أغراني شكل عرضه وحجمه.
ورغم خبرتي التقليدية المتمثلة في الطبطبة على صدر الدلاحة والاستماع الى الرنين الذي تصدره ، فقد قمت بالتقاط صورة عامة لما في داخل الصندوق المعروض من الدلاح .وأرسلتها إلى شات جي بي تي CHAT GPT أستشيره في أيها الأفضل؟ فنصحني على الفور بأخذ الموجودة أعلى الصورة وبهاعلامة صفراء. فكانت الألذ طعما والأفضل اختيارا.
لكن خلف هذا الإغراء البصري يسجل الكثير من المستهلكين ملاحظة متكررة تتعلق بالطعم والمذاق. ولو أن الكنديين تذوقوا دلاح زاكورة ، لكان لهم رأيا آخر. و لما ترددوا لحظة في طلبه من أقصى الجنوب المغربي رغم ارتفاع سعره نظرا لتكلفة الإستيراد المرتفعة . نعم رغم المظهر الجذاب للدلاح الأمريكي وضخامته وسعره المناسب يشكو البعض من غياب تلك الحلاوة الطبيعية التي يتميز بها “الدلاح الكندي المحلي” ويصفون الدلاح الأمريكي بأنه فاكهة بلا روح طعم بلا حلاوة.
ويبدو أن السياسة تخلط الأوراق. فالعديد من الكنديين باتوا يرفضون المنتوجات الأمريكية ويفضلون المحلية ،كرد فعل على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعتبر كندا الولاية الواحد والخمسين. وقرر الرفع من الضرائب الجمركية على الواردات والصادرات من كندا وإليها. ورغم تراجع هذا الأخير، فإن موجة العداء لأمريكا جعلت العديد من الكنديين يرفضون قضاء عطلاتهم منتقلين بين الميكسيك هايتي وكوبا بدلا من نيويورك وواشنطن.
عزيز باكوش مونتريال





Aucun commentaire