Home»Débats»وقفة لغوية عند كلمتي توظيف وتعاقد في ظرف الخلاف بين الوزارة الوصية على قطاع التربية وبين أطرها

وقفة لغوية عند كلمتي توظيف وتعاقد في ظرف الخلاف بين الوزارة الوصية على قطاع التربية وبين أطرها

0
Shares
PinterestGoogle+

وقفة  لغوية عند كلمتي توظيف وتعاقد في  ظرف الخلاف بين الوزارة الوصية على قطاع التربية وبين أطرها

محمد شركي

هذه الوقفة فرضها الخلاف الحالي المحتدم بين الوزارة الوصية على الشأن التربوي، وبين الأطر التربوية على اختلاف فئاتها ،ذلك أن هذه الوزارة كما سنت التوظيف من قبل لعقود بعد الاستقلال ،  فقد تحولت منه التعاقد الذي رفضته الشغيلة التعليمية مطالبة بالعودة إلى التوظيف  . والملاحظ أن هذه الشغيلة لم يكن لها  خيار  لا من قبل ، ولا من بعد ، بل كانت مجبرة  أمام أمر واقع تقرره الوزارة التي لم تشاورهم  بالأمس ولا اليوم ، و كانت  هذه الشغيلة مضطرة لقبول الصيغتين فرارا  من البطالة ، ورغبة في الحصول على لقمة عيش .

وإذا  ما نظرنا إلى هذا الذي صار مشكلا بين الوزارة والشغيلة من زاوية  لغوية بالوقوف على  الطبيعة الصرفية أو المورفولوجية لكلمة « توظيف  » التي صيغتها  » تفعيل  » ، وهي مصدر ككل المصادر دال على حدث مجرد من الزمان : » وظّف، يوظّف ،توظيفا  » على وزن :  » فعّل ، يفعّل ، تفعيلا « ، فإن صيغتها تدل على عدة معان هي :

1 ـ التعدية : كقولنا :  » فرّحت الصبي  » ، ويكون الفعل المجرد منه لازما :  » فرح الصبي « .

2 ـ التكثير : كقولنا :  » قطّعت الحبل « ، إذا جعلته قطعا كثيرة .

3 ـ السلب : كقولنا :  » قشّرت العود « ، إذا سلبته قشرته .

4 ـ اتخاذ فعل من اسم : كقولنا :  » خيّم القوم  » ، إذا ضربوا خياما .

وعندما نعرض كلمة « ّ وظّف  » على هذه المعاني ، نلاحظ أنها لا تندرج تحت واحد منها ، بل نجدها تدل على الإسناد : كقولنا :  » وظّفت فلانا  » ، إذا أسندت له وظيفة ، وتفيد الاستثمار كقولنا : »  وظّفت المال » ، إذا استعملته للكسب ، وتفيد التزويد كقولنا   » وظّفت المؤسسة  » ، إذا زودتها بموظفين ، وتفيد التعيين  كقولنا :  » وظّفت له رزقا   » ، إذا  حددته له وأجريته عليه.

ويمكن الجمع بين معنيين من هذه المعاني  بحيث يقترن إسناد وظيفة ما بإجراء رزق على الموظف ، وهذا حال كل من يندرجون تحت الوظيفة العمومية التي منها وظيفة أطر التربية والتعليم .

أما الطبيعة الصرفية أو المورفولوجية لكلمة تعاقد التي صيغتها  » تفاعل  » ، فلها عدة معان هي كالآتي :

1 ـ المشاركة : وهو المعنى الغالب عليها كقولنا :  » تشارك الرجلان « ، إذا اشتركا في شيء ما أو في  فعل ما  …

2 ـ مطاوعة  صيغة  » فَاعَل  » : كقولنا :  » باعدته ، فتباعد  »  .

4 ـ التظاهر بما ليس في الباطن : كقولنا :  » تمارض الرجل « ، إذا أظهر المرض وهو صحيح .

5 ـ التدرج في الوقوع : كقولنا :  » توارد القوم أو توافدوا  » أي جاءوا تباعا .

6 ـ ويكون من فعل تَفَاعَل  المجرد : كقولنا :  » تعالى الله عز وجل  » للدلالة على العلو والسمو ، وعلى التنزيه أيضا .

وإذا  ما عرضنا  على هذه المعاني كلمة » تعاقد  » التي جعلتها الوزارة الوصية على قطاع التربية عندنا  بديلة عن كلمة  » توظيف  » ، نجد أنسب معنى لها، هو المشاركة بحيث تشترك الوزارة مع أطرها في إبرام عقد بينها وبينهم ، وهو عبارة عن اتفاق من المفروض أن يكون عن تراض  وقبول ، و هو ملزم قانونيا للطرفين المتعاقدين ، بحيث يلتزم كل منهما بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه . ولعل أنسب تشيبه للتعاقد هو  ما تتضمنه عقود النكاح  في شريعتنا الإسلامية والتي تشترط الرضا والقبول بين الأزواج ، ولا تصح دون ذلك . وعليه فكل تعاقد دون ر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *