عدوى المظاهرات والحراكات الشعبية والجماهيرية ضد الأنظمة الفاسدة تنتشر كالنار في الهشيم …

سفيان مرجع
الا يمكن اعتبار ما يقع اليوم في كل أنحاء العالم من مظاهرات زاحتجاجات وحراكات جماهيرية ، بمثابة حرب عالمية من نوع آخر، نعم، حرب عالمية ثالثه لكنها ليست بالأسلحة بين الدول و التحالفات ، بل هي حرب بين الشعوب من جهة والأنظمة و الحكومات من جهة اخرى ، يكفيك جولة عبر مختلف قنوات الأخبار العالمية، و ستلاحظ أن العالم في حرب مفتوحة على كل الاحتمالات بين شعوب العديد من الدول وانظمتها ، بل هي ايضا حربا دموية …بسقوط العديد من القتلى والجرحى جراء التدخلات العسكرية او البوليسية
عصيان مدني في التشيلي ومطالبة الشعب بالإصلاح و معالجة الأوضاع الإقتصادية الهشة في بلد غني بثرواته؛
مظاهرات و إشتباكات بين المواطنين و قوات الشرطة في هونغ كونغ؛
الملايين تطالب بإصلاح جذري في الجزائرباجراء انتخابات حرة ونزيهة وديموقراطية
بالعراق …المتظاهرون يطالبون برحيل نظام لم يستطع توفير ادنى شروط العيش الكريم …و يتعرضون لكل انواع القمع بما في ذلك استعمال الرصاص الحي لقمع المظاهرات من طرف العسكر
شوارع لبنان تشتعل هي الأخرى بحراك جماهيري يطالب بحياة كريمة …ونبذ كل السلوكات الطائفية
مظاهرات ضخمة توجهت إلى مطار برشلونة تقليدا لما حدث في هونغ كونغ؛
مطالبة الشعب الإكوادوري بإلغاء التقشف و إقتحام للبرلمان و إغلاق الطرقات؛
مصر تتحرك ضد السيسي تفاعلا مع فيديوهات رجل الأعمال المصري محمد علي؛
الشعب اليمني يتظاهر ضد قوات الإمارات و السعودية و يطالبون بخروجهم من أرضهم؛
هذا كل ما تدكرته من خلال جولتي الصباحية بين قنوات الأخبار العربية و الأوروبية.
إذا، هل من قاسم مشترك لهذه المظاهرات والحراكات والمسيرات التي تغزوا العالم؟ ما الأسباب التي جعلت الشعوب تنتفض في وجه انظمتها وحكوماتها و سياسييها ؟ و في هذا الوقت بالضبط و كأنها تنسق فيما بينها، أو تسير بلوحة إليكترونية واحدة من طرف شخص ما
و تفاديا لانتقال العدوى الى بلدنا وتكرار سيناريوهات ما يقع اليوم في أقطار العالم، يبقى السؤال الموجه لحكومتنا والذي لن يجرؤ برلمانيونا على طرحه عليها تحت قبة البرلمان :
ما هي الإجراءات الإستباقية والإصلاحات الجذرية التي تعتزم الحكومة القيام بها من أجل تخفيف مختلف الضغوطات التي يعيشها المواطن المغربي و يتخبط فيها؟
إن كنتم غير قادرين على ذالك، فهل أنتم في مستوى المسؤولية و ثقة الشعب و الملك حتى تقدموا إستقالتكم دون أن يطالبكم بها الشعب المغربي ؟
فلا قدر الله اذا خرج الشارع المغربي ضدكم، ما هي سيناريوهات تدبير الأزمة و كيفية التجاوب مع مطالب الشعب؟ هل بالعنف؟ أم بالتفاعل الإجابي؟ أم بالإستقالة؟
و في الأخير، نتمنى لبلدنا الأمن و السلم و الأمان، و أن يكون حراك الشعب المغربي بطريقة ذكية، ألا و هي معاقبة الطبقة السياسية الفاسدة بالمشاركة في الإنتخابات القادمة بكثافة سواءا بالترشح أو بالتصويت، و أول خطوة يجب العمل بها هي أن يقوم كل واحد منا بتحسيس أقاربه و أصدقائه و تأطيرهم من أجل إسماع صوتهم و التوجه لصناديق الإقتراع و حسن إختيار ممثليهم بكل نزاهة ومسؤولية ، وبذلك حتما ستتغير موازين القوة بين المواطنين و السياسيين الفاسدين و يصبح السياسي المواطن الصالح و المصلح هو من يمثلنا و يصلح شؤوننا.




Aucun commentaire