تناقلت جريدة المساء ليوم الاثنين 29 أبريل 2013 , معضلة منع تلميذات يدرسن بالثانوية الإعدادية ابن سينا في مقاطعة بني مكادة التابعة لنيابة طنجة من ولوج المؤسسة نظرا لارتدائهن الحجاب. وحسب الجريدة فإن إدارة المؤسسة كانت قد منعت ثلاث تلميذات يرتدين الحجاب خلال الدورة الأولى ,الى أن تدخلت النيابة الإقليمية حيث سمح لهن بمتابعة دراستهن من جديد, ليعاود رئيس مؤسستها الكرة مرة ثانية قائلا لهن حسب تصريح إحداهن :

 » إن  أردتن ارتداء هذا اللباس اذهبن الى السعودية  أو سوريا » ,وحسب الجريدة فإن المنع استمر لمدة أسبوع . وعندما سئل المدير عن ذلك ,أجاب :

« بألا مشكلة له مع الحجاب كان طويلا أو قصيرا, إنما على جميع التلاميذ الالتزام بارتداء اللباس الموحد,الذي ينص عليه القانون الداخلي ».

    لن أدخل في تفاصيل وما تبعها من تصريحات هنا وهناك , ومن محاولة كل طرف تبرئة ذمته بما فيها نيابة التعليم بطنجة , بقدر ما سأحاول بسط وجهة نظري في الموضوع.

    إن مثل هذه القضايا التي بدأت تلوح بين الفينة والأخرى ببعض مؤسساتنا التعليمية ,إنما تعتبر مؤشرا على تغييب الجانب الأخلاقي في بعض – أقول في بعض مؤسساتنا , وقلة وعيهم أو تجاهل مدبريهم بواقع الحال وما يشهده المسرح التعليمي من انحرافات وتجاوزات عصفت بالكثير من قيمنا ورمت بنا نحو الهاوية . ولعل إدارة هذه المؤسسة تجاهلت المادة 5 من النظام الداخلي الذي وضعته وزارة التربية الوطنية نموذجا , والتي تنص على ما يلي:

     » يرتدي التلاميذ ملابس تراعي الحشمة والوقار ولا تتعارض مع أعرافنا وأصالتنا وعلى التلميذات ارتداء وزرة ».

     أفترض أن إدارة المؤسسة على صواب وأنهم طلبوا من التلميذات ارتداء الوزرة فوق لباسهن أيا كان.- ولو أنني اشك في صدقهم-

    – هل يعتبر طرد تلميذات من الدراسة لمدة أسبوع إجراء تربويا؟   

    – وهل يعتبر ارتداء التلميذات للباس طويل منافيا لمبادئ الحشمة والوقار؟

    – وهل اتخذت المؤسسة مثل هذا القرار في حق تلاميذ يحضرون بسراويل تكاد تظهر الألبسة الداخلية, وشعر حلق بغرابة, وسلاسل من كل نوع … وتلميذات  كاسيات عاريات ….؟؟؟؟

  – أين مجالس المؤسسة  في مثل هذه القضايا؟

  – أين دور جمعية الآباء من هذه المعضلة؟

  – عندما تدعي إدارة المؤسسة بأن ذلك يتنافى مع قانونها الداخلي ,فهل هناك مصادقة على التعديلات التي أدخلتها إدارة المؤسسة من طرف مجلس التدبير بعد موافقة المجلس التربوي؟ وهل هناك مصادقة من طرف الأكاديمية على هذا القانون المعدل؟

  – أين ….. وأين ؟؟؟؟

    للأسف كنا نتنكر لمثل هذه السلوكيات عندما اتخذت في وقت سابق  في بعض الدول الأوروبية.لكن أن يصل الأمر الى مؤسساتنا فهذا أمر غريب.وليست هذه أول فاجعة,بل قامت إدارة مؤسسة خاصة بالدار البيضاء في بداية السنة الدراسية, من منع تلميذة الحضور الى المؤسسة بحاجبها ,حسب ادعائهم ,وما تثيره من بلبلة داخل الفصل الدراسي.ورغم محاولة أبيها إقناع الإدارة,إلا أنها تشبثت برأيها, وأجبر الأب على نقل ابنته الى مؤسسة ثانية. اللهم إن هذا لمنكر…..

   إن انتشار مثل هذه الظواهر التي تدعو الى العولمة المضرة والمس بحقوق المسلم المغربي والتلميذ الأصيل الذي يصون دينه ويخدم مجتمعه, إنما تعمل على تمييع ممارسات شاذة ,أوصلت الغرب الى النفق المسدود ,حيث يمارس شبابهم كل مظاهر الرذيلة والتي أستحيي من ذكر بعض مظاهرها,بدعوى الحرية. ناسين أن الحرية التي تخدش في حرية الآخرين تعتبر حرية جائرة.

   مجتمعنا مجتمع محافظ تقليدي بسيط, يحترم فيه الصغير الكبير ويستحيي فيه الفرد من لباس غير محتشم حتى داخل أسرته , بل لا يستطيع مشاهدة برامج مخلة بالحياء مع أفراد عائلته. مجتمع مسلم مهذب خلوق . فلا داعي لمزايدات باطلة ,قد لا تحمد عقباها وقد لا نحمد عواقبها.