Home»National»سوق سيدي عبد الوهاب بوجدة يتحول في شهر الصيام إلى وكر للصوص الذين تمتد أيديهم الآثمة إلى جيوب وحقائب المواطنين

سوق سيدي عبد الوهاب بوجدة يتحول في شهر الصيام إلى وكر للصوص الذين تمتد أيديهم الآثمة إلى جيوب وحقائب المواطنين

0
Shares
PinterestGoogle+

سوق سيدي عبد الوهاب بوجدة يتحول  في شهر الصيام إلى وكر للصوص الذين تمتد أيديهم الآثمة إلى جيوب وحقائب المواطنين

محمد شركي

من المعلوم أن سوق سيدي عبد الوهاب، ونقصد به الساحة وما خلف سور المدينة القديمة كان دائما  مجال تحرك اللصوص إلا أن لصوصية هؤلاء تزداد شراسة بحلول شهر الصيام الذي هو  في الحقيقة شهر إقبال على الخير وإحجام عن الشر  إلى جانب الإمساك عن شهوتي البطن والفرج وهو ما يحقق السمو الروحي للصائمين ،ويجعلهم في وضع ملائكي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس على الأقل . ومع أن الشهر الكريم تصفد فيه الشياطين ومردة الجن إلا أن مردة اللصوص تظل حرة طليقة في هذه السوق تعيث فيها فسادا ، وتعتدي على  المواطنين وتسلبهم أموالهم وحاجاتهم إما بالانتشال سرا أو بالعنف والتهديد  علنا وفي واضحة النهار . ولقد كنت دائما أسمع بعض الأصدقاء يقصون حكايات عن سرقة هواتفهم المحمولة انتشالا في هذه السوق عند الزحام  ، وكنت أستغرب ما يحصل لهم من سهو إلى درجة اقتحام  جيوبهم وسلب هواتفهم  منها وهم لا يشعرون إلا أنني يوم أمس كنت ضحية عملية انتشال،  فقدت خلالها هاتفي الخلوي،  وهو لحسن الحظ  من النوع البسيط الذي لا يسمن ولا يغني من جوع حيث خضت السوق وقد كثر زحامها بعباءة يسهل على النشالين اقتحام جيوبها وقد فغرت فاها . ولو أن من سرق هاتفي سألني أن أعطيه إياه لما ترددت لحظة في ذلك ،ولكان  ذلك أحسن له من أن  يبوء بإثم في شهر فضيل  يجازى الإثم والشر  فيه أضعافا  كما يجازى الخير . ولئن طوعت له نفسه مد يده إلى جيبي اليوم، فإنه غدا يوم العرض على الله عز وجل لا يفتدي من إثمه ولو عرض علي الدنيا بحذافيرها  عوضا لما سلبه مني ، ليس استكثارا مني لقيمة هاتف في حكم سقط المتاع، ولكن لحرمة وقدسية شهر إذا أهل علينا  ينادي مناد : ( يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ) كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن من انتشل هاتفي ضيع على نفسه فرصة  العتق من النار التي يعطيها الله عز وجل للناس كل يوم من أيام رمضان المعدودات . ولو سألني النشال  ثمن ما سأجدد به رقاقة هاتفي المسروق والذي سيصرف  لوكالة اتصالات المغرب  بذريعة فاقة به أو حاجة لما ترددت في صرفه له عن طيب خاطر محتسبا أجره عند الله عز وجل، ولكنه لشقاوته  أبى إلا ابتزازي  في غفلة مني و سلمني ضحية للوكالة  وليس معي دليل ولا حجة على أن رقاقتي سرقت ، ولا يوجد في قوانين هذه الوكالة  ما يعفي  تعرض للسرقة  من دفع ثمن الرقاقة مرة أخرى، علما بأنه لا يوجد عاقل  يتعمد إتلاف  أو تضييع  رقاقته وقد خزن فيها أرقاما ومعلومات ثم يصرف مبلغا  آخر لاستعادتها  . ولا شك أن سرقة الهواتف المحمولة  إلى جانب كونها عملية غصب وغلول بالنسبة للصوص ، فإنها أيضا  عملية غلول بالنسبة لوكالات اتصالات المغرب التي لا تسلم زبناءها  تأمينا على رقاقاتهم حين يقتنونها أول مرة في حال ضياعها أو سرقتها خصوصا مع غياب ما يسمى جمعيات أو هيئات حماية المستهلك الذي يستهلك  ـ بفتح وضم باء المضارعة ـ . ومما جعل سرقة الهواتف المحمولة  منتشرة هو إقبال المشتغلين على تجارتها باقتناء المسروق منها وهو حرام في دين الإسلام إذ يعتبر من يشتري المسروق لصا كسارقه في الإثم والعدوان . ولا يوجد قانون يضبط  هذه التجارة التي يختلط فيها الحلال بالحرام . وأذكر ذات يوم كيف استوقفني شاب عريض المنكبين عند باب منزلي يعرض علي شراء هاتف محمول من النوع الجيد  الثمين ، وهو يلح علي في ذلك حتى انتهى إلى عرضه بأبخس ثمن ،ومعلوم أنه من ملك شيئا  دون جهد أو تعب هان عليه أن يسلمه بثمن بخس لأنه  لص لا يقدر جهد وتعب مالكه . ولا يستطيع تجار الهواتف المحمولة الذين يقتنون المستعمل منها أن يزعموا أنهم يتحرون في شرائها الحلال إلا من رحم الله بل أغلبهم لا يعنيه سوى الربح اليسير الذي يجعل المسروق من هذه الهواتف بخس الثمن عند الشراء وباهظ الثمن عند البيع . وموازاة مع عملية انتشال هذه الهواتف من الجيوب في هذه السوق وغيرها من الأسواق توجد عصابات من اللصوص المتخصصة في سرقتها على متن الدراجات النارية حيث يردف لص لصا مثله خلفه، فيسطو أحدهما  على الهواتف في حال استعمال أصحابها لها ثم تنطلق الدراجات النارية كالريح تاركة وراءها ضحايا غالبيتهم من الجنس اللطيف  أو كبار السنة الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . ومع حرص الناس على اقتناء أحدث أنواع هذه الهواتف يزداد نهم اللصوص وتزداد شراستهم ، فيصاحب عندهم العنف السرقة ، ويعاني الضحايا من ضياع هواتفهم  ومن العنف الذي قد يخلف عاهات أو خدوش على مستوى الوجوه لأن اللصوص يتحولون إلى حيوانات كاسرة لا تعرف الرحمة .

ونعود إلى سوق سيدي عبد الوهاب التي تكتظ بالمتسوقين خصوصا في شهر رمضان لنتساءل  هل يوجد حرس وعسس يترصد اللصوص ومن المفروض ألا يخفى أمرهم على الأمن ؟ ألا يمكن أن يتسلل هذا الحرس أو العسس وسط المتسوقين دون أن يعلم بأمرهم للإيقاع باللصوص وهم لا يشعرون ؟  والمؤسف حين يذكر حكم الله عز وجل في السارق يقوم قيامة البعض ولا تقعد ، ويرون في قطع يد السارق الآثمة اعتداء على حقوق الإنسان، وكأن الذين تسرق أموالهم وحاجاتهم حيونات لا حق لها . ومما يؤسف له حقا أن  تستباح جيوب وحقائب المسلمين  من طرق اللصوص في شهر فضيل هو شهر الرحمة والبركة الذي ينتهي بعتق الأخيار من النار ، وولوج الأشرار إليها . والشقي من ضيع على نفسه فرصة العتق من النار . وأخيرا نقول للمسؤولين وهم الذين يعنيهم تغيير المنكر بأيديهم إذا لم تحظ حرمة المواطنين باهتمامكم فلا تفوتنكم فرصة صيانة حرمة شهر الصيام من تجاسر اللصوص عليها .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *