Home»International»ترامب عبث بالخليجيين فجعلهم يرمون بعضهم البعض بدعم وتمويل الإرهاب ليوقعهم جميعا في شراكه

ترامب عبث بالخليجيين فجعلهم يرمون بعضهم البعض بدعم وتمويل الإرهاب ليوقعهم جميعا في شراكه

0
Shares
PinterestGoogle+

ترامب عبث بالخليجيين فجعلهم يرمون بعضهم البعض بدعم  وتمويل الإرهاب  ليوقعهم جميعا في شراكه

محمد شركي

لقد كشفت أزمة دول مجلس التعاون الخليجي أن هذا الكيان أوهن من بيت عنكبوت بالرغم حجم ثرواته النفطية وأرصدته المالية . وكان من المفروض أن يكون هذا الكيان مستعصيا على الاختراق بسبب وزنه المالي الذي يمكنه من ردع كل عدوان عليه مهما كان إلا أنه مع شديد الأسف انهار فجأة أمام الإدارة الأمريكية التي ابتزته ماديا ومعنويا، ذلك أن الرئيس ترامب هدد أمراء الخليج إن هم لم يستجيبوا لابتزازه  بإزالة عروشهم ، فأثار الرعب في نفوسهم فأبدوا استسلاما وسارعوا إلى تسليمه مكرهين لا أبطالا أموالا طائلة . وبعد الابتزاز المالي غير المسبوق جاء الابتزاز المعنوي عن طريق استعداء دول الخليج بعضها على بعض بواسطة سمسرة مصرية اضطلع بها متزعم الانقلاب على الشرعية والديمقراطية في مصر ، وهو يقوم بدور الدركي المستأجر في منطقة الشرق الأوسط  بعد تدبير الولايات المتحدة الانقلاب العسكري الذي جاء به إلى السلطة وتزكيته من أجل تأمين الكيان الصهيوني الذي كان يتوجس من نجاح الديمقراطية في مصر لأنه في الحقيقة  نجاح لها في كل الوطن العربي باعتبار مصر قاطرة هذا الوطن وباعتبارها الخندق الأول لمواجهة الصهاينة . وبمجرد عودة طائرة ترامب إلى الولايات المتحدة اندلع ما يسمى  صراع دول الخليج حيث أعلنت ثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي وبزعامة نظام مصر الانقلابي حصارا بريا وجويا وبحريا على دولة قطر وقطعا للعلاقة الدبلوماسية معها ، وتم إعداد لائحة من الشروط التعجيزية لإعادتها إلى بيت الطاعة كما يقال . ولم تفلح دولة الكويت في وساطتها من أجل بث الروح في كيان مجلس التعاون الخليجي المنهار ، وتأكد أنه كيان هش لا يملك القدرة على حل  المشاكل الطارئة عليه لأن الأمر يتعلق بتهديد صادر عن الرئيس الأمريكي الذي هدد بالويل والثبور وعواقب الأمور إن لم تستجب له دول  هذا الكيان الخليجي . ولقد نجح الرئيس الأمريكي في التحريش بين دول مجلس التعاون الخليجي كما يحرش بين الديكة التي تنتفش لينال بعضها من بعض ويحقق من يحرش بينها ربحا وراء اقتتالها . وبدأت سلسلة الاتهامات المتبادلة بين ما صار يسمى دول الحصار ودولة قطر .

والمتتبع للقنوات الإعلامية سواء التابعة لدول الحصار أو لدولة قطر يسمع يوميا هذه الاتهامات المتبادلة التي  تورط في نهاية المطاف الطرفين معا في تهمة دعم وتمويل الإرهاب وهي التهمة التي خططت  لها الإدارة الأمريكية بخبث ومكر لإلصاقها بالجميع من أجل المزيد من الابتزاز . وها هي أطراف الأزمة الخليجية تبذل كل ما في وسعها لدفع تهمة دعم وتويل الإرهاب عنها والتخلص منها  ولكن بإلصاقها ببعضها البعض. وقد وصل عبث الإدارة الأمريكية أوجه حيث توزعت الأدوار فيما بينها فالرئيس يبدي ميلا لدول الحصار ووزارة خارجيته تبدي ميلا لدولة قطر ودون شك سيكون الميل إلى الطرف الذي يدفع أكثر . ويبدو أننا أمام صراع ديكة  خليجية منتفشة لن ينتهي بسرعة لأن الإدارة الأمريكية تريده ألا ينتهي لتتسلى به أطول مدة ممكن وليزداد حجم الرهان المادي على الطرف الغالب . ويقف ترامب متفرجا على الديكة الخليجية ساخرا منها   ومتندرا بها يصب الزيت على نار الصراع بينها لتأجيجه . ولقد انتهى المطاف  بدول الأزمة الخليجية أنها صارت كلها دولا داعمة وممولة للإرهاب من خلال تصريحاتها التي تتناقلها وسائل إعلامها يوميا . ولقد دخلت وسائل الإعلام الأمريكية على الخط ،وصارت مصدر إمداد دول الأزمة بالمعلومات التي تفيد ضلوعها في دعم وتمويل الإرهاب ، وصارت مصدرا موثوقا وذا مصداقية عند دول الخليج  لأن الإدارة الأمريكية تريد إثبات التهمة ضد الجميع لتحصل على ما تريده ماديا ومعنويا .  ولا شك أن أطراف الأزمة وخوفا من ثبوت تهمة دعم وتمويل الإرهاب ضدها ستتخلى عن واجب الدفاع عن القضية الفلسطينية التي صارت قضية إرهاب ولم تعد قضية عادلة تستوجب النصرة والدفاع والدعم والتمويل . وهذا ما أراد الكيان الصهيوني العنصري المحتل فاستجاب الرئيس ترامب كعادة كل رئيس أمريكي يضطر إلى رد جميل اللوبي الصهيوني الذي يوصله إلى البيت الأبيض ،وهو بيت لا يملك  مفاتحه إلا هذا اللوبي  الماكر .

ولا شك أن الأزمة الخليجية ستنتهي بما صار يسمى صفقة القرن وهي عبارة عن مشروع إنهاء القضية الفلسطينية وفق ما يريده الكيان الصهيوني ووفق ما يحقق حلمه بإنشاء وطنه الكبير من الفرات إلى النيل ليتمكن من السيطرة على الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ويضع يده على مقدراته وخيراته وثرواته ليعيش الرفاهية على حساب عرب صدق ظنه عليهم وقد صاروا دمى أو كراكيز بيده  يرقّصها وفق هواه . ولقد أحيى الكيان الصهيوني تاريخ أسلافه في التحريش بين الأحياء العربية القديمة أوسا وخزرجا في يثرب قبل أن ينبهها الإسلام إلى كيد وخبث اليهود . وإن الكيان الصهيوني اليوم يخشى أن تنهار سياسة التحريش ضد عرب هذا الزمان بسبب دور الإسلام، لهذا يجعل الإسلام على رأس قائمة الإرهاب لحمل عرب هذا الزمان  على النفورمنه خوفا من تهمة الإرهاب . ومعلوم أنه لن تقوم لبني يعرب قائمة دون الإسلام الذي وجدهم أذلة فبوأهم عزة لم تكن لهم من قبل . ولئن التمسوا اليوم عزة في غيره كان مصيرهم ذلة لا تنفك عنهم  أبدا. وعلى أمراء الخليج الشيوخ الذي أقدموا على العهد لأنجالهم بالإمارة أن يراجعوا قرارهم لأن نزق  واندفاع الأنجال  سيفضي  حتما بإماراتهم إلى الزوال . وعلى هؤلاء الخلف ينسحب قول الله عز وجل : (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ))  أما إضاعة الصلاة وهي عمود الدين، فتتجلى في نسبة أمراء الخليج الشباب الإرهاب لهذا الدين ، وأما اتباع الشهوات فهو نزقهم والدفع في  اتجاه استباحة بيضتهم ، وأما الغي الذي سيلقونه  فخراب أوطانهم وذهاب ريحهم . وعلى الأمراء الشيوخ ألا يسلموا أمر الخليج لكل من تبين سفهه من الأنجال صيانة لبيضتهم ووحدتهم . وعليهم أن يعجلوا بصلح بينهم يعكس مراد ترامب ومراد الصهاينة وأن تتوجه جهودهم بقطع الطريق على المشروع الصهيوني التوسعي ، وأن يحافظوا على ثروات الأمة التي صارت في حكم السائبة ، وأن يحتموا بشعوبهم عوض الارتماء بين أحضان أعدائهم ، ويقتضي ذلك الإحسان إلى تلك الشعوب لتكون الذراع الذي يحميهم . وأول ما يجب عليهم طرد شيطان الأمريكان والصهاينة  وسمسارهم السيسي من جمعهم، فهو إنما يبتزهم  ويجرهم إلى الهاوية وسوء المصير . ولئن تأخر حكام الخليج عن إصلاح ذات بينهم، فإن نهايتهم قريبة لا محالة ولن ينفعهم بعد ذلك ندم ولات حين مندم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *