Home»Débats»وجدة : بداية نهاية جيل المحطة القديمة

وجدة : بداية نهاية جيل المحطة القديمة

1
Shares
PinterestGoogle+

ذة.سليمة فراجي
مررت قربها في هذه الليلة الليلاء ، والقلب بين مهابة ورجاء ، والخواطر كلمى تجاه شعور بالغربة ، شعور بالحزن العميق على من رحلوا وعلى اخرين يرقدون في المشفى ،
تأملت هذه المحطة في هذه الليلة الماطرة ، ‎ المحطة القديمة المهجورة التي شهدت صبانا ومرحلة دراستنا بالرباط ،ومختلف تنقلاتنا ومعاناتنا، محطة مظلمة مقفرة وكأنها لم تكن شاهدة على الحزن الليلي الذي يعاني منه المسافرون والغرباء عادة وبعض المعذبين في الارض ، محطة لن تصدح بصفير قطارات الليل ذاك الصفير المعلن غداة البين وفراق المحبين ولن تشهد مرور كل من اشتاق الى رؤية الأحبة والخلان ، كل من لجأ الى العاصمة مشوش البال ، كل طالب علم متوجس من مصير مجهول ، كل مريض لم يكن له بد في العقود الماضية سوى طرق مستشفيات ومصحات العاصمة ، اجيال مرت من هنا ، واجيال أخرى لن تعرف محطتنا المهجورة الشاهدة على مساراتنا، وكأن المحطة الجديدةهي بمثابة بداية النهاية لأكثر من جيل.
محطة وجدة اقفرت ولن تشهد زفرات وعبرات المسافرين و هواجس المهمومين وصفير قطار الليل الحزين ، لتحل محلها محطة في حلة جديدة سيمتطي قطاراتها جيل لا يحمل معه الورق والاقلام ليعبر عن حزن الليل الذي يزيد من وحشته اختراق القطار لأجواء المجهول ، بل يحمل هواتف ذكية ولوائح الكترونية ، وكأن الاحلام تغيرت والهواجس تغيرت ، والكآبة نفسها تغيرت !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *