عاشوراء والتربية على الحقد

عاشوراء والتربية على الحقد
تعيش الأمة الإسلامية في هذه الأيام أجواء شهر المحرم وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها )إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ( سورة التوبة آية 36.
في هذا الشهر يحزن فيه بعض المسلمين إلى درجة اذاية أنفسهم وذويهم بينما يفرح فيه آخرون إلى درجة الاغتسال والتوسعة على العيال وتقديم القرابين كما تقدم في عيد الأضحى ولا شيء من ذلك من دين الله .
إن ما يفعله الشيعة في عاشوراء – أي في اليوم العاشر من ذي الحجة – من حزن وبكاء ،ونحيب وعويل ، وضرب للخدود وشق للجيوب، وشج للرؤوس ، وما ينتشر بينهم من مظاهر اللطم والدم المتدفق والملابس الممزقة ،و الحشود الكبيرة بمن فيهم الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا سن العشر سنوات بعد ، ودماؤهم السائلة على وجوههم جراء ضربات تلقوها بالسيوف والخناجر على الرؤوس حزنا على حدث وقع منذ 14 قرنا، إن مثل هذه المناظر تدعوا إلى التساؤل والى التعجب ! كيف يختزن هؤلاء كل هذا الحقد والحزن لحدث لم تكن لهم به صلة ، لا من قريب ولا من بعيد ، فكيف يحزن القوم ويأسفون ويعذبون أ نفسهم على حدث لادخل لهم فيه ، ولا أجر ولا وزر عليهم منه ؟؟.
كيف يتقرب هؤلاء لله حسب زعمهم بجز رؤوسهم وضرب أجسامهم بالسلاسل والسياط حزنا على شاب بشره الرسول (ص) بالجنة حين قال ص ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) والحديث حسن صحيح رواه الترمذي وابن حبان .
فلماذا كل هذا الحزن واللطم وهذه التجمعات التي تعد بالملايين للمزارات والحسينيات للنوح والعويل والبكاء على شاب من أهل الجنة، لماذا هذا
الدجل؟ أهل السنة يقولون بأن الحسين (رض) قتل ظلما ، ولكن ليس الأول أو الأخير الذي قتل ظلما وعدوانا ، الم يقتل قبله والده علي (رض ) وهو أفضل من ابنه بالإجماع ؟ الم يقتل الفاروق عمر بن الخطاب (رض) من طرف مجوسي ، هذا المجوسي يسمى في إيران : ولي الله وبني له مزار ويعتبر يوم مقتل عمر ( رض) عطلة رسمية في إيران ابتهاجا وفرحا بمقتله (رض) ،ألم يقتل عثمان (رض) ؟ وغيرهم كثير عبر التاريخ ، ألم يقتل الأنباء قبل ذلك ؟ قال تعالى : )وكأي من نبيء قتل، معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ( آل عمران 145 ، فلماذا الحزن فقط على الحسين (رض) ؟
ما معنى أن يستمر الحزن ويستمر الثأر، ويستمر العزاء، ويستمر لبس السواد، وتستمر التربية على الحقد والكراهية إلى ما لا نهاية ؟
وفي كربلاء وحول قبر الحسين الذي استشهد في مثل هذا اليوم يمر الشيعة على هذا القبر وهم يصيحون ويبكون ويلطمون….وهم يستندون في ذلك كله إلى ما نسب إلى أئمتهم ظلما وزورا ) من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة (
لو أن عاقلا في أية بقعة من العالم قلت له إن هؤلاء الملايين من الناس الذين يغادرون بيوتهم لأيام ،ويتوقفون عن العمل لتعذيب أنفسهم حزنا على شخص قتل سنة 61 هجرية أي منذ حوالي 14 قرنا ، لما فهم أحد
شيئا !إن ملايين من الناس قد ظلموا عبر هذه الفترة الطويلة، فهل تقوم الشعوب التي ينتمي لها هؤلاء المظلومون عبر القرون للنواح والصياح ؟ أم أن المظلمة تحتسب عند الله ويقتص من الفاعل إذا وجد لذلك سبيلا ،وإن لم يجد فإن الأحفاد وأحفاد الأحفاد لا وزر لهم ،ولنا في التاريخ الحديث عشرات الأمثلة التي تجاوز فيها المظلومون مظلمتهم ، انظروا إلى ألمانيا وماذا فعلت بجيرانها وكيف قتلت منهم أكثر من 70 مليونا ، ولكن بعد وقت وجيز جدا تجاوز بعضهم عن بعض لبناء المستقبل في شكل وحدة تسترعي الانتباه .
إن ما يقوم به الشيعة لا علاقة له بالدين ولا بالعقل ولا بالأخلاق ، ولقد كتب الدكتور الشيعي موسى الموسوي في كتابه ) الشيعة والتصحيح ص 99 ( إن ضرب الأكتاف والرؤوس بالسيوف والسلاسل في عاشوراء تسرب إلى إيران و العراق من الهند وذلك إبان الاحتلال الانجليزي لتلك البلاد.
إننا نحن أهل السنة وعبر التاريخ لم نكن نضمر عداوة للشيعة ، ولم نسع لتصفيتهم ، لان الثقافة التي تحكم أهل السنة هي التسامح والرحمة ، وليس اللعن والسب والشتم ، ولكن القوم كانوا عكس ذلك فهم نتيجة الحقد الذي تربوا عليه لقرون عدة ، يرون أن أهل السنة وهم عموم المسلمين ضالون ، ولذلك يطلقون عليهم اسم العوام أو النواصب ، بل إن الحقد وصل بهم إلى اختراع دعاء للقنوت أثناء صلاة الصبح ، يتم فيه لعن أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة (رض) ، يسمى عندهم دعاء صنمي قريش ويقصد به خليفتا رسول الله أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .
يحي إبراهيمي






4 Comments
mon Dieu pardonner les
بسيطة هذه الامور مقارنة مع اذاية الصحابة رضوان الله عليهم.لكن يا استاذ الا تلعب الامية هنا دورها الفعال في تكريس هذه الظواهر.ولا تنسى اخي ابراهيمي ان ظواهر اشد واخطر لا زالت تسري عند اهل السنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر .التضرع الى المقابر بغية الشفاء من مرض او طلب الغنا.او زواج وما شابه ذلك.نطلب الله العافية وعلما يقربنا من الخالق.
M.ALI HIMRI? il ne faut pas mélanger religion et tradition
الى علي حميري
ما اسميته انت ب(التضرع للمقابر) ليس ما تتخيله انت. اذ انك تتخيل ان الذي يزور قبر ولي او نبي مشرك كافر .
اعلم ان المسلم اذا ذهب الى قبر نبي او ولي فانه يقصد بتلك الزيارة التبرك والتوسل باصحاب تلك القبور. وهو لا يعتقد ان صاحب القبر يخلق البركة او يخلق المراد.
زيارة القبور الصالحة هي سبب من الاسباب لحصول الغرض.
فالصحابة كانوا يتبركون بقبر النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا الصحابي بلال بن الحارث المزني اتى قبر النبي عام قحط وجفاف وقال ( يا رسول الله استسق لامتك فانهم قد هلكوا)…. وفي ختام القصة ان هذا الصحابي اخبر عمر الفاروق بالقصة ولم يقل له عمر هذا شرك… وهناك احادث فيها ان المسلم توسل برسول الله في حياته وبعد مماته بل وقبل ولادته بقرون. بل ان الرسول الاعظم نفسه توسل برسل قبله وعلم التوسل لاصحابه كما في حديث الاعمى
واذا تتبعت سير العلماء رايت الكثير منهم توسل برسول الله وزار القبور للتبرك. وسار هذا داب المسلمين حتى جاء رجل في القرن 8 لبس على الجهله هذا الامر وقال بان التوسل وسيلة للشرك وان التبرك بقبور الصالحين شرك وان السفر لزيارة قبر رسول الله وسيلة الى الشرك وهي سفر معصية وفجور.وتبب بهذا وغيره من البدع التي احدثها تتسبب في فتن وشروخ وسط اهل السنة لا زلنا نعاني منها لحد الان.. وتبع هذا الرجل فئة تدعي السلفية والسلفية منها براء وهي الطائفة الوهابية. اما ذلك الرجل فهو ابن تيمية الحراني.
هل تعلم ان علماء كبار توسلوا برسول الله واجازوا زيارة القبور الصالحة للتبرك. منهم النووي وابن حجر والسبكي والونشريسي وعياض والكثير والكثير لا داعي للاطالة link to msobieh.com