Home»International»مطالبون بملاءمة تشريعاتنا الوطنية مع الاتفاقيات الدولية ولكن ؟؟؟؟؟

مطالبون بملاءمة تشريعاتنا الوطنية مع الاتفاقيات الدولية ولكن ؟؟؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ان المنتظم الدولي يصبو الى احترام الاتفاقيات التي تتعامل مع الأوضاع التي تمس حقوق الاتسان المستمدة من قيم سامية منبثقة عن شرائع سماوية نزلت رحمة للبشرية بهدف تكريم الانسان وتهذيب النفوس وإحقاق السلام العادل لكافة البشر ، وجاء القانون للتعبير عن هذه القيم بلغة قانونية تفرض الالتزام على الدول الأطراف في الاتفاقيات المكونة له ، وبمقتضاها تلتزم باتخاذ التدابير للالتزام بها من خلال التشريعات او الاجراءات او السياسات او البنية الاساسية ، لكن بقدر ما اسيل الكثير من الحبر لتعظيم هذه الاتفاقيات و حرص المجتمع الدولي على محاسبة من ينتهكها من الضعاف ، بقدر ما نشهد انتهاكات جسيمة من طرف من لا رقيب ولا حسيب عليهم ، من منا لا يستشهد بما وقع ويقع في فلسطين والعديد من الدول التي يكابد مواطنوها الالام ومختلف أشكال التنكيل والتقتيل ومختلف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، ولما جاءت به اتفاقيات القانون الدولي الانساني ،يطالبوننا بالتمسك بالقانون وبالشرعية في مواجهة الانتهاكات حتى لا يتم التخلي عن قانون صاغته إرادة المجتمع الدولي وأنيط بها تطبيق احكامه ، ؟يحاسبوننا على استرجاع حقوقنا ويعتبرون الامر انتهاكا ، ويعتبروننا جحيما للانسانية تكريسا لقاعدة الضعيف حجته ضعيفة ، فهل سنسلم بعودة شريعة الغاب وسيادة منطق القوة الامر الذي يهدد كل قيمة لهذه الرحلة الطويلة التي قطعتها البشرية من اجل الارتقاء بمنظومتي حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني ، والدعوة الى تشجيع المنتهكين للتمادي في تجاوزاتهم وانكار حقوق المعتدى عليهم ؟متى يرجح الأقوياء كفة القانون ويغلبون الخير في صراعه الابدي مع الشر ؟ام ان هذه المواثيق والاجهزة الاممية هي عصا غليظة في يد الأقوياء لجلد الضعفاء ؟ ما جدوى صياغة القوانين والمواثيق اذا كان واقع الحال يصدح بعدم احترام مقتضياتها ؟ ما الفائدة ان كنا مطالبين بملاءمة تشريعاتنا الوطنية مع الاتفاقيات الدولية اذا كانت هذه المواثيق نفسها لم توضع الا لتخرق وعاجزة عن ردع المتجاوزين بل لا تثار الا لتخويف وابتزاز الضعاف من الشعوب ، بما ينذر بتقهقر النزعة الانسانية وخيانة لتاريخ البشرية وكما قال جورج سانتيانا اذا لم نستطع ان نتعلم من دروس الماضي ونتوقف عن التمادي في اعفاء الجرائم الدولية من العقاب فإننا نكرر نفس الأخطاء وسنعاني من نتائجها .
سليمة فراجي – محامية – نائبة برلمانية سابقة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *