Home»National»رسالة مفتوحة إلى المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية رؤساء وأعضاء

رسالة مفتوحة إلى المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية رؤساء وأعضاء

0
Shares
PinterestGoogle+

رسالة مفتوحة إلى المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية رؤساء وأعضاء

محمد شركي

بداية استسمحكم معشر العلماء الأفاضل على توجيه هذه الرسالة المفتوحة إليكم، وأرجو ألا يفهم منها أكثر من كون صاحبها نال منه شطط الوزارة الوصية على الشأن الديني، فمنع من مزاولة الخطابة وقد زوالها لأكثر من عقدين .

وإن الذين شجعني على توجيه هذه الرسالة إليكم هو قناعتي الراسخة بأنكم أهل علم تزنون الأمور به ، وأنكم في مقام وراثة النبوة ، وهي مرتبة لا تضاهيها مرتبة . ولا شك أن رأيكم في قرار عزلي  سيكون مؤسسا على علم  وليس فيه جور أو حيف أو انسياق مع هوى لأنكم أهل أمانة قلدكم الله عز وجل إياها .

وإني إذا ما كنت مستاء من قرار الوزارة الوصية التي دأبت على عزل الخطباء دون استشارتكم معتمدة على جهات أخرى  ليست في عير ولا نفير  ، فإن قرارها إن صح في نظركم رضيت به  وسلمت تسليما .

 معشر السادة الأفاضل لقد تناولت في خطبتي موضوع عبادة الصلاة  التي هي صلة يومية بين الخالق سبحانه وتعالى وبين العباد لمناجاته وسؤاله واستغفاره …، وذكرت ما خصها به عز وجل من تعظيم وتقديس تجلى في تعيين أدائها بخير بقاع الأرض وهي المساجد التي نسبها لذاته  جل في علاه ،وجعلها بيوته ، ورفع من شأن ثلاثة منها هي المسجد الحرام، والمسجد النبوي ،والمسجد الأقصى، وآية رفعتها ما خص به المصلون فيها من أجر يفوق أجر الصلاة في غيرها أضعافا مضاعفة ، فضلا عن كونها تشد إليها الرحال ، وهي بقاع طاهرة صلى فيها الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهي فوق هذا وذاك رموز إسلامية عليها مدار كرامة الأمة الإسلامية.وفي سياق حديثي عن المسجد الأقصى المبارك ذكرت ما يتهدده من خطر التهويد منذ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ، وهو خطر اشتد بسبب ما سمي صفقة القرن . وذكرت أن هذا المسجد عبارة عن وقف إسلامي تقع مسؤولية حمايته والدفاع عنه على الأمة الإسلامية عموما وعلى ولاة أمورها خصوصا . وذكرت بعد ذلك ما وصف به الله عز وجل اليهود في القرآن الكريم من صفات تجعل الثقة مفقودة فيهم ، والتعاقد معهم غير مأمون العواقب .

معشر السادة العلماء الأجلاء أستحلفكم بالله العظيم الذي قلّدكم أمانة العلم هل في هذا الذي ذكرت ما يستوجب أن توقفني الوزارة الوصية عن الخطابة ؟ أليس الخطباء كلما حلت ذكرى الإسراء والمعراج توجه إليهم  هذه الوزارة مذكرات تطلب منهم تناول هذه المناسبة في خطبهم ، وفي تناولها يذكرون ما يتهدد المسجد الأقصى من خطر التهويد وهو الذي سبق إحراقه ؟

فما الذي جدّ معشر العلماء الأفاضل، فصار الحديث عن خطر تهويد المسجد الأقصى أمرا ممنوعا يستوجب توقيف من يتطرق إليه من الخطباء ؟

وهل يعتبر تذكير ولاة الأمور بمسؤولية حماية المسجد الأقصى عتابا لهم كما جاء في الاستفسار الذي وجه إلي ليؤسس عليه قرار توقيفي ؟ ألم يكن ولاة أمور المسلمين عبر التاريخ الإسلامي يستنصحون  الخاصة ويرضون حتى بنصح العامة أحيانا ؟ أليست النصحية  في دين الإسلام لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ؟  وهل ولاة أمور المسلمين  لهم العصمة وهم فوق العتاب ؟ ألم يحمد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  رضي الله عنه الله عز وجل أن أصابت امرأة وأخطأ هو ؟ ولم يعتبر ذلك عتابا يستوجب العقاب ؟ ألم يجهر أحد الحضور بالقول في حضرة أمير المؤمنين الصديق رضي الله عنه بأنه لو حاد عن الحق لقوّم بالسيف ، ولم يعتبر ذلك عتابا ولا تهديدا ،ولم يضق به الصديق ذرعا ؟

ألم نسمع منكم يا معشر العلماء الأفاضل هذه الأخبار وغيرها  ، وأنتم تفصلون فيها القول تفصيلا ؟

معشر العلماء الأفاضل وفيكم جهابذة لهم صولات وجولات في العلم ، ولا يتعلق بغبارهم أحد إلا  أن الوزارة الوصية دأبت على عدم استشارتكم  في أمر عزل الخطباء ، علما بأنكم أنتم أهل الحل والعقد ، وأنتم من يزكيهم أو يبطل تزكيتهم إلا أنها استأثرت بهذه المهمة، وفي ذلكم تجاوز لاختصاصكم ، وتجاسر عليكم .

وإني قد وجهت إليكم هذه الرسالة المفتوحة عسى أن يكون حدث عزلي ومن عزل قبلي  سببا في مراجعة وتصحيح إجراء عزل الخطباء ، ولن يكون ذلك إلا بعودة هذا القرار إليكم لما عندكم من سلطة علمية يلزم الوزارة احترامها .

معشر العلماء الأفاضل مرة أخرى أكرر إذا رأيتم أن القرار الذي اتخذته الوزارة في حقي مشروع ، فما عليّ إلا التسليم وأنا راض به كل الرضا لأنني مأمور شرعا بطاعة الله عز وجل وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعة أولي الأمر وأنتم منهم .

وإذا رأيتم معشر الأفاضل أنني قد ظلمت وجارت علي الوزارة، فواجبكم كعلماء أن تنصروا المظلوم ، ولا يجزىء عن نصرته الأسف لأن المظالم لا تواجه بالأسف .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين آمين ، والحمد لله الذي لا يحمد سواه من منع من الخطابة ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *