محمد بربوش
من كان يظن أنه سيسمع يوما بأن اليهود سيمتنعون عن التجنيد في إسرائيل حتى لا يكونوا في خدمة الصهيونية العالمية العنصرية احتجاجا على سياسة إسرائيل ضد الفلسطينيين؟
هذا ما حدث اليوم: يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2019، حيث نظم آلاف اليهود الأرتودكس وقفة احتجاجية في مدينة نيويورك الأمريكية، رفضاً لسياسة التجنيد الإلزامي في إسرائيل.
وقد لاحظ المهتمون والمتتبعون للشأن الإسرائيلي أن شاؤول بن كيش المتحدث الرسمي باسم «حركة معاداة الصهيونية»، على حسابه الشخصي بموقع تويتر صوراً تظهر آلاف اليهود الأرتودكس وهم محتشدون داخل أحد الملاعب في نيويورك.
وعبر المحتجون عن رفضهم الشديد لسياسات التجنيد الإلزامي بإسرائيل، وهم يحملون لافتات كتبوا عليها : دعوكم من إلحاق اليهود بالجيش الصهيوني، و عبارة: عليكم إنهاء التجنيد الإلزامي، وفق ما يبدو في الصور واللافتات التي حملها أولائك اليهود.
وقد عبر العديد منهم عن أنهم أقبلوا على هذه الخطوة لتمييزهم بين اليهودية والصهيونية، وأن المجتمع اليهودي المتدين يرفض بشدة وباستمرار الانضمام للجيش الإسرائيلي.
كما تجدر الإشارة إلى أن الذكور في إسرائيل مطالبون بأداء الخدمة العسكرية الإلزامية لمدة عامين و8 أشهر، وتنخفض هذه المدة لعامين فقط بالنسبة للإناث.
فهل ما وقع هو سير نحو الحتمية التاريخية التي تقول بزوال إسرائيل، على اعتبار أن التجنيد يعد أحد أهم الدعامات الأساسية التي تمنح القوة للصهيونية العالمية كي تستمر في ممارسة العدوان والغطرسة على الشعب الفلسطيني الأعزل؟