عزاء لنفسي أولا ثم لأولاده وأهله

أخي الغالي عبد المجيد بن مسعود لبيت اليوم الجمعة ( الخامس عسر من يناير)  نداء ربك الغفور الرحيم وآثرت لقاءه على ما في هذه الدنيا ومن فيها .

أخي العزيز أعلم والله هو العليم الحكيم أنك أعددت من الزاد ما يكفيك ويوصلك إلى منازل الجنة  وآخر ما أعدد من هذا الزاد حفظك سورة البقرة وعزمك على حفظ القرآن كله ورعايتك لأمك حتى آخر لحظة من حياتها، بل دفعت روحك وحياتك من أجلها وكنت بارا بها وأنت تعلم أن جزاء البر الجنة بلا ريب .

أخي الكريم لقد جمع الله لك من الصفات والخصال الحميدة  ما يقل اجتماعه في  الواحد منا . لقد   كنت غيورا على دينك وما رأيتك يوما ساخطا على أحد إلا بسبب تعديه على حرمة الله أو حرمة رسوله . منذ عرفتك ونحن تلاميذ وأنت تنفق وقتك وجهدك في الذود عن دينك وخدمته في الوقت الذي كنت أنا أجبن أحيانا وتخونني الإرادة  التي كنت أنت تملكها . أخي الحبيب قلمي عاجز عن أن يعبر عن أسمى صداقة جمعتنا في هذه الدنيا. وإنا بمراد الله سنجتمع من جديد في جنة عند مليك مقتدر  وتكتمل فرحتنا

 ما أوجعت قلبي يوما بكلمة، كنت لي ناصحا ومعينا على أمور دنياي تروي لا ما يوجعك ويحزنك من كلام الحاقدين على الإسلام وترد عليهم بالكلمة وبالكتابة وكنت تتنهد وتطلع النفس وتفرزه بقوة وأنت كلك أسف على ما يقال وتسمع عن الإسلام  من ترهات وأكاذيب ومن أباطيل.

إذا التقيت بمن يعرفني كان أول ما سألني عنه هو سي عبد المجيد  وقد يكون العكس صحيح  لما يعرف عنا من صداقة واخلاص يربطنا ويجمع بيننا منذ أن تعارفنا  .

أخي الحبيب موعدنا بإرادة الله الفردوس الأعلى بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وأمنيتنا أن يسقينا بيده المباركة فلا نظمأ بعد أبدا .

وإني لأسأل الله العلي العظيم  أن يلهم أهله وذويه وأبناءه الصبر ويعظم أجرهم في مصابنا  ولا نقول إلا ما يحب ربي ويريد  » إنا لله وإنا إليه راجعون »

أخي العزيز نم مستقرا فلن أراك بعد اليوم،  ولكن من متأكدا فلن أنساك وسأدعو لك ما حييت إلى أن ألقاك وما أعتقد ذلك إلا قريبا .