Home»Correspondants»هذه أعراض الهوس والاكتئاب في « اضطراب المزاج ثنائي القطب

هذه أعراض الهوس والاكتئاب في « اضطراب المزاج ثنائي القطب

0
Shares
PinterestGoogle+

د.جواد مبروكي*

الاثنين 28 نونبر 2016 – 08:00

ألاحظ دائما الحديث عن شخص ما بهذه العبارات: « هْبيل هادكْ ساعة ناشط ويضحك مْعاك وساعة مْغوبْش ما يْقولشْ حتى السلام »، « مافْهمتْش هادْ المرأة ساعة تلبسْ وتْشيَّكْ وتْرتبْ الدار وتخرج بْزافْ وتْعرضْ على الناس وساعة تْبقى فْبيتْها ماتخرُجْ وما تْهدْر معا حْدْ وماتَكول ما تْغسل ما تْضحك ما تْبدل »، « والله حتى مْسَطي هاداك المدير مرة تْشوفو يْجي معَ 7 دْصباح وتْكثَر فيه الخدمة والمشاريع والتْزْيارْ ويبقى فْلبيرو حتى الوحدة دْللِيلْ ومرة يْجي حتى ل11 أو ما تْشوفوش بْسيمانا وإلى جا مَيْخْرُجْشْ من البيرو والى هْدَرت معاه يْدور فيك والله ما فهمتو« .

أولا اضطراب المزاج ثنائي القطب (Le trouble bipolaire) يصيب 1% من الناس تقريبا بصفة متوازية بين الجنسين ويظهر ابتداءً من المراهقة، والمعدل العام للإصابات يتركز ما بين 21 و30 سنة. وهو يتطور على شكل دورات تظهر مع تغيير فصول السنة؛ فهناك دورة الاكتئاب وتناسب عادةً فصل الخريف والشتاء، وهناك دورة الهوس وتناسب فصل الربيع والصيف.

درجة وشدة هذه الدورات تختلف من شخص إلى آخر وبإمكانها أن تكون متوالية سنويا، كما بإمكان شخص أن يصاب فقط بنوع واحد من هذه الدورات وتظهر عنده في كل مرة بشكل مختلف وتصيبه بمعدل مرة أو مرتين في السنة أو بشكل غير منتظم. كما أن هذا الاضطراب يمكنه أن يكون سريع الدورات ويتقلب المزاج في وقت قصير من الزمان، ويمكن أن يكون من النوع المختلط؛ بحيث نرى عند المريض في آن واحد أعراض الهوس والاكتئاب مجتمعة.

1-أعراض اضطراب ثنائي القطب:

أ-دورة الهوس: ارتفاع حاد للمزاج

المزاجية وعدم الاستقرار والتهيج وارتفاع حاد في نشاط المزاج، والحيوية المفرطة والغلو في الفرح والانفعالات الحادة في المشاعر، وكثرة الحركة والتكلم بسرعة كبيرة وبصوت عال مع تغيير المواضيع والتنقل بينها بشكل غير طبيعي، وأعراض أخرى مثل المبالغة في تبديل الثياب والخروج عن المألوف مع ارتفاع في الشهوة الجنسية والجرأة في الحديث مع الغريب، وزيادة مفرطة في الطاقة، وقلة النوم، والحيوية المفرطة حتى أثناء الليل، وقلة الأكل مع نقص في الوزن، إلى جانب زيادة المشاركة في اللقاءات والأنشطة الاجتماعية إلى حد كبير يتجاوز حدود المعقول، مع الإحساس بتضخم في الذات والاعتزاز بالقيمة الشخصية إلى حد الغرور، والتهور في السلوكيات الذي يتمثل في صرف كميات كبيرة من الأموال فوق العادة وتوجه نحو الانجراف والانحراف الجنسي، وتبني أفكار واعتقادات وخبرات مُضطربة وغير اعتيادية.

ب-دورة الاكتئاب: انخفاض حاد للمزاج

نجد أعراضاً أخرى على عكس دورة الهوس، مثل فقدان الطاقة وشهية الأكل، وإهمال العناية الشخصية والابتعاد عن الحياة الاجتماعية، والإحساس بالذنب وفقدان الأمل بالحياة والشعور بانعدام القيمة، وسيطرة أفكار الموت وهوس التفكير في الانتحار.

ما بين الارتفاع والانخفاض المزاجي، هناك فترات طبيعية واعتيادية ربما تستمر إلى أسابيع أو أشهر أو سنوات.

2-أسباب اضطراب ثنائي القطب:

مازالت الأبحاث العلمية تشتغل بكل جهدها، ولكن ليس هناك نتائج قطعية حاسمة أو سبب محدد للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، بل هناك عوامل تجعل الفرد عرضة للإصابة بهذا المرض:

أ-الوراثة: إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا المرض، فهناك احتمال بأن 10 إلى 25% من أبنائه قد يصابون بأحد أشكال الاضطراب. أما إذا كان كل من الأبوين مصاباً بهذا المرض، فان النسبة ترتفع من 15 إلى 50%. وعامل الوراثة ينبهنا إلى حقيقة وجود عامل جيني في هذا المرض.

ب-العامل الجيني: عثرت الأبحاث على منطقة هشة بصبغيات 9، 10 ،13، 14، 22 بإمكانها الاحتواء على جين أو مُوَرِثة تلعب دوراً في انتقال هذا الاضطراب المرضي من جيل إلى جيل.

ج-العامل البيولوجي: يرجع إلى اضطراب النواقل العصبية التي لها دور مباشر في التسبب في الإصابة بهذا المرض، كما أن ارتفاع نسبة الكورتيزون في الدم بإمكانه إطلاق دورة الهوس.

3-العلاج:

لقد تطور الطب النفساني في علاج هذا المرض؛ بحيث صارت هناك أدوية فعالة تنقذ المريض ومحيطه من العذاب والآلام، وتمكن بسرعة من الحصول على توازن مزاجي للمريض والعودة به إلى حياته العادية والشخصية السوية. كما أن هناك أدوية وقائية ومنظمة للمزاج تحمي المريض من إصابته مرة أخرى بهذه الدورات، أو على الأقل التخفيف الشديد من حدتها في حالة التعرض؛ بحيث يسهل التعامل معها وعلاجها بسرعة دون تعقيدات.

4-دور المحيط:

للمحيط العائلي دور مهم في علاج المريض واستقرار توازنه؛ بحيث بإمكانه المساعدة كالتالي:

* تفهم حقيقة أن هذا المرض بيولوجي وخارج تماماً عن إرادة المريض.

* بحكم أنه من الأمراض المزمنة، كمرض السكري، يجب على المريض تناول الأدوية رغم توازن مزاجه، وهذا أمر ليس بسهل؛ ولهذا فالمريض بحاجة إلى مرافقة وتشجيع تام من محيطه الأسري.

* مراقبة انتظام تناول الدواء واحترام جداول المواعيد مع الطبيب المعالج ومرافقة المريض ومتابعة المستجدات.

* إبرام عقد ملزم بين الطبيب والمريض والمحيط؛ لأن هذا الأخير هو الذي يلاحظ الأعراض الأولية في حالة ظهور دورة الهوس، وعلى المريض أن يحترم رأي عائلته ويزور الطبيب بسرعة قبل تطور الحالة كي يسهل علاجها والوقاية من عواقبها.

*طبيب ومحلل نفساني

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *