Home»Dr Mostapha Benhamza»ما قل ودل من فكر العلامة مصطفى بن حمزة: 10- وجوب إنصاف المسلمين للمفكرين الغربيين العقلاء

ما قل ودل من فكر العلامة مصطفى بن حمزة: 10- وجوب إنصاف المسلمين للمفكرين الغربيين العقلاء

2
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
وأنا أقرأ في كتاب العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة حفظه الله وأطال عمره، بعنوان: « بحوث فقهية » وجدت، في آخر صفحاته،  فتوى يقول فيها العلامة:  » إذا لاحظ المسلم وجود أشخاص وفئات من أهل الغرب تناصب المسلمين العداء  وتقف ضد مصالح المسلمين، فإن الواجب يقضي بالالتفات إلى نشطاء آخرين تحمسوا لقضايا المسلمين العادلة وواجهوا التيار المعادي للإسلام في بلادهم ».
وقبل أسبوع في نفس هذا المنبر الإعلامي المتميز، كنت قد نشرت مقالا أتحدث فيه عن إنصاف بعض المفكرين الغربيين لنا في قضية الحجاب، ولكن اليوم، بعد قراءة هذه التوجيهات الذهبية من علامتنا وأستاذنا، وبعدما استأنست بتحليله الراقي الوجيه، شعرت بأهمية الأمر أكثر، وفهت الأبعاد والغايات الهامة التي يمكن أن يحققها هذا الإنصاف. وفي نفس الوقت تأسفت لبخل الكتاب الإسلاميين في هكذا مواضيع. إن الحديث عن هؤلاء وتبيين ما قالوه إنصافا لنا ولديننا ولرسولنا عليه الصلاة والسلام من شأنه أن يمثل التنافس في التأثير في فكر الغربيين، ولعلهم بأفكارهم المنصفة قد يقومون بدور الممحاة في أذهان أولاء الذين غرر بهم وأفهموا بأن الإسلام  دين دم وإرهاب وسيف، وأن المسلمين ما هم إلا رعاع همج مصاصون للدماء، أو عبارة عن حيوانات شريرة ومفترسة.
إن أستاذنا وعلامتنا في هذا الكتاب لم يكتف بدور الناصح الأمين أو المرشد المعين، بل  أعطى النموذج والمثل العملي بذكره إنصافا للعديد من المفكرين الغربيين الذين أنصفوا أمتنا الإسلامية، بل وبعضهم قد تأذى من جراء مواقفه وأفكاره، كما هو الشأن بالنسبة للباحثة الألمانية « زغريد هونكه » التي بذلت جهدا مشكورا، كما يقول أستاذنا، في إبراز القيم الإسلامية  بعد أن خبرتها من خلال دراستها وإقامتها مدة سنتين بمراكش، كما يذكر فضيلة العلامة « أنا ماري شيمل » المستشرقة الألمانية التي لها فضل كبير في نقل المعارف الإسلامية للغرب كترجمتها لأجزاء كبيرة من مقدمة ابن خلدون بإيعاز من علماء الاجتماع الألمان، كما نقلت العديد من أشعار العرب منها أشعار الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال، والتي هي الأخرى قد عانت من مناوشات المناوئين حتى تحرم من جائزة السلام الألمانية.
فضلا عن هاتين العملاقتين اللتين أنصفتا الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية، ينصف علامتنا « منتجمري » بذكره في كتابه القيم ومشيدا بما قدمه، كحديثه عن فضل الإسلام على الحضارة الغربية ودفاعاته القوية عن قيم الإسلام، وقد ذكر آخرين من أمثال غورافسكي الذي راح يقارن الإسلام بالمسيحية بشكل منصف، كما ذكر تشومسكي وجاك كيلي  وروبرت فيسك وجوسلين سيزار وآخرين من عمالقة الفكر والأدب العالميين في الغرب من أمثال هوجو وتولستوي وبرناردشو.
إن هذه الالتفاتة الدقيقة من علامتنا ستجعلنا نستوعب الرسالة ولذلك سنخصص تعريفات دقيقة لكل شخصية من هذه الشخصيات التي ذكرها لعلنا نسهم في إشاعة فكر هؤلاء الذين أنصفونا وأنصفوا ديننا وأنصفوا نبينا، ولعل بتعميم ذكرهم تختفي الأصوات النشاز التي تلح على نشر فكر التحريض والتحريش والأزمة والقول بصراع الحضارات عوض تكاملها وتعاونها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *