Home»National»تأملات

تأملات

0
Shares
PinterestGoogle+
[أفحسبتموا أنما خلقتكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ] (سورة المومنون آية 115-116-117-118)
أنوجه بهذه الآية مخاطبا عقل كل كافر جاحد منكر للبعث ورب البعث قبل قلبه، فهل من المنطقي والعقلي أن يخلق الله الإنسان ومن قبله وبعده الخلائق كلها لا لشيء أو لهدف إلا ليفنهم ويميتهم ويهلكهم عن بكرة أبيهم ويترك منهم أحدا ؟ ثم يعذبهم إن شاء ويسيمهم سوء العذاب، فأي منغعة له في كل هذا ؟ هل يعقل أن يكون كل هذا من أجل العبث بخلقه وإهماله وينتهي الأمر ؟ حتى الحمقى والصبيان لا يمكن أن يأتوا بمثل هذا الفعل .
إن الله سبحانه وتعالى خلق هذه الحياة وقدر فيها أقوتها وجعلها صالحة للحياة وسن لها قوانين تسير عليها للتستمر في الوجود ومن هذه القاوانين والنواميس النمو والتطور.إن الله سبحانه وتعالى خلقنا أطوار بعد أطوار فنحن ننموا ونتطور في هذا الوجود وكأننا نجري ونسبح لهدف معين وهو حياة كاملة ولكن لا بد من قطع مراحل قبل ذلك فنحن جينات تحمل كل خصائصنا وشخصيتنا التي تميزنا عن غيرنا ثم نحن بعد ذلك نطفة من ذكر وأنثى ثم بعد تطور معروف نصبح أجنة غير مكتملة ثم نكون طفلا لا يرى ،لا يسمع، لا يتكلم، لا يستنشق هواء ليس له شهيق ولا زفيرا … وربما تكون له بعض الأحاسيس والشعور ولكن المؤكد أنه حي يرزق فهذه حياة الإنسان في الرحم ولكن هل هذه حياة بالمعنى الإجابي ؟ وأي حياة للجنين وهو في ظلمات وليل دامس لا ينقشع مسجون لا حركة له فيها إلا الحركة التي تدل على أنه حي مقيد لا حرية له في الخروج أو البقاء أو التنقل إلا إذا أكمل فترة النموم والنماء، وبعد إتمام المدة المقدرة له يخرج إلى حياة مفروضة عليه قد تختلف قليلا عن تلك التي قضاها في الرحم من حيث الحركة والحرية والتفكيروالتفكر .. هو لم يخترها ولم يرغب فيها طبعا .ولكن على كل حال فهي أوسع من الأولى وأرحب فيها طعام وشراب وعطف وحب وحماية وملذات وأفراح قد يستفيد منها وقد لا يستفيد فيها آلام وأحزان ومرض وشيخوخة وعجز وجوع وجهل وظلم وقهر وحتقار ولكنها تبقى مع كل هذا حياة دونية، قصيرة، محدودة في الزمان والمكان تنتهي كتلك التي كانت من قبل في الرحم.

فهل يعقل وهل من المنطقي أن بعد كل هذا النمو وهذا التطور وبعد كل هذه التغيرات » يأتي ثم إنكم بعد ذلك لميتون » وينتهي كل شيء ؟ أليس ذا هو قمة العبث والإهمال وهل من المعقول أن الله بعد كل هذه التربية التي ربى بها خلقه، يحكم عليه بالفناء والنهاية المشؤمة التي لا حياة بعدها فأي حكمة من وراء كل هذا إذا لم تكن هناك حياة أوسع وأسعد ينتهي فيها كل مكروه وعذاب أليم وتتم فيها كل النعم ويتم للإنسان النماء والنمو ويكتمل ويأخذ كل مظاوم حقه من كل ظالم ويتحقق فيها العدل المطلق ويسعد فيها الإنسان. إن الموت محطة وقنطرة لا بد من تجاوزها لننتقل إلى حياة أخروية غير الحياة الدنيا المرة التي نحن فيها. لا يعرف فيها الموت إلا الموتتة الأولى وتنتهي فيها كل الأوجاع التي صاحبت الإنسان في حياة الرحم وبعد خروجه من الرحم. بعد أن تبرئه محكمة العدل اإلاهي ويؤدي ماعليه ويأخذ ما له. فالبعث إذن ضروري ليحقق الله عدله فآمنوا أو لا تومنوا فإنما أنا لكم نذير . إن العث حق وضروري لتحقيق العدل المطلق الكاملوإلا فالحياة عبث والموت عبث وهدا مطلقا لا يجوز في حقه تعالى

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *