Home»National»مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 29 ـ من وقائع سنة 1980: عشاء جماعي لاستحضار أحداث فاس 1977

مذكرات الاستاذ الجامعي بنيونس المرزوقي : الارتسامة رقم 29 ـ من وقائع سنة 1980: عشاء جماعي لاستحضار أحداث فاس 1977

0
Shares
PinterestGoogle+
 

الارتسامة رقم 29
(ملاحظة: الترقيم بدأ من رقم 40 بشكل تنازلي للوصول إلى رقم 1)
من وقائع سنة 1980: عشاء جماعي لاستحضار أحداث فاس 1977

تعمقت العلاقات بيننا كأساتذة بكلية الحقوق.. فقمنا ببرمجة عشاء جماعي لكل الطلبة السابقين بجامعة فاس عموما.. وبكلية الحقوق خصوصا..
كان اللقاء فرصة استحضرنا من خلالها أحداثا أليمة عاشتها فاس سنة 1977..
سنة محاولة الطلبة الاستقلاليين إيجاد موقع قدم بالجامعية..
أحضروا الأستاذ عبد الكريم غلاب لإلقاء محاضرة باسم « الاتحاد العام لطلبة المغرب »..
قبل بداية اللقاء بلحظات كان المدرج « محتلا » منا كطلبة « الاتحاد الوطني لطلبة المغرب »..
احتراما لمكانة عبد الكريم غلاب.. صاحب كتاب « دفنا الماضي ».. اقترحنا عليه أن يُلقي محاضرته باسم الاتحاد الوطني وليس الاتحاد العام..
رفض ذلك.. وبقي صامدا في المنصة تقريبا إلى غاية منتصف الليل..
توتر الجو.. فتم إحضار الأمن.. وتم تشتيتنا بالقوة..
كانت ليلة الدماء..
والغريب أن الطلبة الاستقلاليين بقوا في المدرج إلى أن تم إخلاءه من طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.. واستمعوا إلى ا لمحاضرة..
في الغد تطورت الأمور بسرعة..
سيارة بجانب الحي الجامعي مليئة بالعصي.. أشخاص لا علاقة لهم بالدراسة يجولون بالكلية..
هجوم مفاجئ على الطلبة بالعصي.. تبادل الضرب والجرح..
إحراق السيارة المشبوهة.. تدخل الأمن.. اختلاط الحابل بالنابل..
إلقاء القبض على مسؤول استقلالي.. محاكمته جماهيريا.. تسليمه رمزيا للشرطة المرابطة أمام الحي الجامعي..

استحضارنا لهذه الأحداث تم وسط مناقشات جماعية.. وأحيانا ثنائية..

الحديث عن نهاية سنة 1980 فرصة للتذكير بوقائع ذات دلالة..
وإن كانت وقائع يختلط فيها الشخصي بالموضوعي..
تزايدت العلاقات بيننا كأساتذة في كلية الحقوق..
وكان لكل منا ارتباطاته مع رفاق أو أصدقاء من خارج الكلية..
انتبهنا بسرعة إلى أنه لنا رفاق أو أصدقاء مشتركين..
أثار انتباهنا أيضا افتتاح فندق جديد في وجدة..
كان في حينه تحفة.. وهو اليوم يكاد يكون خرابا..
قررنا تكوين لجنة تنظيمية لعقد لقاء بين كل من درسوا بجامعة فاس بصفة عامة.. وبكلية الحقوق بصفة خاصة..
قمنا بكل الاتصالات اللازمة.. في زمن لم يكن فيه حتى الهاتف الثابت مُتاحا..
جمعنا مساهمات كل مدعو.. وقررنا كراء قاعة كبيرة بالفندق المذكور من أجل إعادة ربط الصلة.. في شكل حفل عشاء جماعي..

كان ذلك ليلة 7 يونيو 1980..
وكان الحضور متنوعا..
وهو ما جعلني أتوجس خوفا.. لماذا سنجمع الكل في جلسة واحدة؟؟
كانت مشكلتي ليس مع أعضاء هيئة ا لتدريس.. ولكن كانت لدي آنذاك قناعات غير واضحة الملامح..
كنت أعتبر أن حضور رفاقنا أو أصدقائنا العاملين بوزارة الداخلية سيجعلنا محط أنظار الجميع.. في وقت كنت فيه أعتبر أن العمل « السري » في إطار 23 مارس يفرض عدم التعرض للعلانية..
والمشكلة الكبرى..
هي أنه من بين أصدقاءنا كان هناك من اجتاز الخدمة العسكرية..
وكان رائجا آنذاك أنه يتم « غسل الدماغ » ههههههههه
بل كنا نعتقد أنهم ربما مُسلحين.. هههههههههه
المهم.. الأمور « دازت » بخير..

حضر من كلية الحقوق كل من الحسين بلحساني.. إنفاذ لحبيب.. محمد أزواغ.. محمد شكري.. عبد الهادي الصبابي..
وكان لنا أصدقاء أساتذة في السلك الثاني.. أذكر خاصة سعيد الزريوحي أستاذ اللغة الإسبانية..
وكان لنا أصدقاء ولجوا سلك وزارة الداخلية.. كان على رأسهم ولد الحاج محمد.. كان آنذاك قائدا بأحواز وجدة سيدي يحيى..
وكان لنا أصدقاء ولجوا الوظيفة العمومية.. إما بكلية الحقوق (امحمد المزواري).. وإما بكلية الآداب (أحمد الورياشي).. وإما كمقتصدين بالداخليات (أحمد الزاوي)..
حضر اللقاء معنا أيضا كل من عبد القادر العذري.. عبد الرحمان أوسامة.. عمي علي.. والحاج مسعود.

المهم كما قلت الأمور « دازت » بخير..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.