محمد شحلال

تتنافس العديد من شعوب الأرض في مظاهر الاحتفاء بالسنة الميلادية الجديدة،التي نأمل أن تنسينا فيما عشناه من أحداث خلال نظيرتها التي ترحل بعد وقت وجيز.
ولا شك أن هناك من الناس من ابتسمت لهم الدنيا خلال السنة المنقضية،ويتطلعون الى المزيد مع حلول العام 2023،بينما كانت الشهور الماضية ثقيلة على قلوب عديدة، بسبب الأحداث الأليمة التي تشهدها معظم البلاد من قبيل الحروب وارتفاع تكاليف الحياة،ناهيك عن الاضطهاد والتهجير القسري المفروض على كثير من الشعوب.
انها سنة الحياة منذ القدم،حيث يتناوب الصراع بين الخير والشر ،ما جعل جعل الأديب المهجري خليل جبران يعتبر هذه الحياة ،،دمعة وابتسامة،،وجعل العبارة عنوانا لأحد مؤلفاته.
لنفوض أمرنا الى الله ،املين أن يكون عامنا الجديد حافلا ببشائر الخير والمسرات التي تجبر خواطر المنكسرين، ولعل في مقدمة ما نأمله،أن يرحمنا رب العزة بغيث نافع يحيي موات الأرض في كل مكان.
ان حلول العام الهجري يتزامن مع منزلة فلاحية معروفة عند أجدادنا منذ القدم،الا وهي منزلة ،،الليالي،،بكل تفرعاتها،والتي كنا فيما مضى من السنوات المنتظمة، نعد لها العدة بما يلزم من مؤونة للانسان والحيوان،وكذلك من حطب التدفئة استعدادا لموجة أكيدة من البرودة الناجمة عن تهاطل الأمطار والثلوج والبرد القارس،وهي ظروف كانت تمتد لعدة أيام،لكنها لا تخلو من حلاوة، حيث كان البدو ينتشون باستهلاك زيت الزيتون مرفقا بخبز الشعير،ثم يستمرئون الوجبة بكؤوس الشاي والدفء الذي يوزعه حطب شجر البلوط أو العرعر،وتؤثثه سنفونية قطرات المطر المتسربة من شقوق الخيمة.
كانت ليالي،،الليالي،،طويلة،وتوفر أجواء نوم عميق، لا تفسده الا أصوات الحيوانات التي هدها الجوع ،مما يجبر الجميع على مغادرة فراش عزيز لمجابهة تكاليف اليوم الجديد.
نحن نعيش الان أسبوعنا الأول من،،الليالي،،والسماء في أبهى زرقتها، مما يجعل أقوى المتفائلين ،يشعر بقلق يطرد النوم عن الجفون ،بعدما امتدت سلطة الجفاف حتى دب القنوط في نفوس البدو على وجد التحديد،حيث لم يعد بين ايديهم من بدائل واختيارات الا الالتحاق بحواشي المدن لامتهان حياة لم يتعودوا على توفير شروطها،مما يؤهل أبناءهم لتشكيل شرائح اجتماعية تستبيح كل شيء لضمان البقاء ولو على حساب راحة الغير وجمالية المدينة.
مازال أمامنا متسع من الوقت لنسال الله أن يرسل علينا السماء مدرارا،ويغسل دموع الفلاحين ومربي الماشية، وتعود
طبيعة بلادنا الى سالف عهدها،وما ذلك على الله بعزيز.
تحية لكل الاخوة متابعي الصفحة،وأسألكم الدعاء لمريضين عزيزين يجتازان ظرفا صعبا بعدما عجز الطب ووهن العظم.
عام حافل بالمسرات وبلوغ الأهداف ان شاء الله.