Home»Débats»ثانوية عبد المومن تقيم حفل تابين للمرحوم ادريس النايم

ثانوية عبد المومن تقيم حفل تابين للمرحوم ادريس النايم

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لعل الكثير من رجال التعليم يتذكرون ذلك الشاب المتألق المتخلق, لاعب كرة اليد في صفوف المولودية الوجدية أيام تألقها ,عندما كانت تفوز بالكأس والبطولة معا, بل كانت ترهب الفرق ,أيام بنزكري جرير النوري بلقاسمي الشحايطي التفنسير وغيرهم. وقتها كان المرحوم النايم يصول ويجول.وقتها أيضا, حيث كنت من محبي ومتتبعي فريق المولودية الوجدية لكرة اليد عندما كان يستقبل الفرق بملعب دار الشباب. كان المرحوم النايم قليل الكلام رياضي متميز ,بل أتذكر شطحاته بالكرة مع فريق عبد المومن لكرة اليد.

   هذا الشاب المغوار .أصبح فيما بعد أستاذا للغة الانجليزية بثانوية عبد المومن الى أن ابتلي بمرض عزله عن مجتمعه وعن تلامذته … الى أن فارق الحياة في الأيام الأخيرة.

    أبت إدارة عبد المومن وطاقمها التربوي إلا أن تكرمه بحفل تأبين ترأسه السيد موسي نائب التعليم بنيابة وجدة أنجاد والسيد شعايب  بنيونس ممثلا للسيد مدير الأكاديمية الذي حالت ظروف طارئة دون حضوره , وجمع من الأساتذة والأستاذات وبعض الإداريين.

    أفتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها أحد تلامذة المؤسسة ,ثم كلمة للسيد رئيس المؤسسة الذي ذكر بأن الموت مصير لا مفر منه ,وأن مصيرنا مشروط بالعمل الصالح إن أردنا الغنيمة وقت لا ينفع الإنسان سوى عمله الصالح.

   لتعطى الكلمة للسيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بنيابة وجدة أنجاد ,والذي ذكر بفضائل هذا المرحوم وخصاله الحميدة التي ميزته من خلال أناقته وتألقه رغم مرضه , بل لم يستطع السيد النائب الاقليمي الحديث مطولا عن هذا الرجل الذي ساهم في بناء أجيال من  من تلامذته الذين تتلمذوا على يديه وكان من ضمنهم السيد موسي نائب التعليم الذي لا زال يتذكر معالم هذا الأستاذ الذي خلف أثرا وتأثيرا عميقا بعد رحيل مفاجئ غامض.

   كلمة أخرى تلاها السيد قدوري الحسين الذي عايش السيد النايم عندما كان يحضر يوميا الى المؤسسة صباحا ومساء , يلج قاعة الأساتذة ولا يحدث أحدا. ومن خصاله التي تحدث عنها حبه للمطالعة خاصة كتب الانجليزية… وفي معرض حديثه عن المرحوم ,أنه صادفه في الأيام الأخيرة قبيل وفاته مولعا بقراءة كتاب الله عز وجل… تفاجأ للتغيير المفاجئ دون أن يجد للتغيير تفسيرا … لتظهر الأيام القليلة التي تلت هذه المقابلة في قاعة الأساتذة,أن السيد النايم كان وكأنه يودع الدنيا بما فيها  وبمن فيها ,ويستعد للقاء ربه بهذا التبرك الكريم وهذه النقلة النوعية التي كانت بمشيئة الله لرجل كرس حياته  لخدمة غيره وفارق الحياة بعيدة عن أعين غيره.

     كلمة لأستاذ اشتغل بالمؤسسة لأكثر من عشرين سنة تحدث فيها عن خصال هذا الرجل التي كانت كلها التزاما  وانضباطا الى أن شاءت إرادة الله أن يبتلى والابتلاء قد يكون رحمة من الله سبحانه وتعالى. حيث ذكر الأستاذ أن المحروم عانى في الأيام الأخيرة قبل وفاته من مرض أقعده الفراش بعيدا عن أعين الناس في مكان منعزل من بيت خاص به , الى أن نقل الى مصحة حيث فارق الحياة معززا مكرما . لم يزعج أحدا ولم يظلم أحدا ولم يتسبب للضرر لأحد . عاش وحيدا ومات وحيدا .

وقبل مغادرة الحاضرين القاعة أخذ السيد النائب الإقليمي الكلمة من جديد ,حيث اشار على العاملين بالمؤسسة على ضرورة أحياء مثل هذه الذكريات لرجال خلدوا أسماءهم  بهذه المؤسسة العريقة , بكتابة أسمائهم على بعض معالم المؤسسة ,كما أشار الى العناية التي توليها أكاديمية  الجهة الشرقية للتربية والتكوين  ونيابة التعليم لهذه المؤسسة ,حيث ينتظر أن تخضع  لتأهيل يعيد لها معالمها ومجدها العريق.

في الختام ظهرت معالم الحزن في عيون جل الحاضرين . أعتقد أن كل واحد منهم كان يسائل نفسه: يا رب لا أدري كيف ستكون خاتمتي.أقول لهم جميعا : اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها ,وأجعل أحسن أيامنا يوم نلقاك يا رحمان  ويا رحيم.

   و أقول عن المرحوم الذي لم تسعفني العبارات للتعبير وقتها. اللهم ارحمه وأكرم مثواه  مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا , واجعل قبره روضة من رياض الجنة ,إنك نعم المولى ونعم المجيب. 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.