أنا مسلم وسأسمي ابني « جاستين ترودو »

أحمد الجبلي
نقلت بعض صحف بريطانيا قصة عجيبة تتعلق بعائلة السيد محمد بيلان السوري اللاجئ رفقة عائلته في كندا والقاطن في مدينة تورنتو، فقصة محمد وزوجته عفراء تناقلها العرب المسلمون فبعضهم تلقاها بالرفض والغضب، والبعض الآخر بالتأييد والفرح والسرور.
فما قصة هذه العائلة؟ وما الشيء الغريب الذي دفع بصحف بريطانيا لتنقله عبر صفحاتها؟ وما هو موقف المسلمين مما فعلته هذه العائلة؟
إن الأمر يتعلق بالسيد محمد وزوجته عفراء، وهما سوريان عانى من ويلات الحرب والدمار، وقد سبق للسيد محمد البالغ من العمر 29 عاماً أن تعرض للاعتقال في دمشق من طرف زبانية النظام، وعندما أطلق سراحه، علمت أسرته أن السلطات تبحث عنه مرة أخرى وقد يواجه الاعتقال لمدة أطول أو الموت، وهو مصير لم يسلم منه كثير من المحتجزين في السجون السورية.
الحدث المهم هو أن محمدا وعفراء رزقا بولد وهما يقيمان رفقة ابنتهما الصغيرة نايا وابنهما الصغير نائل في كندا، فقررا تسميته » جاستين ترودو » تيمنا باسم رئيس وزراء كندا،
لقد قامت هذه الأسرة بتكريم رئيس الوزراء الكندي لكونه عمل على إنقاذ 40 ألف سوري وسورية من التشرد والضياع وفتح بلاده لكل مهاجر عانى من ويلات المجرم بشار، وبما أن جميع السوريين في كندا يشعرون بالامتنان الكبير لجاستين ترودو الرجل الذي أكد غير ما مرة أن بلاده تتبع سياسة الباب المفتوح في وجه اللاجئين.
والسؤال الذي يطرح لماذا لم يرق العديد من العرب المسلمين ما أقدم عليه محمد وعفراء؟ أي تسمية ابنهما باسم جاستين ترودو؟ رغم أن هذا « الكافر » كان أرحم من المسلم بشار السفاح وغيره من العديد من السفاحين الذي جلدوا هؤلاء اللاجئين، سواء من المسلمين وغير المسلمين،
أعتقد أن الوضع السيء والخطير الذي عاشه السوريون في سوريا من دمار وقتل وتشريد وجوع حتى طلب الرجال الأحرار فتوى لقتل نسائهم وأطفالهم وقد رأينا أحدهم يرمي ببنته في عباب البحر خوفا عليها من القتل البشع أو التعرض للاغتصاب من طرف زبانية بشار، هذا الوضع هو وحده يجيب عن الحماس الكبير الذي دفع بمحمد وعفراء إلى شكر جاستين ترودو بطريقتهما الخاصة. وإن الذين لا يعلمون مدى بشاعة الحرب والابتلاء في العرض والشرف والمعاناة من شدة الجوع والعطش ورؤية الأحباب يتساقطون يوميا أشلاء وقطعا مترامية، لا يدركون أن التحول من الإيمان إلى الكفر نفسه يصير ممكنا، ولذلك نهينا أن نطلب لقاء العدو، لأن هذا اللقاء لا يعلم مدى تأثيره على الأنفس والقيم والمبادئ إلا الله. ولنترك العلماء والخبراء ليقولوا قولهم السديد فيما فعله محمد وعفراء لعلهم بدراسة هذه الظروف والملابسات التي تحيط بهذه التسمية يجدون لهم مخرجا أو حلا أو يجدون لهم عذرا خصوصا وأن أسماء عديدة أعجمية قد سمي بها الأنبياء وقد ذكر بعضها في القرآن الكريم.




Aucun commentaire