نعمة كهربة القطاع القروي تتحول إلى نقمة بالنسبة لقرى سيدي بوهرية ورسلان ومنطقة بورديم القريبة من مدينة العيون الشرقية وغيرها من الدواوير المجاورة

نعمة كهربة القطاع القروي تتحول إلى نقمة بالنسبة لقرى سيدي بوهرية ورسلان ومنطقة بورديم القريبة من مدينة العيون الشرقية وغيرها من الدواوير المجاورة
محمد شركي
زرت اليوم قرية تافوغالت التي دأبت على زيارتها بين الحين والآخر ، وقصدت متجرا من متاجرها لاقتناء بعض الحاجيات ، وصادفت حديثا دار بين رب المتجر وأحد الزبناء بخصوص فواتير الكهرباء المرتفعة ، والتي كثرت شكوى ساكنة الجهة الشرقية عموما من ارتفاع تكلفتها مع بداية فصل الخريف حيث يحتسب المكتب الوطني للكهرباء مطلعه استهلاك أشهر الصيف التي يكثر فيها استعمال الطاقة ، وذلك من خلال الجمع بين استهلاك أكثر من شهر واحد بغرض إيقاع المستهلكين المتعمد في أقصى درجات الاستهلاك التي ترفع من قيمة الفواتير بشكل كبير، علما بأن هذا المكتب لا يقوم بحساب الاستهلاك بانتظام كل شهر بل يعتمد على مجرد تقدير الاستهلاك شهرا ويحسبه الشهر الذي يليه ، وله في هذه الطريقة مآرب منها التقليل من مصاريف المستخدمين فضلا عن التحايل على المستهلكين لابتزازهم وتغريمهم . ولما أخبرت التاجر أن مجموعة من ساكنة مدينة وجدة نظمت تظاهرات أمام إدارة المكتب الوطني للكهرباء تأسف لكون ساكنة قرية تافوغالت وما جاورها لا يرقى وعيهم إلى وعي ساكنة مدينة وجدة مع أن ساكنة علما بأن قرى مجاورة لقرية تافوغالت كقرية سيدي بوهورية ، وقرية رسلان ، ومنطقة واد بورديم المجاورة لمدينة العيون الشرقية تعاني من مشكل اقتناء بطاقات تعبئة عدادات الكهرباء ، ذلك أن سكان هذه المناطق يضطرون إلى السفر إلى قرية أكليم البعيدة عنهم من أجل اقتناء تلك البطاقات، الشيء الذي يكلفهم ذهابا وإيابا مبلغ 75 درهما ،وهو ثمن اقتناء البطاقة الواحدة مما يعني أنهم يؤدون ثمن البطاقة الواحدة مضاعفا بسبب التنقل بعيدا للحصول عليها . وكان من المفروض أن تكون إدارة المكتب الوطني للكهرباء قريبة من مواطني هذه القرى لأنهم مواطنون كغيرهم في كل ربوع الوطن علما بأن تقريب الإدارة من المواطنين شعار يرفعه المغرب ولكنه مع الأسف مجرد حبر على ورق بالنسبة لإدارة المكتب الوطني للكهرباء . ولا ندري هل كان سبب إعفاء المدير العام لهذا المكتب بسبب مثل هذا التدبير المتعسف في منطقة الريف . وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من رد الاعتبار لسكان هذه القرى والدواوير في الجهة الشرقية ، وتقريب إدارة المكتب المكلف بتوزيع الكهرباء منهم لوضع حد لما يجدونه من مشقة وعناء في اقتناء البطاقات ، وما ينفقونه من كلفة السفر من مناطقهم إلى قرية أكليم .
ونأمل أن تعرف المنابر الإعلامية في الجهة الشرقية بمعاناة هؤلاء المواطنين ومعظمهم من الطبقة الهشة والذين لا يملكون الجرأة على رفع أصواتهم بالاحتجاج والتظاهر والتعبير عن غضبهم مما يلحقهم من إهانة سببها تقصير الجهة المسؤولة عن إمدادهم بالكهرباء . وإذا كانت ساكنة هذه المناطق قد استبشرت خيرا بسياسة كهربة المناطق القروية، واعتبرت ذلك نعمة ، فإن هذه النعمة قد انقلبت إلى نقمة .
وأ خيرا نأمل أن تصل معاناة هذه الساكنة البائسة إلى علم السدة العالية بالله عسى الله أن يجعل لهم مخرجا من العنت الذي يسببه لهم المكتب الوطني للكهرباء. والله ولي من لا ولي له .





Aucun commentaire