Home»Débats»الحدائق العمومية :أهي مرافق عمومية للترويح عن النفس،أم ملاذ للعشاق وتجار اللحم البشري؟

الحدائق العمومية :أهي مرافق عمومية للترويح عن النفس،أم ملاذ للعشاق وتجار اللحم البشري؟

3
Shares
PinterestGoogle+

الحدائق العمومية:أهي مرافق عمومية للترويح عن النفس،أم ملاذ للعشاق وتجار اللحم البشري؟

كانت الحدائق العمومية تشكل متنفسا لساكنة مدينة وجدة خاصة في نهاية الأسبوع،حيث تخرج العائلات،رفقة أبنائها،قصد الترويح عن النفس وأخذ قسط من الراحة النفسية والجسدية،بعد أسبوع حافل بالمعاناة جراء حياة مثقلة بالهموم اليومية،واللافت للنظر هو أن هذه الحدائق ورغم قلتها ،هجرها الكثير من السكان ،باستثناء بعض العشاق،الذين يستغلون هذا الفراغ لبسط نفوذهم على الحدائق في مشهد يوحي بشبه احتلال لمرفق عمومي،من قبل هؤلاء الذين أصبحوا لايتورعون عن ممارسة أفعالهم المشينة(وعلى عينك آبنعدي)،وللتأكد من صحة ما نقول فيكفي المرور بجوار الحديقة المحادية لباب الغربي،فليس الخبر كالعيان،لذلك على السلطات العمومية أن تبادرإلى القيام بحملات مباغتة لهذه  الحدائق، قصد محاربة هذه الظواهر المشينة والمخلة بالآداب ،فضلا عن مخالفتها لشرعنا الحنيف،خاصة ونحن في مدينة نزعم أنها محافظة على تدينها .نقول هذا قبل فوات الأوان،واستفحال الظاهرة ،ليعمنا لاقدر الله البلاء،جراء سكوتنا،وهو سكوت ليس له إلا تفسير واحد وهو رضانا بالفاحشة.

وللذين لوثوا هذه الحدائق بسلوكاتهم المشينة نقول:من ابتلي فليستتر.وليعلموا أن الله عز وجل أعد عذابا أليما للجاهر بالفاحشة،وأنه سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده أن ينزلوا إلى مرتبة الحيوان الهائم وراء غريزته.     وما كنا لنطرح هذا الموضوع لولا تضايقنا من هكذا سلوكات ابتليت بها هذه المدينة الفاضلة،ومخافة أن يصبح هذا السلوك المشين شيئا طبيعيا من كثرة السكوت عليه،وإذا كان الشباب المغربي رفع شعارات أثناء تجمعاته كلها،في بداية الربيع العربي، تدعو إلى محاربة الفساد،وهم يقصدون بذلك محاربة الفساد الإقتصادي من احتكار للثروة ومحسوبية ورشوة واقتصاد الريع،فأين هم من محاربة الفساد الذي ينخر جسد وعقل الشباب المغربي والمتمثل في الفساد الأخلاقي،أولا يعلمون أن الفساد الأخلاقي و بالمعنى الذي نقصد في هذا المقال،هوسبب هلاك الشعوب وتخلفها وإلهائها عن قضاياها المصيرية .ولو لم يكن للأخلاق دور في حياة المجتمعات، ما وجدنا في القرآن الكريم حوالي الربع من آياته الكريمة تتكلم عن الأخلاق.

ولقد أدرك السلف الصالح ما للأخلاق الفاضلة من دور في  التحصيل العلمي،فصانوا أنفسهم وحثوا تلاميذهم على ترك المعاصي،كمدخل لاستيعاب الدروس وتقوية الذاكرة،وهذا ما يتجسد من خلال سوء الحفظ الذي عانى منه ذات يوم الإمام الشافعي،فقصد أستاذه وكيع يشكو إليه سوء الحفظ،فدار بينهما حوار،نقتطف منه ما يهمنا وهو قوله:  

  شكوت إلى وكيع سوء حفظي  

    فأرشدني إلى ترك المعاصي  

  وقال لي إن علم الله نور  ونور الله لا يناله عاصي

فما ذا ننتظر من شباب انصرف إلى اللهو والمجون؟أهذا هو الشباب الذي سيحارب الفساد؟وهل هذا هو الشباب الذي سيحصل على أعلى الدرجات ليقود قاطرة التنمية؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *