Home»Débats»الحجارة وجاراتها الأمازيغيات

الحجارة وجاراتها الأمازيغيات

0
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح الإدريسي

ألا أحصبه لكم؟
في أول اتصال للحجاج بن يوسف بالعراقيين ،واليا عليهم ،ارتقى المنبر ثم أرخى على وجهه  من عمامته ولم ينبس ببنت شفة.لما طال صمته ،والقوم سكوت كأن على رؤوسهم الطير تهيبا، من وقع  ما تناهى إليهم  عن صنف الرجال هذا الذي اختاره لهم الخليفة لكسر شوكتهم؛سرت همهمات في أركان المسجد واشرأبت الأعناق نحو هذا الذي أرعب غائبا و أطمع فيه حاضرا متصدرا. ولما كان لكل زمان  ومكان سفهاؤه صاح أحدهم : ألا أَحصِبُه لكم؟
ولعل الحجاج كان ينتظر مثل هذا الكلام بالضبط  ليكشف عن وجه بعينين تتقدان شررا ولا تريان غير رؤوس أينعت وحان قطافها.هكذا ولدت خطبة نارية وعابرة للأزمنة إلى أن انتحلها  ،نهجا في الحكم المستبد ،عراقي آخر اسمه صدام لأن الشقاق لم يمت أبدا في العراق ؛ولو بعث الحجاج لوجد أن خطبته لا تزال غير منتهية الصلاحية.
و »كما تكونوا يُول عليكم ».
هاقد حصبته لكم..
بفارق أن الحصب تم فعلا من سفيه و بحجر ،في الوقت الذي لا يُحصب فيه  حتى الشيطان سوى بحَصى ؛ وتم في « آسا « بالمغرب ؛ولم يبق  للسيد الوزير محمد نبيل بنعبد الله – إذ شج شجا- إلا أن يصعد المنبر ويستل عصماء حَجَّاجية وحِجاجية بمطلع أقترحه:
يا أهل آسا ،أَمَا مِنْ قِرى غير الحَصى والأسى؟ (القرى:الكَرَم)
وحتى لو كانت الريح فقط هي التي هبت بالحجارة على  جبين وزيرنا المحترم، فإننا ندينها وندين كل من مرت به ولم يوقفها بعباءته الفضفاضة ،عارفا قصدها.  ذكرت الشيطان وكان علي أن أذكر وزراء تعساء ومتعِسين، سادوا ثم بادوا،ولم يرجمهم أحد  إلا نية ومن وراء حُجُب.
وحينما تغيرت الأحوال ورأينا بيننا وزراء يسعون في الأسواق والمنتديات ،وليس في جعابهم سهام تحمي أشخاصهم ،عدا ما هو متوفر لكل مواطن من حماية الدولة ؛نتقمص نحن روح المخزن الرصاصية ونداهم سلامتهم الجسدية ،حينما تعوزنا الشجاعة الأدبية لنشد وِثاق فكرهم الذي لا نتفق معه،لكن بالفكر وليس بالحبال.
خطوة أولى في طريق الألف ميل التي ستنتهي بمعايير جديدة لاختيار الوزراء: وزير بعشيرة أو طائفة تحميه ،كما يحصل في اليمن السعيد والعراق ولبنان ،وهلم عشائر وعشائر مضادة ؛من دكالة وسوس وأنكاد وتريفة والشاوية….
وهلم سربات خيل عربية وأمازيغية ،وفرسان أشاوس ؛وهل من مبارز؟
جاراتها:
هو جوار في حي سكني شاسع وضع أسسه- في هذا  الوطن الذي كان أنيقا،وان فقيرا- رئيس الحكومة الحالية؛منذ قوله « مواجها » شباب عشرين فبراير: « خَلِّيوْ عْلِيكم سِيدنا ف التِّقار ».
اتسع الحي الشعبوي المرتجل وتشعبت حاراته التي  لايسمع فيها غير اللغو،ولا ذَرْع فيها ،ولا ذِراع الا لِلفُتوة  والقوة. لا رحمة فيه إلا لمن « إذا ضرب أوجع،وإذا تكلم أسمع،وإذا مشى أسرع ». عمريون لكن بدون صدق عمري ،جثموا على السياسة في المغرب ،جثوم النوق العشار؛ومزقوا كل معاجم اللباقة العربية و الأمازيغية ،وألقوا بكل متون المحبة والرحمة الدينيتين في أبي رقراق « وليمة لأعشاب البحر.
هل هو منحى في تدبير الدولة ،نبع من عمقها المتواري، ليداوي « بالتي كانت هي الداء »؟ هل عجمت الدولة عيدانها
لتختار كُلَّ مُفوه هجَّاء ،وكل فارس ضَرَّاب لا يشق له غبار ،وكل مُبرز في « حَشيان لهدرة » كما قال أحدهم. كيف؟ أ رئيس حكومة و »يحشي الهدرة »؟  إذن لماذا نواجه علوش وهو يريد أن يهذب  هذه « الهدرة » لتصبح لغة علم ؟ كنت من معارضيه ،ومن معارضي – وأنا الأمازيغي الذي قُدَّ قدا من جبال آيت زكري ،ومن الكتلة الزناتية في الشرق- ضد التمزيغ المتوحش ،بل  » السوسنة » (من السوسية،ومع كامل الاحترام لها لغة وناطقين ) التي تعلمت من المظلومية الوظيفية  كيف تكون ظالمة لسبعين أمازيغية . هذه حجارة أخرى وقد عرفت قبيلتي كيف ترد عليها حتى لم يعد عندنا طفل إلا وأبواه يعربانه ،قبل المدرسة.
هذا  درس زكراوي لمن يريد أن يُلبس الحفاة العراة ،في منافي الأحجار والصقيع،بذلة سموكنغ « المعيارية،أو prêt a porter ل. والبقية تأتي من بني يزناسن،بني بوزكو،بني يعلا،أولاد عمرو، وأخرين من الزناتيين. هؤلاء المقصيون من الخطاب الأمازيغي « الرسمي »،والذين يحتفلون ب »الناير » الوجدي ،دون أي مطمع في عرش الفراعنة.
ولكن ألم نظلم عيوش وهو لم يزد على أن رد إلينا بضاعتنا ؟ بضاعة دارجة،وعنف لفظي، اخترقا أعلى مرافق الدولة،
حجارة من سجيل لم تُبق زجاجا إلا كسرته ،وهاهي  توغل شجا في الجباه.
دخلت الخيل إلى البرلمان مرارا – بل وكتبت عن أسبوع الفرس فيه- وفشا فيه الرفس والركل ،لكن لم يحدث أن كان وزير قاب  لكمتين أو أدنى ،كما حصل مع المحترم الوزير الوردي .  حجارة أخرى في البرلمان ؛ولا يُستغرب هذا مادام مطلع المعلقة كان بيضا مصبوبا أنزله أساتذة « التعويضات أو التجهيل »، بردا وسلاما على باب تفضي إلى الشعب.كلنا ضُربنا يومها ببيض الأساتذة،بل حتى الأستاذات صار لهن بيض  ظاهر يومها..
لقد أحسن رئيس الحكومة تحجرا، وهو يقطع البث التلفزي عن مجلس المستشارين ،ليس لدواع سياسة حزبية كما يوهمنا هؤلاء بل لأنه خجل من خجل المغاربة وهم يستمعون الى معاجم برلمانية أحد من الحجارة « . ولا  يلتام ما جرح اللسان ». بل وشرع أحد المَرْضيين في التعري ذات محاجرة مع ريس الحكومة.
لا حظوا كيف كمموا أفواههم ليقنعوه بتوبتهم و بالعدول عن الضرب الإعلامي.الصمت حكمة برلمانية استشارية ..
وقبل هذا عمد أولاد حارتنا الى تكميم فم العمدة بنكيران – مؤسس الحي- اذ أحاطوا به  كالسوار بالمعصم ، وطفقوا ضربا بشعارات من جارات الحجارة؛ورآه العالم كالمرود في الكحل ،وهو يحاول أن يرد ،ولا راد غير قضاء الله.
حتى ذوات الحجال رفضن كحله..
ورغم هذا كانوا مهذبين ،ولم يكن بينهم أبناء آسا الذين لا يستعملون المجاز والتورية في لغتهم.
جارات أبي النعيم:
تعلمن منه كيف يكفرن ،ليس دينيا فقط بل عرقيا أيضا .التكفير ملة واحدة كالكفر ،الذي لا يعلمه غير الله علام الغيوب.
كُفِّر المقرئ الإدريسي،وهو العالم الفقيه،من طرف سوس العالمة ؛كما أرادها الفتانون أن تكون لا كما أرادها العلامة المختار السوسي رحمه الله ،وجازاه على درس الفصحى الذي لم يفهمه هؤلاء ،كما نوى وقصد . واشتعلت النار في ما جاورت حتى كفره بقية الأمازيغ ،المنتصبون للشهادة على أنه أَلْحَد في نكتته.
وما كان له أن يُنكت بين الأعراب ،لأن دموعنا في ضحكنا ،ولنا أن نخبز بها ما نشاء من خبزنا بيننا.  فعلها مرفوعا كالفاعل في جملة من الانشراح الخليجي،بدون مفعول به محدد. لكن تاب ،واستتاب حتى اليوتوب اللعين الذي لا يترك نكتة الا أحصاها.  فما العمل؟ ولو أُخذنا بجريرته في المغرب لكُفرنا جميعا لأن ما من حارة الا وبها السوسي جابر العثرات ،كما قال البعض. وفيها الجبلي والدكالي والوجدي والطنجي ،وما شئت من ألوان العلم المغربي.
لكنه زمن الأخطاء ،والوثبة  ruée صوب الحجر ،وضارب ومضروب .ولو أحصيت ما أصابني شخصيا من حجر، وما سيصيبني ،من هؤلاء الذين تؤلمهم النكتة،لاستنفذت الحجر ،في جبال قبيلتي الأمازيغية.
سيظل الشعب المغربي شعب نكت ،ولكنها « لايت » لا تحمل حقدا لا لجبلي ولا لفاسي ولا لسوسي ؛ومن لم يكن منكم بدون نكتة –قالها أو سيقولها- فليرجمني …
وعودة ،رجاء,الى الدولة الأنيقة،والحجاج الدبلوماسي ؛ولا تتخذوا أستاذا الرئيس الذي ضُرب في عهده  حتى الوزراء.
Ramdane3.ahlablog.com

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *