Home»Débats»مدينة دبدو …ورواية فرتون

مدينة دبدو …ورواية فرتون

1
Shares
PinterestGoogle+

محمد شحلال


يرتبط أهالينا في مسقط الرأس بعلاقة قديمة مع مدينة دبدو التي كانت ذات زمان إمارة شهيرة مازالت تحتفظ بكثير من المعالم الحضارية لولا اختفاء مياه عين السبيل وصنا هديرها وهي تنساب من أعالي مرتفعات جبال،،تافرنت،،.
كان أهالينا يستخرجون كل وثائقهم الإدارية من مكاتب قيادة دبدو التي تبعد عن بلدتنا بما يزيد عن أربعين كلم،وكان عليهم أن يقطعوا هذه المسافة على ظهر الدواب ثم عبر الشاحنات لاحقا وهي تسلك مسالك وعرة لتجنب دوريات رجال الدرك التي كانت تنتهي لترتيب مخالفات ثقيلة في حق السائقينأو اقتصادها الى المحجز لعدة أيام.
وإلى جانب استخراج الوثائق الإدارية وأداء غرامات حراس الغابة،فإن أهالينا كانوا يرددون كذلك على بعض العائلات اليهودية التي عمرت بمدينة دبدو واشتهرت بممارسة العديد من الحرف وعلى رأسها الخياطة.

كان من بين هؤلاء اليهود من يصنع،،ماء الحياة،،لكن هذالسلعة كانت منذورة لصنف اخر من الزبناء من غير أهالينا الذين كانوا يقومون لباسا خاصا يتبرع فيه الخياطون من اليهود،وهو عبارة عن حبة من ثياب خشن يتناسب مع ذوق البدو الذين يبحثون عن المنتوجات الصامدة ولا اهمهم اللمسات الفنية!
لقد لعب هؤلاء الحرفيون اليهود دورا كبيرا في تلبية حاجيات البدو،وظلوا يحملون كل أشكال الاستفزاز والتعسفات،الى درجة أنهم كانوا يقاتلون غلظة ابناء عمومتهم من العرب ب،،نعام أسيدي فلان،،!
لم يكن من السهل أن يعرف المرء كل أسرار العائلات اليهودية،لأن هذا الصنف من البشر قد جمعوا عبر التاريخ كل الأجوبة المسبقة وأعدوا لكل حال ما يناسب ليظلوا مخلوقات لا يكشف الغازها الا ما ورد في كتاب الله عن بني اسرائيل الذين تمكنوا لنعم الله وأوامره وأحرى أن يكتبوا لقوانين البشر!
كان اليهود في مدينة دبدو يعيشون بفضل براعتهم في الحرف والتجارة بينما اكتفى حياتهم من المغاربة بطلب خبرتهم السحرية لإيذاء بني جلدتهم مقابل عمولات فيها كثير من السخاء.
لقد أتيح لي أن أرى كثيرا من يهود دبدو سواء عبر الوافدين منهم على سوق بلدتنا الأسبوعي لتصريف مبيعاتهم،أو في سكناتهم المفتوحة بالمدينة،حيث كان الخياطون والخيارات يعتمدون ترك الأبواب مشرعة ليتسابق البدو من أجل تسليم أو استلام بضاعتهم.
ن لم يسبق لي أن تعاملت مع أحد من هؤلاء اليهود يومئذ،لكن الفضول دفعني لأكتشف ،،فرتون،،التي كثر الحديث عنها بين اللاعبين وراء اشباع النزوات!
فرتون،فتاة يهودية في ريعان الشباب،وكانت تتميز بقدر كبير من الوسامة ورشاقة الجسم،ولا يبرز جمالها الا مقولة أهالينا حينما يستوقفهم جمال امرأة،حيث يرددون باللسان المحلي : ذيس أزلي نووذاين،، بمعنى أنها تتميز بجمال اليهود !
حين أدركت،،فرتون،،بأن جمالها قد يرى حديثه في كل القلوب،لم تتردد في أن تحولها الى تجارة موافقة.
وهكذا ،قررت أن تقتصر تجارتها على محياها ،فصارت تبيع القبلة بعشرة دراهم أوائل السبعينات من القرن الماضي !
انتشر خبر،،فرتون،،في أوساط الشباب ببلدتي،وشرع العديد منهم في الادخار لتوفير ثمن الرحلة عبر الشاحنة،ثم مقابل قبلة محتملة لجنس متميز من البشر،فإذا فعلت القبلة فعلتها،فلتذهب دريهمات العودة إلى الجحيم لأن الأقدام جاهزة لقطع المسافة را جلين !
كان الزبناء البارون ل،،فرتون،،من أوائل المهاجرين،حيث كانوا يتسابقون الى مدينة دبدو بمجرد زيارة العائلة ،ثم يشعرون في الحديث عن فتوحاتهم وقد ظفروا بقبلة الأحلام !
لقد كسبت ،،فرتون،،بقبلاتها ما لم يجمع الخياطون والخيارات وباقي الصناع،لذلك اختفت عن الأنظار فجأة حينما وفرت ما يسمح لها والتوجه نحو وجهتها المختارة لبدأ حياة أخرى وتحقق تطلعات لا تخطر على بالنا نحن العربان الذين ما وانا سجناء سلطة ،،اللبيدو،،مما يسهل على الآخر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *