Home»International»تأملات 58 …معاني السعادة

تأملات 58 …معاني السعادة

0
Shares
PinterestGoogle+

« السعادة »
محمد اسماعيلي
السعادة لا تُكتسب.. ولا تباع في الأسواق أو الصيدليات.. ولا تكمن في المظاهر.. ولا في وصفة طبيب أو نصيحة مجرب أو ترنيمة كاهن أو تعويذة فقيه.. وإنما يبنيها كل شخص في كل لحظة من حياته.. بقلبه وعقله.. بمشاعره وأحاسيسه.. بضميره ومبادئه.. قد تدوم هنيهة.. وقد تبقى إلى حين.. وقد تعيش العمر كله.. لذا علينا أن نستمع لصوت القلب.. لحديث العقل.. لنداء الضمير.. لهمسات الأحاسيس.. حتى نجد طريق سعادتنا…
السعادة هي عندما تتوافق الأفعال مع الأقوال.. يتطابق الظاهر مع الباطن.. يتماهى الشكل مع المضمون.. فلا سعادة بدون شجاعة كما لا فضيلة بدون قتال.. بدون معركة.. بدون مواجهة..
السعادة استحقاق نجنيه من مغامرة نعيشها.. وتحدٍّ نواجه.. أما في الحب فسِرُّ السعادة ليس أن تكون أعمى كما يقال.. وإنما أن تغمض عينيك عند الضرورة.. تلك هي الشجاعة.. ذلك هو التحدي…
يقال من خلال الحفاظ على التفاؤل نكون أكثر سعادة وصحة.. فالأطفال يعلموننا كيف نبتسم.. وكيف نكون في مزاج جيد.. وكيف نحتفظ بنظرة تفاؤل.. أما الكبار فينصحوننا أن نرى دائما إلى الجانب الجيد من الأمور.. أن نُقابل الحظ السيء بصدر رحب.. أن ننظر دائما للنصف الممتلئ من الكأس..
لكن الواقع يجبرنا بانتظام على إيقاف لحن السعادة.. فقد نسقط مرضى.. قد يصيبنا مكروه.. قد نتعرض لحادث.. قد يخوننا البعض.. قد يخيب ظننا في البعض.. وفي مثل هذه اللحظات نرغب بقوة أن نكون أنفسنا.. ونسقط كل الأقنعة ليظهر وجهنا الحقيقي القلق وغير السعيد..
السعادة ليست في البحث عن الكمال.. بل في التسامح مع النقص.. فالسعادة تولد من الإيثار بينما التعاسة تولد من الأنانية و في الأخير ليست التعاسة قدرا منزلا.. فكلمة واحدة قد تساعدنا على اكتشاف طريقة أخرى لفهم سر الذين خرجوا منها.. إنها المرونة التي تمكننا من القدرة على النجاح والعيش والتطور رغم الشدائد والصعاب.. ولنتمكن من جني ثمار السعادة علينا أن ننزل من برج الكبرياء…
ليس لأننا نذرف دموعًا كثيرة يعني أن لدينا قلبا رهيفا.. وليس لأننا نضحك بصوت عالٍ أننا نسبح في سعادة كاملة.. فبين الحياة والموت.. هناك خطوة واحدة.. لكن بين الحزن والسعادة.. هناك طريق لانهائي.
نركض في كل مكان.. دائما في عجلة من أمرنا.. دائما متأخرين عن مواعدنا.. في سباق جهنمي.. أكثر ما نتوق إليه في العالم هو التواصل.. فهناك من نتعلق به من أول نظرة.. من أول لحظة.. لا يمكن لقلبنا أن يخطئ.. نحن نشعر بذلك.. نعتقد أنه القدر الذي يتدخل.. كما لو كان سحرا.. إنه أمر رائع لمن يحدث له ذلك.. إنه يعيش أغنية حب.. ويركب قطار السعادة.. ولكن في الحياة الواقعية.. الأمور لا تعمل دائماً بهذه الطريقة بالنسبة لمعظمنا.. إنها أقل رومانسية.. إنها معقدة.. هناك نتوءات.. توقيت سيء.. فرص ضائعة.. وعدم القدرة على قول ما يجب قوله.. عندما يجب قوله.. في الوقت المناسب والمكان المناسب…
السعادة في نهاية المطاف ليست شيئا صعبا.. وفي نفس الوقت ليست سهلة المنال..
قد تكون أسلوبك في الحياة..
وقد تكون الرضا عما لديك..
وقد تكون الابتسامة هي الخطوة الأولى نحو السعادة..
دمتم سعداء
م.إسماعيلي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *