Home»International»الأشباح تفقد صوابها و تلعب بآخر أوراقها: الجنس والزندقة

الأشباح تفقد صوابها و تلعب بآخر أوراقها: الجنس والزندقة

0
Shares
PinterestGoogle+

منذ حصول المغرب على استقلاله و فراخ الاستعمار تحاول الإمساك بمفاصل الدولة ودواليب الحكم ولو من خلف الستار، من خلال التحكم في خيوط بعض الدمى والكراكيز. وهكذا خرج الاستعمار العسكري من الباب وتسلل الاستعمار الثقافي من النافذة، و تسرب إلى مناهج التعليم وقنوات الإعلام وكواليس الإدارة و بعض مجالات العمل المدني.

ولا يخفى على أي عاقل أساليب المكر والخبث التي يستعملها الاستعمار الثقافي للإبقاء على مصالح الدول المُستعمرة: فرنسا التي بسطت هيمنتها على الوسط وإسبانيا التي ظفرت بالشمال والجنوب، بالإضافة إلى الدول الإمبريالية الأخرى التي اختارت طنجة مقرا لها.

هذه القوى الأجنبية لن تتخلى بسهولة على مصالحها في المغرب، وخاصة حين بدأ يتحرر ثقافيا و يتململ سياسيا واجتماعيا، و استطاع أن يجد له موطئ قدم في إفريقيا، امتداده الطبيعي والتاريخي. ومن هذه الأساليب الماكرة تكوين نخبة مغربة موالية لمصالح الغرب تم ترميزها والتسويق لها وهي في الحقيقة مجرد دمى وكراكيز، و تشكلت لوبيات مصالح اقتصادية تم شراؤها وتوظيفها، و من خلال إنشاء فروع لجمعيات دولية قوية، لها ارتباطات واضحة بالماسونية العالمية، رغم الأقنعة التمويهية التي تستعملها.

هذه الشبكات الجمعوية، ظاهرها العمل الخيري الإنساني أو المساعدات الطبية أو دعم البحث العلمي، وباطنها التجسس وإحكام القبضة على النخبة و التأهب لقلب الطاولة على الشرعية في أي لحظة كما حدث في مصر ومن قبل في الجزائر، و بالتالي لجم أي تيار أصيل ينبع من الشعب ويباشر إصلاحات حقيقية وعميقة.

وحسب مصادر تاريخية أجنبية، انتعشت الحركات الماسونية المقنعة بالمغرب في ظل الصراع الحاد بين القصر وقوى اليسار الانقلابي أيام موضة الاشتراكية وغطرسة الدب الروسي، فتم تقريب عدد من « الأشباح » من مراكز القرار وتمكينها من بعض مفاتيح التحكم في الشأن العام مع الحرص على إبقائها خلف الكواليس، وكان للأقلية اليهودية المفرنسة دور في الموضوع. لكن، بعد منعطف 2011 ونجاة المغرب من رياح الخريف العربي و بروز رغبة أكيدة في توافق بين القصر و الشعب من أجل إنجاز إصلاحات حقيقية، شعرت الدول الإمبريالية بخطورة على مصالحها بالمغرب، فبدأت تحرك طابورها الخامس على جميع الواجهات.

ويبدو أن هذه الحرب الباردة لم تحقق النتائج المنتظرة نظرا لارتفاع منسوب الوعي لدى عموم المواطنين بفضل الثورة المعلوماتية الحالية. مما جعل هذه الأشباح تفقد صوابها وتلعب بآخر أوراقها، تماما كما تفعل محافل الماسونية في الدولة الغربية: خلق المعارك الوهمية و فبركة الفضائح لإسقاط الحكومات. و كلما فشلت « معركة » إلا وازداد توتر الأشباح وارتفع عندها ضغط الدم وأصيبت بالإسهال. آخر هذه المعارك الدونكشوتية لخلايا الماسونية بالمغرب كانت عبارة عن طلقات طائشة و مسعورة في الهواء وفي جميع الاتجاهات: ضجة إلغاء عقوبة الإعدام، الدعوة إلى التدريس بالعامية، مُؤخرة لوبيز، وقاحة الزين اللي فيك، سحاقيات صومعة حسان، تنورة إنزكان، استئجار ملاحدة مصر، تحريك شواذ فاس لإثارة موضوع حقوق « المثليين » في الزواج… والبقية تأتي.

كل الأوراق القذرة تم استعمالها بما في ذلك الضرب تحت الحزام (كفر، فجور، زندقة…). ألم تنشر أمريكا المشجع الرسمي لفعل قوم لوط في أحد تقاريرها عام 2001م بأن العقيدة القتالية القادمة لن تعتمد على المدفعية والطائرة والدبابة بل إن « الجنس و الانحلال هي عناصر الحرب القادمة »؟

ومع ذلك بقي الشعب صامدا و الوضع مستقرا وبقي المغرب شامخا وسيبقى الوطن معافى بإذن الله.

محمد السباعي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مغربي
    12/07/2015 at 11:24

    الحديث عن اليسار بالمعنى الانقلابي فيه كثير من التجني عن الدور الذي لعبه ولا زال يلعبه في بناء الدولة الديمقراطية ، واليسار هو من تحمل سنوات الرصاص في الوقت الذي وجد فيه جزء من  » الحركة الإسلامية  » للعب دور في محاربة اليسار، اليسار كان حركة سياسية واجتماعية وثقافية واعية ونشيطة ولعب أدوارا مهمة في الدفع نحو الديمقراطية وللأسف لا يزال اليسار مستهدف في الوقت الذي فيه بعض أشباه المثقفين الجدد ليست لهم معرفة بالتاريخ وبالحركة النضالية للمغاربة يعيشون داخل بوثقة إيديولوجية منحرفة ومغالطة يقدمون قراءات تبسيطية وفي كثير من الأحيان مغالطة تتنكر للدور الذي لعبه المغاربة منذ الحركة الوطنية إلى الآن في سبيل الديمقرطية والعدالة الاجتماعية وفي بناء مغرب مستقل متحرر من التبعية . حيث السياسيون الجدد الذين يدبرون الشأن الوطني يرهنون المغرب بسياسة اقتصادية ليبرالية غارقة في الديون ويقدمون التنازلات التي لم يقدمها من سبقهم ويسيرون بالبلاد نحو الإفلاس … كما أفلست ديماغوجية الأخلاق ومحاربة الفساد التي بنوا عليها خطابهم … وللحديث بقية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *