Home»Débats»محمد رامي : المطلوب تطهير الصحافة الجهوية من الشوائب وتدعيم أخلاقياتها

محمد رامي : المطلوب تطهير الصحافة الجهوية من الشوائب وتدعيم أخلاقياتها

2
Shares
PinterestGoogle+

بتنسيق مع المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس نظم نادي الصحافة بصفرو الملتقى الوطني الثاني تحت شعار  » الصحافة الوطنية في خدمة المجتمع والتنمية  » وذلك أيام 25-26-27- من مارس المنصرم . اللقاء حضره  كوكتيل من رجال الصحافة والإعلام  بالمغرب كما أطرته تجارب وأسماء رائدة جهويا ووطنيا ,  وحسب نوفل المرس رئيس النادي ومراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي بصفرو فان  هذا النادي الفتي  من خلال استضافته   لجيلين من هواة مهنة المتاعب المخضرمين من  كبار رجال الصحافة بالمغرب وكذا جيل الشباب من هواة الممارسة الإعلامية إنما  يحاول الإسهام بدوره في تعزيز مهارات وقدرات الصحفيين الجهويين وذلك  عبر تنظيم لقاءات هي بمثابة  دورات تكوينية  قصد الاحتكاك والتماهي مع تجارب وطنية رائدة في مجال الصحافة والإعلام  . كما يسعى النادي الى تكرّيس  نفسه منبراً للرأي الحر والمتفاعل البنّاء بين صانعي القرار محليا وجهويا  وبين ممثلي وسائل الإعلام  عبر استضافته  للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين ومدراء المرافق العمومية بالجهة من خلال  لقاءات مفتوحة  والتداول في شأن فتح قنوات للإستثمار الثقافي والسياحي في افق تنمية مستدامة  استنادا الى مبدإ التشارك والتقاسم  الذي تمليه ثقافة التدبير الرشيد والعقلاني للشأن المحلي  .
حفل الافتتاح تميز بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لأهل صفر كما تميز أيضا بكلمة لكل من  وزير التجارة ورئيس الجماعة الحضرية وعامل إقليم صفرو حول الأدوار التي يمكن  للصحافة أن تلعبها  في علاقتها بالمجتمع حتى تكون في خدمته وتباشر تنميته على أفضل السبل وأنجعها.

 

مهما تطور الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني فانه لا يمكن أن يساهم في القضاء على الصحافة الورقية سواء كانت جهوية أو وطنية،  لأن الجرائد الورقية حسب مدير جريدة صدى فاس الجهوية  تؤرخ لأحداث ووقائع  كما يعتبرها الباحثون  وثائق ومرجعيات يستند إليها  المختصون في مجالات المعرفة المختلفة

وفي عرض  للمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية استعرض الزميل محمد بوهلال تطورات الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع حيث تطرق الى تداعيات الثورات الشبابية التي عرت وفضحت الممارسات البيروقراطية والاستغلال البشع لثروات الشعوب العربية التي عانت ولازالت تعاني من الديكتاتورية لسنوات طويلة.  وتساءل قيدوم الصحفيين بفاس عن  موقع الصحافة المكتوبة ضمن هذا الزخم الإعلامي اللامتناهي ،  وفيما إذا كان في استطاعتها  مواكبة الأحداث بنفس السرعة  مؤكدا في جوابه بالنفي،  لكنه أوضح بالمقابل ، أنه  مهما تطور الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني فانه لا يمكن أن يساهم في القضاء على الصحافة الورقية سواء كانت جهوية أو وطنية،  لأن الجرائد الورقية حسب مدير جريدة صدى فاس الجهوية  تؤرخ لأحداث ووقائع  كما يعتبرها الباحثون  وثائق ومرجعيات يستند إليها  المختصون في مجالات المعرفة المختلفة , معتبرا الصحافة الورقية من وسائل الإعلام الضرورية والهامة ليس لكونها  تتعاطى مع الأحداث السياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية  وكل مناحي الحياة بالجهة فحسب  بل لأنها لعبت أدوارا طلائعية في محاربة الاستعمار. وقال بعد أن استعرض كرونولوجيا الصحافة الوطنية على مدى عقود أن الأخيرة  لم تولد  كذلك ،  بل نشأت جهوية في عدد من المدن المغربية وتطورت الى ان أصبحت وطنية . وتابع مستطردا  لكن مع تشكيل حكومة التناوب، برزت على الساحة ما يسمى بالصحف المستقلة وهي ليست كذلك في جوهرها  ، لان أحزاب المعارضة  التي انخرطت لحظتها في الحكومة  تركت الساحة فارغة مما ساعد هذه الصحف على الانتشار .  ويرى محمد بوهلال أن الخط التحريري لهذه الصحف يعتمد على صناعة الإثارة  مما جعلها حيث تلقى بعض المنابر  إقبالا من طرف القراء .  وفي خضم ذلك يضيف بوهلال برزت موجة من العناوين الجهوية التي مافتئت تعاني من أزمات مادية  حيث لا تأخذ حظها من الدعم والإشهار الذي من شأنه أن يساعدها على القيام بواجبها في دعم اللامركزية والجهوية ،  وبالتالي مأسسة إعلام جهوي قادر على مواكبة ما تمور به الجهات من طموحات تنموية وتطلعات الى افق أفضل.

ويعتقد بوهلال أن المغرب في إطار التقسيم الجديد والجهوية الموسعة التي أعلن عنها جلالة الملك سيعرف تطورا هاما في مجال الإعلام الجهوي سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب  لأنه بدون إعلام قوي لن تكون هناك جهوية حقيقية  ومراقبة فعالة على المسؤولين في ظل تغيير الدستور الجديد وما يمكن أن يتيحه من فرص لمقاومة الفساد والرشوة  ومحاربة اقتصاد الريع

 

ويعتقد بوهلال أن المغرب في إطار التقسيم الجديد والجهوية الموسعة التي أعلن عنها جلالة الملك سيعرف تطورا هاما في مجال الإعلام الجهوي سواء المرئي أو المسموع أو المكتوب  لأنه بدون إعلام قوي لن تكون هناك جهوية حقيقية  ومراقبة فعالة على المسؤولين في ظل تغيير الدستور الجديد وما يمكن أن يتيحه من فرص لمقاومة الفساد والرشوة  ومحاربة اقتصاد الريع  وغير ذلك من مظاهر التي سئم المغاربة منها . وختم بوهلال مداخلته بالإشارة الى تطورات الحوار الذي كانت جلساته بقبة البرلمان وشاركت فيه كل مكونات المجتمع المغربي من أحزاب ونقابات وجمعيات المجتمع المدني ورؤساء تحرير بعض الجرائد ،  وقال في هذا الصدد أن  اللجنة المكلفة استمعت  لآراء شخصيات مرموقة لها مكانتها في المجال الإعلامي،  وثمن بوهلال  إسناد  رئاسة هذه اللجنة  الى الباحث المغربي الدكتور جمال الدين الناجي الذي بذل حسب رأيه مجهودا جبارا لجمع المعطيات التي ستصدر قريبا في كتاب ابيض  ستناقش مواضيعه مرة اخرى ليتم المصادقة عليه من طرف البرلمان  وسيصبح بمثابة مدونة إعلامية .

 

في هذا الإطار ، دعا محمد رامي  السبت صباحا في ثاني جلسة ينظمها النادي إلى تطهير الصحافة الجهوية من الشوائب والطفيليات الزائدة وتدعيم أخلاقياتها  وذلك بهدف  إرساء أسس مجتمع الخبر والتنمية المجتمعية الحقيقية

في هذا الإطار ، دعا محمد رامي  السبت صباحا في ثاني جلسة ينظمها النادي إلى تطهير الصحافة الجهوية من الشوائب والطفيليات الزائدة وتدعيم أخلاقياتها  وذلك بهدف  إرساء أسس مجتمع الخبر والتنمية المجتمعية الحقيقية . وأشار رامي  خلال  هذا اليوم التواصلي  الذي نظمه نادي صفرو للصحافة  حول موضوع « الصحافة الوطنية في خدمة المجتمع والتنمية  » إلى أن أهم مظاهر هذا الهزال في الجسم الصحفي الجهوي  تكمن في الترخيص بإنشاء جرائد  بلا خط تحريري  منصاعة لأوامر من يدفع أكثر ،  مشكلة بذلك إحدى المحطات السيئة  التي ميزت حقل الصحافة الجهوية بالمغرب حسب تعبيره .    وأبرز صاحب عمود « كود »  الذي تحول الى نبض المجتمع قبل أن يستقيم الى نبض الشارع،   أن لا قيمة مضافة لهذه التجربة في عموميتها ،   وأن فرص  تعزيزها  تتمثل أساسا في دعمها وتعزيز أخلاقياتها  باعتبارها فاعلا حقيقيا ومكونا رئيسيا في  المشهد الإعلامي الوطني، فضلا عن تشجيع مدرائها عبر التكوين والمتابعة   .كما أوضح محمد رامي  أن هذا اللقاء الذي نظم في إطار الملتقى   يجب أن  يدفع في اتجاه  خلق الشروط الموضوعية والمهنية لتأصيل صحافة جهة ذات دور فاعل ومجتمعي . وتطرق الى أهمية حضور وفد من طلبة المعهد العالي للصحافة بكل من البيضاء ومراكش بقوله  نحن من موقعنا كإعلاميين ومهنيين لا خيار لنا إلا أن نهتم بهذه الفئة من الشباب  والأخذ بيده ، وسجل لنادي الصحافة بصفرو بارتياح اقتراحه استضافة مجموعة من طلبة المعهد العالي للصحافة حتى يكون هناك تواصل متعدد وتفاعل بين جيلين جيل الشباب وجيلنا المخضرم  ولتبرز تلاقح التجارب في أرقى صورة ممكنة  ، مضيفا  أن مشروع صحافة جهوية حقيقية يعبر عن حاجة المجتمع المحلي والجهوي لرؤية صوره المتعددة ولغاته وبنياته التخيلية وتمثلاته الفردية والجماعية على المستوى الوطني . إلى ذلك  ساهم   حوالي 60 مشاركا أغلبهم شباب من مختلف المنابر الجهوية والوطنية في هذه الأيام التواصلية  بإغناء النقاش  مع ثلة  من الإعلاميين والأساتذة والمهتمين بشؤون الإعلام بمختلف تجنيساته .  لقاء مع الزميل محمد رامي رئيس قسم المجتمع بجريدة الاتحاد الاشتراكي بفضاء قصر الموصل السياحي مكنهم من تسليط الضوء على واقع الصحافة الجهوية   بجرأته المعهودة وصراحته الصادمة كاشفا  عن مساوئ وعورات ممن نعتهم  بالارتزاقيين الذين  يعتمدون الصحافة للتسول وتلميع واجهات المفسدين تحت الطلب .

 

لا بد أن تكون لدينا الشجاعة الكاملة لان نسمي الأشياء  بمسمياتها،  لابد من ثورة إعلامية حقيقية على المستوى الجهوي للقطع مع المرتزقة ممن تسللوا خفية الى هذا القطاع العام في ظل تساهل رسمي مريب مع المتطفلين على قطاع الصحافة الجهوية

كما حيا رامي نادي الصحافة بصفرو على تنظيمه الملتقى الثاني لتناوله موضوع « الصحافة الجهوية والتنمية المحلية في خدمة المجتمع »  مشيرا  الى أن هناك نوع من الخلط  بين الصحافة الجهوية وصحافة وطنية  داعيا الى وضع النقط فوق الحروف وكأن الصحافة الجهوية ليست بوطنية. وأضاف  رغم  أن التعبير يراد به التوزيع أو الانتشار إما على المستوى الوطني أو الجهوي ،  فإن الصحافة الجهوية فهي الأكثر وطنية مصنفا إياها في الدرجة الأولى ،  معتبرا  أنها تلامس الشأن العام المحلي وتلامس المواطن عن قرب وهي صحافة القرب بشكل كبير .  و في ما يتعلق بالصحافة المستقلة أوضح رامي عندما نتحدث عن الصحافة الحزبية فنحن نتحدث عن صحافة حزبية بمعنى الكلمة ، ولكن عندما نتحدث عن صحافة مستقلة فلابد أن نطرح السؤال هي صحافة مستقلة عن ماذا ؟عن الحزب ربما ،  لكن هل مستقلة عن سلطة المال ؟ وهل هي مستقلة عن السلطة المحلية ؟ وهل هي مستقلة عن مجموعات ضاغطة؟   حيث خلص الى أن  مفهوم الاستقلالية نسبي الى حد بعيد .  وأشار في معرض حديثه عن تطور الصحافة الجهوية بالمغرب قال  أن  هناك نوع من التراكم الكمي وليس بالكيفي ،   وهو تراكم كمي على حساب الكيف مبرزا أنه   في ظل مجموعة من المعيقات التي تحول دون انتشار الصحافة أوفي تطور مجموعة من العناوين .  وقال في هذا الصدد استنادا الى  مجموعة من المعطيات الرسمية  أن  في المغرب حوالي  34 عنوان صحافة جهوية تحترم المعايير العامة للصحافة بشكلها الحقيقي وهي منظمة بشكل مؤطر وتشتغل في مقرات معروفة وبعناصر صحفية مهنية . لكنه امتنع عن ذكر عناوينها  تفاديا للإحراج، لكنه أفصح  بالمقابل أن هناك أزيد من 500 عنوان صحفي جهوي لا تتوفر فيه الشروط الدنيا للعمل الصحفي ,  موضحا أن الأمر يتعلق  بجرائد تصدر بين الفينة والأخرى في مناسبات محددة  أو وفق ميزانية تخضع لمزاجية رئيس جماعة أوفاعل اقتصادي أو منعش عقاري أو مسؤول في مرفق عمومي.  في حديثه عن واقع الجهة من خلال صحافتها  أكد  ضرورة التمييز  بين  نوعين من الصحافة الجهوية   الأولى والتي نعتها  بالصحافة الارتزاقية مقراتها في حقائب مدرائها ليس لها خط تحريري،  ليس لها منهجية مهنية،  هي جريدة يومية تصدر مؤقتا مرة كل شهر أو مرة كل مناسبة،  والثانية  الصحافة الجهوية التي نتحدث عنها والتي لها حضور في التنمية الجهوية وفاعلة حقيقية  في المجتمع.

وقال في ذات السياق  يجب علينا الاعتراف أولا بان إعلامنا الجهوي مازال يراوح مكانه وهو مايزال يحاول إيجاد موقع قدم له في ظل مجموعة من الاكراهات ذكر منها  كانعدام التكوين – الحرمان من الدعم العمومي – عدم الاستفادة من سوق الإعلانات – محدودية في التوزيع – مضايقات السلطات المحلية للجرائد التي تنبش في ملفات الفساد – ضعف الإقبال على اقتناء الجرائد – ضعف في المضمون وانحسار الحس النقدي في هذه الصحافة -هناك أيضا غياب أو هشاشة المشروع الثقافي والتنموي –مركزا  بالدرجة الأولى غياب لأخلاقيات المهنة وهذا هو الأساس .    فأمام هذه الوضعية تساءل رامي  هل يمكن الحديث عن صحافة جهوية في خدمة المجتمع ؟  لذلك ، وأمام هذه الوضعية كذلك لابد من الحديث عن دور لهذه الصحافة حتى تكون  خدمة المجتمع  اقترح  رامي  دعم المقاولات الإعلامية الجهوية  وفتح باب مصادر الخبر  لأن السلطات المحلية والمسؤولين تظل  أبوابهم مغلقة  ولا تفتح إلا عندما يطلب كتابة مقال تحت الطلب ،   إيجاد مسافة فاصلة بين الإعلام وأية جهة كانت سواء أكانت سلطة عمومية أو سلطة المال .  فنحن إن أردنا أن نتحدث عن دور حقيقي وفعال للإعلام الجهوي في التنمية المحلية والجهوية لابد أن نرفع شعارا  » سلطة رابعة لا سلطة تابعة  » كما  تحدث عن إعلام جهوي مكتوب وجرائد ورقية جهوية  و عناوين توزع على الصعيد الوطني تركز في شموليتها بالأساس على الخبر الجهوي  فالصحف الوطنية تفرد حيزا كبيرا للخبر الجهوي بل أن الخبر الجهوي هو الأساسي والرئيسي في العناوين الوطنية ،  وبالتالي فان الجرائد الجهوية لا يجب قصرها فقط على العناوين التي تصدر في هاته الجهة أو تلك،  وإنما أن تمتد الى الصحف التي توزع على ربوع الوطن. وخصص رامي حيزا كبيرا للحديث عن المراسلين  الجهويين  بقوله  هنا نجد أنفسنا أمام تحديات جديدة تتعلق بمصداقية المراسل الصحفي وبكفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية في نقل الخبر بكل موضوعية وشفافية  ، ولكن أيضا بكل صدق ومسؤولية . وأضاف  لحد الآن فان هذه الموضوعية والمسؤولية والصدق تبقى نسبية لمجموعة من الاعتبارات ، ودعا  الى  فتح حوار وطني إعلامي حول مستقبل الصحافة الجهوية  في الإعلام العمومي بشكل مواز للأوراش التي فتحت حول الإصلاح الدستوري والجهوية الموسعة وإصلاح القضاء أن أردنا بالفعل الحديث عن دور حقيقي للإعلام في الجهوية  . وزاد يقول »  لا بد أن تكون لدينا الشجاعة الكاملة لان نسمي الأشياء  بمسمياتها،  لابد من ثورة إعلامية حقيقية على المستوى الجهوي للقطع مع المرتزقة ممن تسللوا خفية الى هذا القطاع العام في ظل تساهل رسمي مريب مع المتطفلين على قطاع الصحافة الجهوية . وتابع متسائلا  » أو ليس هناك اجماع الآن على أن الصحافة هي مهنة من لا مهنة له؟  نحن الآن أمام مشهد سوريالي بمعنى الكلمة  يقول رئيس قسم المجتمع،  فمن غير الممكن الحديث عن الإعلام الجهوي من غير تشريح واقعه ،  فالأعضاء المريضة لا يمكن أن تقوم بدورها في الجسم .  والإعلام الجهوي بشكله الحالي وعموميته لا يمكن ان يقوم بأي دور كان في التنمية المحلية ، وبأي دور ايجابي في المجتمع .   نحن  حقا أمام مشهد سوريالي  ، نطلب من إعلام جهوي مكبل  وتحت إكراهات عديدة  أن يساهم في التنمية المحلية وان يساهم في تطور المجتمع فكيف ذلك ؟ حتما هناك تناقض واضح .

تصوروا معي  أنه  من الصعب أن يجد المرء مكانا ليزاول فيه مهنة بائع متجول ، ولكن من السهل أن يجد مكانا ليمارس فيه الصحافة الجهوية أو حتى الوطنية . وبالتالي كون أن المرء يحصل على رخصة لبائع متجول صعب جدا ، فالمسألة تفرض مساءلة  القائد والمقدم والشيخ لمخزني.  ولكن كون أنك تمارس مهنة الصحافة جهويا أسهل ما يكون .  والمسطرة باتت معروفة وسهلة فكل من هب ودب له عنوان صحفي

 

وقدم أمثلة  صادمة بقوله  » تصوروا معي  أنه  من الصعب أن يجد المرء مكانا ليزاول فيه مهنة بائع متجول ، ولكن من السهل أن يجد مكانا ليمارس فيه الصحافة الجهوية أو حتى الوطنية . وبالتالي كون أن المرء يحصل على رخصة لبائع متجول صعب جدا ، فالمسألة تفرض مساءلة  القائد والمقدم والشيخ لمخزني.  ولكن كون أنك تمارس مهنة الصحافة جهويا أسهل ما يكون .  والمسطرة باتت معروفة وسهلة فكل من هب ودب له عنوان صحفي . وأردف  رامي متسائلا » أليست هذه مفارقة غريبة ؟  وشكك رامي في جرأة وجدية الكتاب الأبيض للقطع مع هذه المفارقة الغريبة  وتمنى أن يكون الكتاب الأبيض الذي تم التبشير به  قد أشار إليها وحدد مقترحات لوقف هذه المهزلة  و في فتح  هذا النقاش لأسباب مرتبطة بأجندات وبجدول زمني  .  واوضح ان  الإعلام الجهوي ليس ورقيا فقط  بل الكترونيا أيضا  هذه الجرائد التي انتشرت بشكل كبير ومنها عناوين اكتسبت مهنية الى حد ما  لكن في عموميتها  لم تخرج عن نطاق النقل والاقتباس حيث يتم سرقة المقالات والكتابات وإعادة نشرها على المواقع بأخطائها اللغوية والنحوية .
وعن علاقة تفاعلية مفترضة بين الورقي والالكتروني قال المحاضر »  على العموم هناك تفاعل حقيقي بين  الكثير من العناوين ،  بل هناك  مجال واسع للخبر الجهوي وفي أحيان كثيرة  تقتبس الجرائد الورقية مادتها الخبرية من رديفتها الالكترونية ، مما يعني  أن  هناك علاقة تفاعلية صحية  بين الجرائد الجهوية الالكترونية ورديفتها الورقية .  وعلى مستوى التأهيل المقاولاتي للصحافة الجهوية  تساءل رامي بتشف  »  أليست المؤسسات الصحفية مقاولات يمكن أن  توفر لنا فرص شغل ؟ وبالتالي لماذا لا تمنح المؤسسات البنكية قروضا لهته المقاولات من أجل إنشاء مؤسسات صحفية جهوية ؟ هناك ضمانات ،  ولكن  يبدو ان  المؤسسات البنكية  متأكدة أن هته المقاولات الصحفية محكوم عليها بالفشل مع وقف التنفيذ،  رغم ان البعض منها    يكابر من أجل البقاء ، والبعض منها انطلق جهويا وانتهى وطنيا،  والبعض الآخر انطلق جهويا وانتهى في السجن .  لذلك فالحديث عن الصحافة الجهوية يفترض الحديث عن قارئ زبون مقتن لها،  وقد م المحاضر خلاصة  إحدى الدراسات التي أنجزها المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية  والحكامة الشاملة بالتعاون مع احد المعاهد بالمغرب والتي تفيد  أن 18 بالمائة من المغاربة يطلعون على مضامين الجريدة مرتين في الأسبوع و5 بالمائة منهم يطلعون عليها 5 مرات في الأسبوع ، و30 بالمائة يدمنون على قراءتها طيلة الأسبوع  بطبيعة الحال أن هذه النتائج نسبية ومتحركة بحسب طريقة الاستجواب،  لكن الأكيد  يقول رامي أن المغاربة شعب ليس بمدمن على القراءة,  وهذا ينعكس سلبا على مبيعات الجرائد الموزعة وطنيا  فما بالك بالجرائد الجهوية

 

الصحافة الجهوية أن أرادت أن تكون لها مصداقية يستوجب أن تلعب دور المراقب المنتقد،  وليس دور ساعي البريد بين المواطنين والمصالح المختلفة.  الصحافة الجهوية الجادة ينبغي لها أن تتحلى بالموضوعية،  وان لا تكيل بمكيالين أن تنقل الخبر بكل أمانة وقدسية  والصحافة الجهوية التي نريدها فاعلة متناسقة ومتفاعلة مع المجتمع.

ويخلص الى السؤال الصدمة أ بهذه الاكراهات والمعيقات يمكن الحديث عن دور للصحافة الجهوية في المجتمع ؟  فلكي تلعب الصحافة دورها الحقيقي في التنمية والتكوين والتحليل والإخبار والإصلاح البناء في التنمية لا بد من تخليصها من الشوائب ، لابد من دعم مادي لها   لابد من الانتقال من صحافة تابعة للسلطة والمال الى صحافة موضوعية ، إن الصحافة الجهوية الجادة في نظر رامي هي التي يجب أن يكون رأسمالها هو المصداقية والقارئ  وليس من يدفع أكثر.  ولكي تساهم الصحافة الجهوية في تنمية المجتمع وتطويره  يقترح  أن تبقي  على مسافة بينها وبين المجالس المنتخبة والعمالات والمؤسسات الاقتصادية لكسب مصداقية القارئ . لأن  الصحافة الجهوية الجادة والتي يمكن أن تلعب دورا رياديا في نشر الوعي والتنمية هي تلك التي تحترم أخلاقيات المهنة وتنآى عن تنصيب نفسها طرفا في عمليات شد الحبل بين هته الجهة أو تلك على المستوى المحلي ، كما أن الصحافة الجهوية التي يمكن أن تساهم في دعم الجهة هي تلك التي ترفض أن تكون بوقا لطرف ضد  آخر ، وتمتلك الشجاعة للاعتراف بالخطأ  ، ولا تستقوي على الناس.  الصحافة الجهوية أن أرادت أن تكون لها مصداقية يستوجب أن تلعب دور المراقب المنتقد،  وليس دور ساعي البريد بين المواطنين والمصالح المختلفة.  الصحافة الجهوية الجادة ينبغي لها أن تتحلى بالموضوعية،  وان لا تكيل بمكيالين أن تنقل الخبر بكل أمانة وقدسية  والصحافة الجهوية التي نريدها فاعلة متناسقة ومتفاعلة مع المجتمع.   إذا ما تحققت كل هذه العناصر  يختم رامي مداخلته آنذاك يمكن أن نتحدث عن دور ايجابي للصحافة الجهوية في خدمة التنمية والى دعم وتطوير المشهد الإعلامي وطنيا  أما في غياب هاته العناصر فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ، وسنجد أنفسنا نكرر خطاباتنا سنة بعد أخرى والدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الصحافة الجهوية لخدمة المجتمع وللتنمية المحلية هو دور يجب أن يكون توجيهيا بالدرجة الأولى  . فالصحافة ليست حكما  بل تنقل الخبر وتقوم بالتحليل وتساعد القائمين على الشأن المحلي في التسيير وليس عبر التوجيه،  وإنما عبر التنبيه.

وبالتالي فان الحديث عن صحافة جهوية فاعلة ومتفاعلة خدمة للمجتمع يقتضي الحديث عن المصداقية  وحتى لا أفهم بشكل خاطئ أوضح رامي  أنه  لا يكيل لأي منبر كان ، وإنما هو رصد لواقع إعلام جهوي حقيقي نعيشه  أراد له البعض أن يكون على هذه الشاكلة  خدمة لمصالحهم ، لذلك يزداد اليقين  انه كلما  توفر الدعم والإعلانات والاشهارات والدعم المادي لهذه المنابر كلما تقدمنا في الاتجاه الصحيح ، وماكان لنجد أنفسنا أبدا أمام وضع هش كهذا   هو وضع سوريالي    ومن يقول غير هذا فهو غير صادق مع نفسه .  هناك مجموعة عناوين للصحافة الجهوية  انطلقت بمصداقية كبيرة وتم الضغط عليها بل أريد لها أن تزيغ عن الإطار الحقيقي المهني وان تدخل في دوامة التمويل والمصاريف وبالتالي يجد المرء نفسه أمام خيارين  إما أن يرضخ وإما أن يغلق المقاولة  وهناك من أغلق المقاولة وهناك من رضخ لهذه الاكراهات   رامي اعتبر الملتقى فضاء مفتوحا للنقاش والحوار وحبذ فكرة الخروج ببيان وتوصيات ومجموعة من المطالب  كما أوضح انه هيأ أرضية من اجل التداول في شأنها مع طلبة المعهد  واقول ان الزملاء  في نادي الصحافة تجاوبوا مع روح 20 فبراير بدعوتهم ثلة من الشباب الإعلامي الواعد المتمثل في طلبة المعهد العالي للصحافة  بالبيضاء ومراكش.

بقيت الاشارة الى ان  اليوم الثاني تميز بلقاء مفتوح مع رؤساء المصالح الخارجية التالية : التعليم ـ الصحة – الفلاحة ـ التجهيز ـ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث تمكن رؤساء هذه المصالح من التداول في مختلف القضايا والاوراش المفتوحة جهويا  مع طاقم من الزملاء الصحافيين على المنصة  أو عن طريق توجيه أسئلة والاجابة عنها مباشرة  ، كما نظم النادي زيارة ميدانية  مكنت المشاركات والمشاركين من الوقوف على المؤهلات السياحية التي يزخر بها الإقليم –  وكذا زيارة بعض مشاريع المبادرة  الوطنية للتنمية البشرية بمختلف جهات الإقليم انطلاقا من صفرو مرورا بالمنزل حتى رباط الخير  زيارات  فجرت الكثير من الأسئلة الحارقة سواء فيما يتعلق بسبل تدبير هذه المشاريع التنموية اختياراتها من حيث  بنياتها من الأساس  .

في دار الطالبة برباط الخير   بدت فتيات الدار متعبات كما لو أنهن  يحملن  جبالا من المشاكل تفوق طاقتهن كتلميذات بالسلك الإعدادي . كان حضورنا غير مفاجئ ، لذلك كان لديهن كل الوقت ،  بل رسمن خطة لإيصال رسائل عبرنا الى المسؤولين ، رسائل  لا تحتاج  غير مشفرة ولا تحتاج الى تفكيك ، كن منذهلات بريئات  وهن ينتظرن  قدوم  طيف من المشهد الإعلامي الوطني ، تسللت خارج الموكب الرسمي  وحاورت بعضهن  حول مشاكلهن طموحهن حياتهن داخل أسوار قد تحميهن من الظلام حتما  لكنها بالتأكيد لن توفر لهن حاجتهن من حياة كريمة  داخل بناية  لم تكمل بناءها بضع سنوات حتى شب فيها الاهتراء من كل جانب وباتت الرطوبة مؤشرا على قدوم عاهات مزمنة قد تسكن عظامهن لسنوات قادمة مساكن متقادمة تطرح اكثرمن سؤال حول مال المبادرة . شبح تلميذة  ذات عينين تلمعان ببريق  وحذر  رغم الذبول المتجلي على مُحيّاها، والألم الذي تعيشه. أجريت حوارات صادمة  ستكون موضوع نقاش طويل عريض حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسؤال المال العام .
في صمت مريب ودعتهن كما بناتي  وكلي أمل أن أطرق الأبواب حتى أجد  الصدر الرحب والأذن الصاغية لمعاناتهن  وننتظر من ذوي المسؤولية  الإلتفاتة اللازمة للأخذ بيد الناشئة نحو غذ أفضل .

ومع كل الارتجال الذي يمكن أن يحدث هنا أوهناك ، ورغم الإرباك الذي يخطط له  بحماس منفعل  يثابر فريق نادي الصحافة بصفرو من أجل الارتقاء بهذا المرفق الحيوي  ليكون بمثابة تجربة اقتراحية  يمكن الاعتماد عليها  من قبل صانعي السياسة وخبراء الإعلام والمتخصصين في مجال الصحافة الجهوية للمساهمة في تفعيل هذا الورش التنموي في المغرب ، ولم لا في  العالم العربي ، خصوصاً بعد أن حظيت دورته الثانية  باستقبال وجوه من المع  كتاب الأعمدة  بالصحافة الوطنية ، وما يمكن أن  يتضمّنه من اقتراحات و تصورات  حول ما ينبغي أن تكون عليه الصحافة بالجهة بالنسبة  لمن يهتم  بالإعلام جهويا ووطنيا. فتحية لكل الزملاء بمكتب النادي الفتي  عبروق الدويب الأخوين المرس  لمريني عصمة ….وآخرون سردوا تاريخ مدينة تستهوي الزائرين  وتخلب ألبابهم وتحبس أنفاسهم بظلالها الوارفة ، وغاباتها الموحشة ، وغاراتها المأهولة ، وعيونها المتدفقة ، مدينة تحتضن  أقدم مهرجان في المغرب تعود بداياته الى سنة 1919  حيث تتزامن الاحتفالات مع نهاية موسم قطف فاكهة الكرز  » حب الملوك » واختيار ملكة جمال في مسابقات تشارك فيها مسلمات ويهوديات ومسيحيات ،في استعراض ملفت للتراث الثقافي الشعبي العربي والامازيغي المحلي ، مدينة ظلت رمزا للتعايش الحضاري بين الديانات الثلاث ،  مدينة سكانها لا يتركونها إلا بعد أن يقطعوا عهدا على أنفسهم بالعودة الى أحضانها  …وتحية خاصة الى مشعل الصحافة وغدها المشرق شباب المعهد العالي للصحافة والإعلام  بكل من البيضاء ومراكش.
عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Chourouq Nasri
    08/04/2011 at 15:19

    Il faudra commencer peut-être par arrêter de censurer les voix qui ont quelque chose à dire quant à la qualité de certains journaux régionaux et nationaux! la pluralité des journaux dans notre pays ne signifie pas le pluralisme des opinions.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *