Home»International»فلسطين تحتاج من يخدمها لا من يرتزق بها من عرب ومسلمين

فلسطين تحتاج من يخدمها لا من يرتزق بها من عرب ومسلمين

0
Shares
PinterestGoogle+

شاء قدر الله عز وجل أن تكون فلسطين هي القلب النابض للعروبة والإسلام . ولا يمكن أن تعامل فلسطين على أنها مجرد حيز جغرافي له حدود تحده ، ويسكنه شعب من الشعوب تسلط عليه احتلال صهيوني بغيض بل القضية أبعد من ذلك ، ففلسطين هي تاريخ تجسد فوق جغرافيا ، وليست جغرافيا بلا تاريخ إنه تاريخ العروبة ، وتاريخ الإسلام . وحيثما وجد الإنسان العربي فالجغرافيا الفلسطينية تعنيه بتاريخها العربي ، وحيثما وجد الإنسان المسلم فهذه الجغرافيا تعنيه أيضا بتاريخها الإسلامي. والتفريط في هذا التاريخ سواء في شقه العربي أو في شقه الإسلامي هو ضياع يصيب الهوية في بعدها القومي والديني . نرى الأقطار العربية والإسلامية المستسلمة لتقسيم الاحتلال الغربي الجغرافي المفروض عليها تقر هذا التقسيم ، وهي بذلك تقر التنازل الطوعي عن الهوية القومية والدينية.

وإن الأنظمة العربية والإسلامية لتتشدد في أمر رسم حدودها ، وتحصينها بالأسلاك الشائكة والمتفجرات والحرس والعسس ، وقد تفتقت عبقرية بعض الأنظمة عن أساليب جديدة لتحصين الحدود الجغرافية بما في ذلك أساليب الفولاذ والخرسانة المسلحة على النمط الصهيوني المبتدع فوق أرض فلسطين لتمزيق جغرافيتها رغبة في تمزيق تاريخها العربي الإسلامي . ولقد تلقفت هذه الأنظمة أساليب تحصين حدودها من العدو الصهيوني ،كما تلقفت من الغرب المحتل أساليب جوازات السفر والتأشيرات فيما بين الدول العربية والإسلامية الشقيقة رغبة منها في تمزيق التاريخ العربي والإسلامي على غرار تمزيق الجغرافيا . ولقد صار الخليج أبعد ما يكون من المحيط وجاكرتا أبعد ما تكون من طنجة في زمن السرعة الخارقة لجدار الصوت لأن الأنظمة العربية والإسلامية أرادت ذلك . لقد كان العالم العربي والإسلامي أقرب ما يكون إلى بعضه البعض ووسائل النقل لا تزيد عن دواب أو سفن شراعية . وكان من المفروض أن يزداد قربا من بعضه البعض بعد أن صارت الطائرات النفاثة تحلق بسهولة ويسر فوق أجوائه ، ولكن مع الأسف الشديد مع تطور وسائل النقل والاتصال صارت الهوة سحيقة بين الأحياز الجغرافية العربية والإسلامية لأن أنظمتنا أقصت التاريخ من حسابها ، وحصنت الجغرافيا الوهمية التي وضعها المحتل الغربي خصيصا لإقصاء التاريخ .

إن الدول العربية والإسلامية التي حكمت أنظمتها بتقوقعها في أحياز جغرافية محصنة وهي تفخر بما تنجزه فوق هذه الأحياز الجغرافية من مآثر مصيرها الزوال قد تنكبت سبيل الفخر والاعتزاز . فلن تكون لحواضر الخليج بناطحات سحابها ، وحدائقها المعلقة ، ومنتجعاتها وما تفخر به من عمران معنى ما دامت فلسطين بشطريها الجريحين إما بدنس الاحتلال الصهيوني أو بتدميره لها تعاني . فما قيمة ناطحة سحاب خليجية فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت أمام كوخ فلسطيني مدمر وبجواره أسرة فلسطينية عربية مسلمة في العراء تفترش الثرى وتلتحف السماء ؟. وما قيمة النمور الأسيوية أمام النمل في الصومال وأفغانستان ؟ وما قيمة جمال الشام في لبنان والأردن و جمال تونس والمغرب أمام الحرمان في فلسطين والعراق والصومال والشيشان وأفغانستان ؟ إن الجغرافيا لن تعطي العرب ولا المسلمين هويتهم الحقيقية . ولا يحق لعربي أو مسلم أن يفخر أو أن يهنأ بعيش وعروبته وإسلامه منقوصان . كيف يعقل أن يضع إنسان قبعة جميلة وذات قيمة فوق هامته ، وعلى جسمه أسمال بالية ، وفي رجليه نعل ممزقة ؟ فذلك هو حال الإنسان العربي والمسلم في الخليج حيث بترول الأمة والذي لا يتم التعامل معه إلا جغرافيا ، ولا يتم التعامل مع تاريخيا وعقديا .

إن العدو الصهيوني لا تمنعه الجغرافيا الطبيعية لأرض فلسطين التي اغتصبها من أن يعول على تاريخه الذي يلابس كل الجغرافيا في العالم ، فإسرائيل تعول على المال المحصل من كل أقطار العالم من أجل ضمان وجودها في حيز جغرافي مغتصب ، ومقابل ذلك تستأثر الأنظمة العربية والإسلامية بالمال المحصل من الثروات المخزونة في الحيز الجغرافي الذي تسيطر عليه ، وتعزله عن غيره الذي يرتبط به تاريخيا . الوجود الصهيوني فوق الجغرافيا الفلسطينية العربية الإسلامية تضمنه أموال اللوبي الصهيوني المبثوث في كل الجغرافيا الطبيعية العالمية ، ولا لوبي للعرب والمسلمين بل يتبرأ كل واحد من الآخر ، ويستأثر كل واحد بما لديه من ثروات ، وقد يجعلها رهن إشارة العدو الصهيوني والمحتل الغربي ، ويحرم منها من له فيها حق تاريخي . ومن المؤسف أن تصير القضية الفلسطينية قضية ارتزاق في العالمين العربي والإسلامي ، وعوض أن تنال فلسطين شيئا من العرب والمسلمين فإنها تمتطى لقضاء حوائج الأنظمة في البلاد العربية والإسلامية . وأسفي على العرب والمسلمين المساكين الذين سيطرت عليهم مشاعر الإحباط واليأس بسبب سرطان الاحتلال الصهيوني والغربي لبلادهم فهم قد يجدون العزاء في مجرد كذب تسوقه بعض الأنظمة الإسلامية كما هو شأن النظام الإيراني الراكب للقضية الفلسطينية من أجل صناعة رفاهيته على حسابها وحل مشاكله الداخلية على حسابها ، وتصريف حقده العقدي والشعوبي على حسابها ، ففلسطين بالنسبة إليه مطية ومركب ذلول لتحقيق المآرب .

وقد يطرب العرب والمسلمون المساكين لمجرد أن مسؤولا تركيا غادر منصة بعدما كان يجلس إلى جوار مجرم صهيوني ، وغضب من بعض ما قال المجرم الصهيوني ، واعتبر له ذلك فتحا يضاهي فتح عمورية أو استعادة القدس مع أنه لو فك الارتباط مع العدو الصهيوني ، وفسخ معاهدة الدفاع المشترك معه لكان أنفع وأجدى للقضية الفلسطينية عوض أن يقوم بدور مسرحي يستحق البكاء والعويل لا الإشادة والتمجيد . وأقبح من موقف المسؤول التركي مواقف حكام يعرب المتهالكين على أحضان عدو صهيوني يده ملطخة بدماء إخوانهم الفلسطينيين العرب والمسلمين . إن حكام بني يعرب وبني إسلام يرتزقون أبشع ارتزاق بالقضية الفلسطينية التي اختزلت في حيز جغرافي صار خاضعا للمساومة مقابل إهمال التاريخ الذي لا تساوي الجغرافيا بدونه شيئا ولكن عند قوم يعقلون .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ملاحظ
    14/05/2010 at 14:36

    ان موقف تركيا حكومة وشعبا منذ الحرب الظالمة على غزة يستحق التقدير وكل المؤشرات والقرائن تدل على انه موقف صادق لا رائحة فيه للنفاق ولاللارتزاق.وشعب عظيم كالشعب التركي لا يمكن ان يتنكر لتاريخه ولا ان ينسى ماضيه المجيد فلا داعي ان نشكك في موقف طيب اردوجان فهو يمثل شعبا عريقا ويراس حكومة مسؤولة وملتزمة .

  2. متتبع
    14/05/2010 at 14:36

    موقف تركيا من القضية الفلسطينية حكومة وشعبا موقف مشرف وصادق فل داعي للتشويش .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *