Home»National»من ذكريات زمان ساعي البريد « :الفاكتور »

من ذكريات زمان ساعي البريد « :الفاكتور »

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم :  عبد الرحمان أمقران
لازلنا نتذكر تلك اللحظات الجميلة التي كنا ايامها نقف على وجل وشوق وحيرة من أمرنا في الشارع او الزقاق الذي نسكن فيه ننتظر بكامل الشوق والشغف والحب ساعي البريد
« الفكتور » …….لعله يحمل لنا جديدا او خبرا أو رسالة من عند صديق أو قريب أو عزيز علينا………..بل كنا نحن الطلبة ننتظر التوصل بنتائجنا الدراسية الدورية………..نعم كنا حينما يناولنا ساعي البريد رسالة تتملكنا فرحة عارمة ممزوجة بارتباك نفسي عميق فنبدأ في فتح الرسالة بيدين مرتجفتين لا تقويان أحيانا على التركيز الجيد لأننا لم نكن ندرك ماقد يطلعنا عليه مضمون تلك الرسالة فتسبق إلى ذهنك توقعات
غريبة بين الفرح والحزن ومزيج بين ما تتمناه وما لاتتمناه
ان يكون مكتوبا…..وكلما وجدت في مضمون الخبر ما يفرحك كنت أسعد إنسان في العالم وتطير فرحا …..وكلما كان
العكس تصيبك نوبات من الحزن التي تجعل عينيك تذرفان
دموعا ساخنة على خديك……هكذا كان  » الفكتور » في متخيلنا
نعم إنه ذلك الإنسان الذي يطلعنا على أخبار من يعرفوننا
وأخبار نتائجنا الدراسية وكل معلومة تهمك من أي جهة كانت ….فساعي البريد يخبرك بواسطة إشعارات بوصول حوالات مالية أو باستدعاء لإجتياز مباراة مهنية او استدعاء
لغرض إداري ما……….إلخ……لقد كان لهذا الرجل دور اجتماعي محوري حتى اننا كنا نحبه ومن قوة حبنا له كنا نحترمه ونسلم عليه اينما التقيناه حتى ولو خارج اوقات عمله بل وكنا نكتب على ظرف الرسالة عبارة : » شكرا لساعي البريد »

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشـــــــــة أبو حفصـــــــــــــة .
    30/10/2020 at 23:37

    … نعم وبكل تأكيد كنا نكتب على ظهر الظرف البريدي ’’ شكرا ساعي البريد ’’ مع التمني بعدم ضياع الرسالة . كنا نحن محبوا المراسلة المكتوبة بخط اليد قبل ظهور هذا التطور التكنولوجي الهائل في الاتصال نبحث في الجرائد والمجلات على العناوين المنشورة من أجل تبادل الرسائل بيننا نحن عشاق المراسلات و التعارف . وكنا نقصد ألكتبي’ المراكشي’ بائع الكتب القديمة اطال الله في عمره ، لشراء الكتيب الخاص بالمراسلات وكنا نأخد منه مجموعة من العبارات نرسمها على مقدمة الرسائل، رسائل كانت تكتب بكل احترام خالية من العبارات الخادشة والفيديوهات المصورة وجملة – دوز / ي / بريفي – التي تقال للجنس الآخر بعد السلام في الشات أو عبر صفحات ’ الفيس ’. كما هو موجود الان . لازلت أتذكر تلك الأيام الجميلة الماضية التي غابت بدون رجعة والتي كانت تربطي بعد أشخاص سواء داخل بلدنا الحبيب أو خارجه . أيام لن تعود على الإطلاق . لازلت أتذكر كذلك انتظار ساعي البريد وخاصة من طرف العجائز اللواتي كن ينتظرن بفارغ الصبر الرسائل القادمة من الخارج . أتذكر أن ساعي البريد كان يخصص جزءا من وقته لقراءة هذه الرسائل وتفسيرها بالدارجة لكل واحدة كان لها ابن أو أخ بالخارج . لازلت أتذكر أن ساعي البريد هو من كان يصرف الحوالة المالية بالمنزل دون عناء الذهاب إلى المركز البريد لاستخلاصها وما يتطلبه ذلك من وثائق تبوتية . كما كان يحمل النتائج الدراسية عبر البريد وكنا ننتظره بفارغ الصبر لمعرفة النتائج . أما الكسالا فكانوا يحصلون على هذه الرسائل دون إظهارها إلى الأهل بدعوى ان الرسالة تم إهمالها أو عدم التوصل لتمر أمور العطلة بسلام إلى حين العودة إلى الدراسة ومعرفة النتائج .
    إن ارتباطي بالمراسلة المكتوبة بخط اليد لازال قائما لحد الساعة ، رغم هذا التقدم التكنولوجي الهائل الذي قفز الى إمكانية مشاهدة مخاطبك وعلى المباشر ، إما عبر الهاتف أو النت . قلت لازلت أكتب الرسائل لابنتي كأب مطلق . وكنت أرسل الرسائل المكتوبة عبر إدارة المدرسة الخاصة التي كانت تدرس بها ابنتي . وكنت أكتب بالخط الأحمر’ أمـــــــــانة ’ لتسلم لابنتي ولا ادري هل كانت رسائلي تسلم لابنتي أو لجهة ثانية الله هو وحده من يعلم لاني لم اتوصل ولو مرة بالرد …
    كانت هذه بعض الذكريات مع ساعي البريد الذي خصصت له أغنية شعبية قديمة مطلعها :
    هذا الفاكتور بشحال يعرف كيف ايدور*** وايجي الباب داري ويعمل براسوا ما قري *** وايقولي اواش افلانة انتي *** … هذا الفكتور .
    أقف عند هذا الحد وأشكر كاتب المقال الذي رجع بي الى هذا الزمن الجميل .
    السلام عليكم

    -عكاشـــــــــــــــــــــــ أبو حفصة ـــــــــــــــــــــة .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *