Home»Débats»شطحات نادي تولوز الفرنسي غير المفهومة!

شطحات نادي تولوز الفرنسي غير المفهومة!

0
Shares
PinterestGoogle+
 

اسماعيل الحلوتي


في خطوة مباغتة وأكثر مدعاة للريبة حول الهدف المراد تحقيقه بواسطتها، أقدم نادي تولوز الرياضي الفرنسي لكرة القدم، الذي يمارس اللعبة ضمن أندية القسم الأول في الدوري الفرنسي، على تصرف أقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه تصرف صبياني ولا أخلاقي تجاه المغرب ومواطنيه، ولا يليق بسمعته في الوسط الرياضي، باعتباره أحد الفرق العريقة في عالم المستديرة. حيث أنه أبى إلا أن يتلاعب بمشاعر المغاربة ومعها خارطة بلادهم أيضا في ظرف لا يتعدى سويعات قليلة فقط. ترى متى وكيف حدث ذلك؟
ففي منتصف شهر شتنبر 2022 نشر النادي الكروي الفرنسي تولوز على موق « تويتر » صورة لمهاجمه الدولي المغربي زكرياء أبو خلال مع خريطة المملكة المغربية من طنجة لكويرة، مهنئا إياه على تحقق حلمه من خلال المناداة عليه من قبل الناخب الوطني وليد الركراكي، للمشاركة ضمن المنتخب الوطني الأول الذي يتهيأ لخوض تجمع إعدادي بإسبانيا تتخلله مباراتين وديتين تجمعه في الأولى يوم الجمعة 23 شتنبر 2022 بمنتخب الشيلي بمدينة برشلونة، وفي الثانية يوم الثلاثاء 27 شتنبر 2022 بمنتخب الباراغواي بمدينة اشبيلية، استعدادا لنهائيات كأس العالم المزمع تنظيمها في دولة قطر خلال شهري نونبر/ دجنبر 2022. حيث علق النادي الفرنسي على تلك الصورة بالقول: « التحضير لكأس العالم لزكرياء أبو خلال مع أسود الأطلس… معسكر في إسبانيا ومباريات أمام الشيلي وبارغواي ».
وكانت الفرحة فرحتين، فرحة اختيار اللاعب الواعد أبو خلال ضمن أبرز العناصر الوطنية التي يفترض أنها ستمثل المغرب في العرس الكروي العالمي ب »قطر 22″، وفرحة اعتراف أحد أبرز الأندية الأجنبية الكبيرة بمغربية الصحراء، في ظل الأزمة الصامتة التي تمر بها العلاقات المغربية/الفرنسية. بيد أنه سرعان ما تبدد كل شيء وتحول الفرح إلى استياء عميق وغضب شديد، لا لشيء سوى أن نفس النادي الذي نشر على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لاعبه أبو خلال مع خارطة المغرب كاملة، عاد من جديد إلى مسح تلك الصورة واستبدالها بصورة أخرى، يبدو فيها ذات اللاعب يحمل العلم المغربي مع خارطة المملكة المغربية بدون صحرائه. وهو ما يعيد إلى الأذهان واقعة ضبط إدارة الجمارك المغربية تلك الشحنة من المقررات الدراسية القادمة من فرنسا تتضمن خريطة المغرب مبتورة، والتي كانت موجهة إلى تلاميذ مؤسسات البعثة الفرنسية بالمغرب، مع مطلع السنة الدراسية الجارية: 2022/2023.
وهو ما اعتبره عديد المهتمين بالشأن الرياضي في المغرب وخارجه فعلا استفزازيا، وأثار في أوساط المغاربة على الخصوص موجة عارمة من الاستياء، وسيلا هادرا من الانتقادات لإدارة النادي الفرنسي، رافضين هذا الموقف الانقلابي الهجين الذي لا يعدو أن يكون قد تم بضغط من الذباب الإلكتروني وأعوان « الكابرانات » المنتشرين في جميع أنحاء بلدان العالم والمندسين في عديد المجالات.
وفي هذا السياق لم يتأخر اللاعب الدولي المغربي المتميز زكرياء أبو خلال في التعبير عن غضبه من خلال الرد على تراجع فريقه عما سبق نشره واعتماده خريطة المغرب بدون صحرائه، حيث أنه بادر إلى نشر تدوينة على حسابه الشخصي في « إنستغرام » تتضمن إلى جانب العلم الوطني صورة حديثة لخريطة المملكة المغربية كاملة مرفوقة بأغنية « أنا مغربي » للفنان الدوزي. إذ لا يمكن لأي لاعب يعشق وطنه حتى النخاع، كما هو الحال بالنسبة له أن يقبل بأن تعبث إدارة فريقه الكروي وغيرها بخارطة بلاده وتمس بوحدته الترابية، ثم كيف له أن يكون قادرا على العطاء المثمر وتتفتح شهيته للتهديف في مثل هذه الأجواء المشوبة بانعدام الثقة في مسيري النادي؟
فالنجم المغربي انضم إلى نادي تولوز الفرنسي رسميا خلال شهر يونيو 2022 قادما إليه من نادي « ألكمار » الهولندي الذي حقق معه عدة انتصارات، إذ كتب حينها النادي في بيان رسمي: « يسر نادي تولوز لكرة القدم أن يعلن عن انضمام اللاعب الدولي المغربي زكرياء أبو خلال إلى صفوفه ». وكان الدولي المغربي هو أيضا سعيدا بالتوقيع لناد كروي له مكانته في فرنسا، وبكونه سيدخل غمار تجربة جديدة في حياته الرياضية، يحذوه الأمل الكبير في أن يكون في مستوى الثقة التي وضعها فيه مسؤولو الفريق، وأن يقدم الإضافة المرجوة التي من شأنه إسعاد أنصار ومشجعي النادي. فكيف له اليوم أن يحقق مثل هذا الحلم بعد أن اهتزت ثقته في إدارة النادي، جراء ما أقدمت عليه من سلوك غير سوي؟
إننا إذ نثمن عاليا ردة فعل الدولي المغربي زكرياء أبو خلال دفاعا عن الوحدة الترابية لبلاده، فإننا نستغرب مما أقدمت عليه إدارة ناديه الفرنسي تولوز من شطحات غير مفهومة، في الوقت الذي يفترض فيه أن تنأى بنفسها عن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. إذ من غير المقبول أخلاقيا ورياضيا أن تقحم السياسة في المجال الرياضي، والحال أن أجمل ما في الرياضة وتحديدا كرة القدم بحكم شعبيتها الواسعة عبر العالم، هو أنها تستطيع أن تحقق ما تعجز عنه السياسة في الكثير من الأحيان والمناسبات. فهي وسيلة للحوار السلمي والحضاري والثقافي وعنصر تقارب بين الشعوب، وليست مجالا لترويج المغالطات التي من شأنها الإضرار بمصالح البلدان والشعوب وزعزعة الاستقرار، مما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يمنع إقحام السياسة في منافسات هذه اللعبة…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *