رمضان مصباح الادريسي

لِمنِ الرِّثاءُ وقدْ سرَى لِمدافن ٍ
مُتنكِّرا لأحِبةٍ ومُشايِعٍ

ولِمنْ تنوحُ يمامةُ بخَمائلٍ
فقدت أحبتها وأنس مَجامع

خَطف الوباءُ أحِبَّة بمرابِعٍ
وفَشا خبيثَ مقاصدٍ ومَنازِعٍ

غدر الزمانُ بهم وبدَّد حُلمَهم
ورماهُم بِسهامِه وقواطِعٍ

فَإلاَمَ فيضُ بُكائنا لِمقابرٍ
هُجِرت وصُدَّ عزاؤُنا بِذَرائِعٍ

رُفِعتْ أكُفُّ ضَراعةٍ وتَرحُّم
لفقِيدنا وحبِيبنا بِمدامِعٍ

ولَثَأْرُنا بِصُمودنا بِمَرابضٍ
طلَبًا لِصَفْدِ وَبائنا بِموانِعٍ

لِيَجِفَّ فيهِ نسِيغُه ولَواصقٌ
ويُسامَ قَطْعَ سلاسِل بِنواقِع

فهو المُقاتلُ خِلسَةً وتَخَذُّلاً
وهو المُغير بِسُمِّه ولَواسِعٍ

وهو المُخرب للحَضارة والمُنى
عبَثا بِلا هدَفٍ ولا مُسْتنْفِعٍ

إلاَّ إذا حظِي الوباءُ بِمَولِد ٍ
وبوالدين بأخْبَثَيْنِ رَعارِعٍ

قَسَمًا يحيقُ نَكالُهم بِبِلادِهم
وبقلبِهم كَمَدٌ ورُعْبُ مَصارِعٍ

قسما يُبدَّدُ كيدُهُم بِصواعقٍ
فتراهُمُ ذُلُلاً لِكل مُقارعٍ

فغَدًا لناظِرة قريبُ وِفادَةٍ
وبِه تُصانُ مكارمٌ بِلَوامِعٍ

وغدا تُعاد عَوالمٌ لِسلامِها
فتَرى سِباع عَرِينِها كيَرابِعٍ
القاموس: رعارع:جبناء. الأخبثان:القلب واللسان