Home»Débats»VIDEOS – فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة مدرسة متعددة المناهل والتخصصات

VIDEOS – فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة مدرسة متعددة المناهل والتخصصات

0
Shares
PinterestGoogle+

فضيلة العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة مدرسة متعددة المناهل والتخصصات

 

محمد شركي

 عبارة  :  » فلان مدرسة  » عبارة شائعة ورائجة في ثقافتنا العربية ، وهي تنطبق على  كل شخصية ذات إشعاع متميز في ميدان من  ميادين الحياة . وتنطبق هذه العبارة على فضيلة العلامة  الأستاذ مصطفى بنحمزة ، فهو بالفعل مدرسة قائمة بذاتها ولها مميزات ، وليس هذا الوصف من قبيل المجاملة ولا  مزايدة فيه  ، بل هو الحقيقة التي يدركها كل من يعرف الرجل عن قرب . وأريد في هذا المقال أن أستعرض بعض مميزات هذه المدرسة وبعض مناهلها وتخصصاتها التي نهل وينهل منها الناهلون الذين يحيطون بفضيلته  أو يقتدون به عن بعد .

1)   ميزة الاعتزاز بالهوية الإسلامية  والوطنية : كل من ينتمي إلى دين الإسلام  يزعم أنه يعتز بهويته الإسلامية وبوطنيته ، ولكن الفرق بين الذين يدعون  هذا الاعتزاز هو الفرق الكائن بين القول والفعل . وفضيلة العلامة منذ عرف  إنما كان يعبر دائما عن اعتزازه بهويته الإسلامية  والوطنية بالحال والمقال معا . وقد تخرج على يديه في هذه الميزة خلق كثير عندما تجاوزوا الاعتزاز بالمقال إلى الاعتزاز بالحال ، وترجموا اعتزاز المقال إلى مواقف إجرائية شاهدة على صدق هويتهم الإسلامية والوطنية من خلال ما يقدمونه للدين وللوطن من خدمات جليلة بنكران ذات وصدق وتفان .

2)   ميزة حمل الهم الديني وجعله فوق كل هم : هذه ميزة قد يدعيها أيضا كثير من الناس ، ولكن لا يتجاوز حملهم الهم الديني مستوى  الأسى والأسف على الإسلام والمسلمين دون مواقف إجرائية ملموسة . أما فضيلة العلامة فهو إذا أسف للإسلام أو للمسلمين انتقل للتو من  مستوى المشاعر إلى مستوى الفعل والتدخل الملموس. وهنا أيضا تعلم منه خلق كثير كيف  يكون حمل الهم الديني عمليا ، وليس نظريا فقط  .

 3)      ميزة العصامية  التي لا يراد بها شهرة : كثير من الناس  يتعشقون هذه الميزة لأنها تأكيد للذوات واعتماد على النفوس ، وقد تكون هدفا في حد ذاتها لدى البعض إلا أن فضيلة العلامة اعتمدها وسيلة من أجل أهداف سامية . فعندما تدرج  في أسلاك التعليم المختلفة من أدنى سلك إلى أعلاه لم تكن عصاميته تهدف إلى تحسين وضعية المادية  أو المعنوية كما حصل مع الكثير ممن  سلكوا مسلكه ، فحصوا على أعلى الشواهد ، وزينوا بها جدران بيوتهم لتشهد على عصاميتهم العلمية ، بل كانت عصاميته من أجل خدمة مشروع حضاري إسلامي  كبير هو إعادة الأمة إلى هويتها الإسلامية الصحيحة بعد فترة احتلال مشئومة وضياع بين الإيديولوجيات الدخيلة والاستلاب الحضاري  . وهنا أيضا تخرج علي يديه من أحسنوا توظيف العصامية  ، ولم يتخذوها مطية من أجل شهرة  تتبخر مع مرور الأيام  بل اختاروا العصامية الهادفة ، ذات الأهداف السامية .

 4)      ميزة الأريحية الذكية والبعيدة عن الرياء والسمعة :  وهي ميزة أهل الكرم والجود الذين يرتاحون للبذل والعطاء. وهي ميزة  يتكلفها كثير من عشاق المدح الكاذب ، وما هم بأهل كرم أو جود بل من الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا . أما فضيلة العلامة  فسليم الأريحية منذ عرف لأنه تعلم الأريحية من نبع القرآن والسنة ، وهو يقتدي بصاحب السنة عليه الصلاة والسلام في جوده الشبيه بالريح المرسلة. وما سئل فضيلته شيئا مقبولا منطقا وعقلا أو تدعو إلى حاجة الأمة إلا كان سباقا للاستجابة . وقد يظن به بعض المتحايلين الغفلة عن حيلهم  ، فيسألونه لكنهم لا ينالون منه شيئا ، فيحاولون  بعد ذلك التشكيك في أريحيته  الذكية خصوصا عندما يفوت عليهم فرصة استغلالها  ، ويخيب سعيهم الماكر، وتبقى أريحية فضيلته بعيدة عن كل قدح . وهنا أيضا تعلم منه خلق كثير الأريحية الصحيحة  التي لا تخدعها حيل المحتالين ، و قد علم  فضيلته أهل الجود والكرم كيفية صيانة جودهم وكرمهم من ابتذال المبتذلين والمحتالين ، والمتعاطين للكدية المقنعة .

5)   ميزة الإحساس بضعاف الناس والتكفل بهم : غالبا ما يغفل أصحاب الشأن البارز في المجتمع  عن ضعاف الناس نظرا لكثرة مشاغلهم ولكبير اهتماماتهم إلا أن فضيلته  يخصص جزءا كبيرا من وقته لتفقد أحوال الضعفاء من عجزة وأيتام وأرامل ومشردين وأهل البلاء… وهو لا يكتفي بمواساتهم  مواساة مقال، بل  يبذل قصارى جهوده من أجل توفير العيش الكريم لهم حتى لا تجتمع عليهم  الفاقة والذلة  في نفس الوقت .  واحتضانه لدار العجزة  بوجدة خير دليل على ذلك حيث صارت هذه الدار أفضل نموذج على الصعيد الوطني. وفي هذا المجال تأثر به بعض الأخيار فصار همهم  الأكبرهو البحث عن الضعفاء من أجل تقديم المساعدة لهم ، وقد كثر أهل الخير بسبب الاقتداء بفضيلته في مجال الإحسان إلى الضعفاء.

6)  ميزة الاهتمام  بأهل القرآن وأهل العلم :  أحيى فضيلته  عادة توقير أهل القرآن ،وهم  أهل الله عز وجل وخاصته  ، وهي عادة أصيلة  أصلها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلا يسمع فضيلته بحافظ لكتاب الله عز وجل ولا عالم  مغمور في  حاضرة أو ريف بعيد إلا واستقدمه وقربه ، وفسح له المجال واسعا  ليقوم بدوره في خدمة كتاب الله عز وجل . وكم من طاقات في هذا المجال  كانت معرضة للضياع فصانها  ، ورد لها الاعتبار. ومن أجل هذا حرص فضيلته على إحياء المدارس القرآنية العتيقة  والكتاتيب في القرى والحواضر بالجهة الشرقية. وفي هذا المجال تأثر به بعض المهتمين  بالقرآن الكريم وبأهله ، وصار شغلهم الشاغل هو بذل  كل جهد من أجل خدمة كتاب الله عز وجل سواء من خلال توفير البنيات التحتية أم من حيث توفير الموارد البشرية .

وأخيرا لا بد من القول بأن فضيلته عبارة عن  جامعة ذات كليات متخصصة لتخريج المهتمين بالمشروع الحضاري الإسلامي الباني والواعد . وتبدو الطاقات الإسلامية في الجهة الشرقية موزعة على هذه التخصصات التي حبا بها الله عز وجل فضيلته . ومجموع هذه الطاقات  مجتمعة  ومتآزرة هي الضمان الحقيقي لنجاح المشروع الإسلامي الناهض . وبهذه الميزات  يكون فضيلته  حلقة في سلسلة زعماء الإصلاح  دون مبالغة  ، ودون أن  يجرؤ  أحد على التنكر لذلك أو التشكيك فيه . فجزاه الله عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ناجم
    09/01/2013 at 12:41

    السلام عليكم
    إن كل ما ذكرته صحيح في حق شيخنا الفاضل الدكتور العلامة الأستاذ مصطفى بنحمزة. و أضيف إلى ما ذكرته أستاذي الكريم أهم الأمور التي عرف بها هو و من خلاله عرفت بها مدينة وجدة و نواحيها. إنه بناء بيوت الله المساجد .بحيث شيدت عشرات المساجد على يديه.أضف إلى ذلك روح المداعبة و النكتة في اللقاءات الحبية التي يحضر فيها. فلا تشبع من كلامه و تتمنى أن لا يتكلم أحد غيره في المجلس.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *