Home»National»الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(7)

الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(7)

2
Shares
PinterestGoogle+

الكتابة المسرحية عند »محمد مسكين » الجزء(7)

بقلم: د خالد عيادي.

وتتأسس الكتابة الدرامية لدى  » محمد مسكين » كما هو مألوف في فن المسرح على ثلاثة عناصر هي: الشخصية والحدث والحوار.

الحدث: وهو عنصر يساعد المتفرج على الغوص في جلدة الشخصية لاكتشافها عبر الحوار. وهو أيضا لحمة الكتابة الدرامية وهيكلها العام.

الحوار: وقد حدس فيه ما أدركته « سيمياء »  التواصل في مجال المسرح، حيث نجدها تؤشر إلى تواصل الشخصية والمتفرج.

الشخصية: عنده هي العلة « الأنطولوجية » أي الوجودية للكتابة المسرحية..([1]) وهي أيضا فاعل حقيقي ونموذجي يتحرك داخل النسيج اللغوي المكون لبنية السرد.([2])

أدى « محمد مسكين » دورا فعالا في حركة « المسرح الهاوي » بالمغرب نتيجة مساهماته المبنية أساسا على خطاب مسرحي مثقل بالنقد والشهادة، وتحويل الموجود عن طريق الوعي والمعرفة والتساؤل. وإلى جانب هذا النوع من الإبداع المتعلق بالإنسان البالغ والراشد، فإنه لم ينس الإنسان الطفل، لذلك أعطاه حقه من العناية والاهتمام قصد تكوينه وإرسال الخطاب إليه.

ففي هذا المجال: « مسرح الطفل » ألف مسرحيته الشهيرة « قاضي الفئران »، وهو يراهن على هذا النوع من الإبداع إذ يقول: « إن قراءة متأنية للخريطة المسرحية المغربية تؤكد أن المسرح عندنا يعاني من إحباط كبير…يمكنني القول: « إنه من ضمن الآمال التي نتشبث بها فيما يعود لمستقبل المسرح المغربي، هو « مسرح الطفل » إنه شعاع الأمل المرتسم في الأفق. »([3]) فعنايته بالمسرح الخاص بعالم الطفولة ناتج عن كون « محمد مسكين » يحمل هموم المسرح المغربي، ويفكر في وجوده مستقبلا. و عنايته تلك كانت رؤية استشرافية مبكرة من تاريخ المسرح بالمغرب، ودليلا على اهتمامه بهذه الشريحة الاجتماعية  التي لا زالت في طي الإهمال.

إن « مسرح الطفل » كما يقول « محمد مسكين » ليس: « لعبة بسيطة بل مغامرة إبداعية ذات مضمون تربوي وعلمي لا تخلو من صعوبات. » ([4]) وتأتي محاولته هاته اسشعارا منه بالنقص الحاصل في هذا المجال الحساس ،أو مساهمة منه في الدفع بمسيرة « مسرح الطفل » إلى الأمام.إذ لاحظ أن أغلب الكتاب الجيدين يبتعدون عن أدب الأطفال بشكل عام. ومما لا شك فيه أن تكوين الرجل الفلسفي والبيداغوجي، وممارسته الفعلية لمهنة التدريس قد أهلاه للكتابة في هذا المجال الحساس و الصعب. إذ المعرفة بطبائع الطفل والطفولة والفروق بين الأطفال، أمر لا بد منه للتواصل مع عالم البراءة.

………………………………………………………

 [1] ) المسرح المغربي من التأسيس إلى صناعة الفرجة د: حسن المنيعي – مرجع مذكور ص 60.

 ) الرواية العربية الجديدة –عبد الرحمان بوعلي. ص71[2]

[3] )  عرض « محمد مسكين » في ندوة « أسس وآفاق مسرح الطفل » المنعقد في إطار اللقاء الوطني لمسرح الطفل بطنجة أيام: 13-14-15 يناير 1984. مطبوع بالستانسيل ص 1.

[4]   المرجع نفسه ص 02.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محسن رمضاني
    09/12/2021 at 12:35

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذي الفاضل:
    تحياتي لك على هذا العمل الماتع والذي تحلل فيه مشروعا مسرحيا ضغما. فهنيئا لك على هذا الصبر والاجتهاد..
    وننتظر منكم المزيد من العطاء الأدبي والفكري إن شاء الله تعالى.
    تلميذك؛ محسن رمضاني.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *