Home»National»الحزن الراقي

الحزن الراقي

9
Shares
PinterestGoogle+

خواطر103
« الحزن الراقي »
يقول أحد الحكماء: ‏ »كن مؤدبًا في حزنك، حامدًا في دمعتك، أنيقًا في ألمك؛ فالحزن كما الفرح سيمكث قليلاً ويعود من حيث أتى حاملاً معه تفاصيل صبرك. »..
‏‎لا تحزن..
فالحزن يفقدك راحة يومك ويفسد عليك غدك..
لا تحزن..
فالحزن يطفئ النور الذي بداخلك.. ويتعب روحك ويغطي بالعبوس ضياء وجهك..
لا تحزن..
فالحزن يسر خصمك ويؤلم حبيبك ويقلق صديقك ويشمت بك عدوك..
لا تحزن..
فالحزن لا يرد مفقودا ولا يوقف قدرا ولا يجلب نفعا..

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

‏‎هل سمعتم يوماً بالحزن الراقي؟
هو ذاك الحزن الذي يحرق العيون دون دموع، يسكن في أيسر الصدر ولا يعلم به أحد لأن صاحبه لا يشكيه ولا يبكيه بل يتعايش معه وفيه.
‏‎كم هو مؤلم.. أن لا يؤنسك في غمرات حزنك إلا حزنك.. تَبّاً له كم هو وَفِيّ.. ومهما يكن لا تحرم نفسك من جمال الحياة.. لأن أحدهم ظلمك أو خذلك أو ضايقك..أو خانك.. أو غادرك.. أو فارقك.. فلا أحد يستحق أن تخسر كل شيء من أجله.. وإن وجد من يستحق فهو لن يرضى أن تضر نفسك من أجله… ستجبرك الحياة لتعلمك أنها لا تقف على أحد… وأنك تستطيع أن تعيش مع الجميع أو مع البعض أو بدونهم جميعا.. فالحياة لا تنتظر أحدا ولا تتوقف من أجل أحد.. ستحزن لوحدك وستبقى وحدك تتألم بينما الجميع سيمضي لذلك الأجدر بك والأولى أن تعتق نفسك من عبودية الإنتظار ولا تقف على عتبة الماضي تستجدي عودة الراحلين.. فمن قوانين الكرامة أن تعيش وحيدا خير لك من العيش بديلا.. أن تستند على عصا أفضل من الإستناد على كتف لا يريدك.. فلا تجبر نفسك على أحد ولا تجبر أحدا عليك.. ولا تفعل المستحيل لشخص لا يفعل لك حتى الممكن.. ولا تخسر نفسك للحفاظ على مَن لا يأبه لغيابك ولا يهتم لفقدانك..
استمتع بحياتك قدر المستطاع ودلل نفسك.. فالعمر واحد وأغلى من أن تهدره خلف إنسان خاب فيه الظن أو خان الثقة أو خذل عند الحاجة إليه.. فلا تسمح لأي كان أن يجرك إلى عالم الأحزان ويسلبك حقك في الفرح والمرح.. في الابتسام والضحك.. فمهما خسرت هنالك دائما أشياء رائعة تستحق الحياة إلا إذا خسرت نفسك فلا شيء يعوضك مهما كسبت أخرين وربحت من آخرين…

م.إسماعيلي
2021/07/24

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبد الله ستوتي
    29/07/2021 at 17:10

    مع التقدير لفكرة المقال، أود ان اثير الانتباه إلى أمر ثابت مفاده أن الحزن من حيث التعريف حزن واحد إنما التوصيف بالراقي توصيف يفيده العقل، في حين أن التعاطيَ مع الحزن باعتباره مشاعر تنتاب المرء إذا فاته شيء مضى، ومنه حزن يعقوب على يوسف عليهما السلام:  » قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله » وهذا هو الحزن المشروع المقبول حين يتوجه به صاحبه إلى مفرج الأحزان، ودليل ذلك لجوء النبي الكريم إلى الله مستعيذا به من الحزن والهم لأنهما قرينان في قوله: » اللهم ىإني أعوذ بك من الهم والحزن » والهم هو شعور أيضا وقلق يصيب العبد على التفكير في شيء في المستقبل، أما الغمّ فهو شعور ينتاب الإنسان حين يعاين أمورا تقلقه. وجميعها: الحزن والهم والغم حين يصاب بها الإنسان إنما هي عنوان على ما يسمى بالتنازع الداخلي الذي لا يحاسَب عليه العبد ما دام حديثا بينه وبين نفسه وقد قال النبي (ص): » إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل به » بمعنى أن المرء لضعفه قد يحزن على ماض من أيامه جانب فيها الصواب واستسلم لأفكار وتصورات تبين له بعده التأمل والتفكير العميق أنها « حيّة تسعى » ليس لها أساس، فلما تيقظ بعد زمان وأبصر الطريق أصابه الحزن أو الغم، فإذا ركن إليهما تعقَّد وضعه وانهار أمله، لكن الوعي السليم والفهم الصحيح يصل بصاحبه إلى شاطئ يأمن فيه على نفسه، مادام الدين يمكّن من فتح صفحة جديدة في حياة المرء، وأتذكر هنا حزن عمر رضي الله عنه حين كانت تمر به لحظات من الماضي تثير نوازعه، حين كان يشرع في وأد وليدته ويهيل عليها التراب لأنها كانت من عادات الجاهلية، كان حين يتذكر هذا الفعل يصيبه حزن شديد فيذرف دموعا، لكنه يعلم أن تصحيح المسار بعزم ونية صادقة يهدم مرحلة مظلمة في حياة خاطئة.
    مع خالص التقددير
    ك. ر.
    أحد أصدقا اخيك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *