Home»Débats»الرئاسة لبوتفليقة،الشرعية لبنفليس،والجزائر لقايد صالح

الرئاسة لبوتفليقة،الشرعية لبنفليس،والجزائر لقايد صالح

0
Shares
PinterestGoogle+

الرئاسة لبوتفليقة،الشرعية لبنفليس،والجزائر لقايد صالح
رمضان مصباح الإدريسي

بوتفليقة الأول

:
سواء حُمل إليها أو حُملت إليه فهو اليوم حامِلُها:   ولاية كبرى لا يرى أنها قد تقسم ظهره كما فعل الفالج بركبتيه.
داس – كما أريد له – على  حق نفسه وبدنه،وعلى دستور البلاد؛كما داس على الشروط المقررة شرعا للولايات العامة،حتى الصغرى.
دُفع دفعا إلى الترشح ،على نفس الهيئة التي رأيناه عليها ،وهو يحل بمكتب التصويت . لا هو بالراجل، ولا هو بالراكب المتحكم في مركبه ،ولا حتى في وضوئه.
وحتى حينما أعلن فائزا لم يعرف لماذا يفرح الناس؟ ماذا يحدث في البلاد ،بل وفي محيطها ،وفي التاريخ؟
لكن مهلا؛  لماذا – وقد غدت الجزائر مستباحة الى هذه الدرجة-  لا نوسع خيالنا – ترفا فقط- لننظر الى ساكنة قصر المرادية  من زاوية أخرى يدفعنا إليها  أكثر من دليل؟
ألم يحرص بوتفليقة ،بكل ما تبقى لديه من  دهاء ومكر لم يُعْرفا سوى لمعاوية – خارج كل أعراف الرئاسة  الجزائرية- على أن   يقدم للجزائريين، بالدرجة الأولى، عائلته، وهو في مكتب التصويت ؛حتى يبدد مخاوفهم  من شدة وهَنِه ،وهو يحاول أن يضع الورقة في الصندوق ؟
ألم تكن عيناه ،الثابتتان كعيني تمساح إفريقي،تقولان للجزائريين:  لا تنظروا إلى يدي المضطربة،  في فجر هذه العهدة الاستثنائية،وركزوا على آل بوتفليقة .  إن الذي مكنني من رقابكم ،وأنا كما ترون،لقادر على أن يجعل مُلك الجزائر في  آل بيتي .
ما المانع ؟ألم تُحْكم  ايالة الجزائر من طرف الدايات  الأتراك قرونا، إلى أن بادر الفرنسيون بتحريرها بدل الأهالي؟
وقبل هذا ألم تقم بها إمارات  خارجية ،صفرية وأباظية؛لا يزال لها حفدة ،يحنون إليها ؛بل ويقاتلون من أجلها في مزاب؟ وقبل كل هذا ألم يقم بها مُلْك بالأوراس للكاهنة ديهية ،وكَسِيل.مُلك وقف في وجه المد الإسلامي بكل جواهره وبَعَاعِه؟
ألا يوجد في عروش تيزي وزو،الى اليوم، حنين لهذا الملك ورايته الحديثة ؛بل وتدافع  لا يكل وجذوة لا تخبو؟
ومملكة تلمسان ألم تكن  تطاول مملكة فاس ،حينما لا تكون وصيفة لها؟
ألم  ترابط بها خيول الأدارسة وصوامعهم؟ ألم يحقق الموحديان محمد بن تومرت وعبد المومن الجزائري اتحادا مغاربيا قبل كل اتحادات العالم؟
وهل ننسى الأمير عبد القادر الجزائري الذي دوخ فرنسا والسلطان معا؟ ألم تكن دائرته على وشك التحول إلى ملك؟
واليوم- ياشعب الجزائر- ألا   تحقق الملكية في المغرب الاستقرار الذي لا تحققه الجزائر إلا بالنفط والغاز؟
أوليسا إلى نفاذ في الغد القريب؟ على ماذا سنجتمع  حينما يصبح نفطنا غورا ،إن لم يكن لنا ملك؟
ها أنتم ترون كيف ماتت الجمهورية ،وكيف شاخ قادتها العسكريون ؛ولم يعودوا يفكرون سوى في اللحاق بأموالهم وأبنائهم في الخارج ،لتمضية ما تبقى من أعمارهم بعيدا عن حقول الألغام.
أنا القادم من المغرب فقيرا ،كابن تومرت،لَقادر على أن أوحدكم من جديد على غير بترول ولا غاز ,ولا شعارات ثورة
أحسنت هدما وفشلت بناء.
حتى ليبيا الثوار تبحث اليوم عن مَلِكها بعد أن فشل كل أمراء الحرب في  بناء دولة لم تُبن أصلا؛رغم كل صولات وذهب ملك الملوك

.
لاسباب بعد اليوم

:
لقد رُد الصاع صاعات ،وكل ما صدر عن شباب الجزائر الغفل –وأستثني هنا أولي الضمائر الحية الواعين بالتاريخ- من سِباب في حقنا  نحن المغاربة ،وحق أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا وأطفالنا –كما ذكرت إحدى الملاحظات المغربيات- رُد عليهم من طرف قادتهم المستبدين والمحقرين.
قادة سمحوا لأنفسهم بتمريغ أنوف المواطنين الجزائريين الخُلص في التراب ،وإجهاض كل أحلامهم، في يوم فرحتهم بالرئاسيات،ولو مقاطعين لها تعبيرا على كرههم للنظام طُرّا .لقد وصل الأمر بالبعض إلى الدخول في نوبة بكاء  فيسبوكي هستيري،حينما  اقتنعوا بالتغرير بهم ،وبكونهم عوملوا كالأيتام في مأدبة اللئام.
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه  ****               وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك    إنما         ****             نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وبدل انتخابات تحبوا وتدرج،على مدار ساعات اليوم، وتقف في المساء معلنة بأنفة وشموخ أن الجزائر فازت ؛انكشفت الفضيحة عن إدارة إدارية للأصوات ؛بعد أن أفردت الأسد العجوز ،لكن الرهيص، بأكبر حصة من لحم الفريسة،ثم وزعت ما تبقى من أقتابها وكوارعها على من حضر من القناصين :
هذا لفطورك  سيدي ،وهذا لغذائك ،وهذا لعشائك…كما تقول قصص الحيوان .
بَيَّتَ القومُ هذا قبل التصويت بزمن .عزموا على تزويج الصبية بشيخ طاعن   لا همة له  ولا باه  ،وأخفوا عنها الأمر؛بل وأظهروا لها ،تمويها، أسرابا من الشباب . لكن وكما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
المالُ حللَ كل غير مُحلل     ***      حتى زواج الشيب بالأبكار
سَحَرَ القولوبَ فرُبَّ أم قلبُها  ***     من سحره  حَجر من الأحجارِ
دفعت بُنَيَّتَها لأشأم مَضجع    ***     ورمت بها في غُربة وأسَار
وتعللت بالشرع قلتُ كَذِبْتِهِ    ***         ما كان شرعُ الله بالجَزَّار
مازُوجت تلك الفتاة وإنما     ***      بِيع َالصِّبا والحُسنُ بالدينار

ومهما يكن فنحن هنا في المغرب نعرف بأن الشعب الجزائري  سيصل أخيرا إلى الحقيقة والصواب ؛حتى وان شاخ الزمان وهو في درب لا يرتكب فيه سوى الأخطاء.كل الأخطاء.
ان التاريخ والجغرافيا جنرالان حاكمان؛قد تعتريهما غفوات لكن الحسم لهما في النهاية.
وكما اندحر هتلر وجنرالاته في مواجهة جنرال اسمه الثلج في روسيا ستالين ؛فان جنرالات الجزائر ،الماسكين اليوم برقاب شعب أعزل ،سيدخلون بيوت الخلاء في التاريخ  ؛ولن يتذكرهم أحد إلا وبين شفتيه سوء.
وللعسكريين الجزائريين الشرفاء –وهم مقصيون طبعا- أقول ما خاب من كان نصيره الله والتاريخ.
ولا حمى الله ونصر من كان قريبا من وكر فساد ولم يفعل سلاحه وحنجرته ليشتت شمله.
ولمن تساءل عن سر البرقية الملكية ،المترعة دلالات،  الى الرئيس الجزائري  أقول:  العبرة بالخواتم ؛انها صادرة من القصر الملكي في الداخلة.   فجر عهدة رئاسية رابعة حرص الملك على أن يحييها من الداخلة.  ألم أقل لكم ان الجنرالين الأزليين يحومان دائما حول الحمى؟
وتحية لعلي بنفليس فقد أظهر بأن في الجزائر رجال دولة أفذاذ يؤمنون بالديمقراطية ،وبإمكانهم أن يربوا المواطنين عليها ،من خلال حملة انتخابية في غاية النظافة. يبقى عليك ألا تعيد الجزائر التي بين يديك الى بيت الطاعة الذليلة من جديد.
Ramdane3.ahlablog.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *